آخر الأخبار
وكيل الترفيه !
21-4-2015 | 04:57
نقطة نور
لبنان هي وكيل الترفيه في المنطقة , حيث تتم عملية نسخ ومحاكاة البرامج الغربية والأمريكية الترفيهية , ثم إعادة تصديرها إلى الوطن العربي , , ويمكنك أن تري هذا النسخ أو المسخ في العديد من البرامج فأمريكان أيدول , ستجد له نظيره العربي اللبناني آرب أيدول , وهكذا تقريبا كل برامج المسابقات .!
البرامج تلعب بمواهب وأحلام الشباب , وهي تستدعي للذاكرة الفيلم الشهيرة ( أنهم يقتلون الجياد أليس كذلك ؟) , ولكن المؤامرة على المواهب الشابة تكمن في أن المنصة وعملية التصويت يتم التلاعب فيها لكي يفوز فيها الأقل موهبة ؟ لماذا ؟ لأنه إذا تم التصويت من المرحلة الأولي علي الموهبة الأكثر قوة ووضوحا لانتهت المنافسة الإعلانية سريعا وقلت الحصيلة المالية !؟ ولكن لابد أن تستمر المنافسة وتسخن النعرة الوطنية على حساب الموهبة فتصوت كل بلد عربي لموهبتها ,!وبهذه الطريقة تتساقط المواهب الأهم في المراحل قبل النهائية ! وتركز برامج أخري على العري لجذب مزيد من المشاهدة ومن ثم مزيد من الإعلانات والتصويت ,في برنامج الرقص مع النجوم! تزيد مساحات العري , بل أن توجيهات لجنة الحكم تشجع المنافسين على مزيد من الجرأة والعري !) .
هذه البرامج تستقطب الشباب من كل الوطن العربي حيث يقيمون معا ,ويقتربون بشكل حميمي من بعضهم البعض والهدف المعلن هو أن تحدث هرمونية بين المشاركين !, والحقيقة أن لبنان تتصدر زعامة قيادة نقل الثقافة الغربية التجارية, يتم تحقيق ذلك أيضا عبر المسلسلات الدرامية , وتأمل مسلسلات رمضان الماضي ومنه مسلسل( كلام على ورق) لهيفاء وهبي , حيث صدر للمشاهد قيما خطيرة أهمها أن العمل في الدعارة يدر أرباحا وحياة مترفة لا مثيل لها !و أن الحب والعلاقات العاطفية المجانية هي أكبر خسارة !ثالثا أن المصريات هن من يسافرن للبنان ويدربن الفتيات على ممارسة العهر !ويقود عصابة الدعارة قواد مصري!, لا توجد رقابة على هذه القنوات الفضائية العربية المنتجة , ورقابة مصر فقط على ما ينتجه قطاع الإنتاج الذي توقف عمدا عن الإنتاج منذ سنوات طويلة .!
خطورة هذه السموم في الترويج للدعارة وفي إصابة ملايين الشباب العربي بالإحباط وهو يتابع رفاهية يعيشها أبطال هذه المسلسلات الذين تنازلوا أخلاقيا ! بينما هو يشق طريقه في الحياة فلا يجد فرصة عمل و أمل للتحقق أو الزواج أو حتي الهجرة !! أنهم يقتلون الجياد أيضا ! فالمواهب الحقيقية التي يتم إقصائها لأهداف إعلانية بحتة , تصاب بإحباط مدمر عندما تري من هم أقل موهبة يتصدرون المشهد ,وكأنها فلسفة عامة أن يتصدر السفهاء منا صدراه المشهد في كل شيء , في كليب غنائي لهيفاء وهبي نراها تقطع الرجال بالسيف , ثم تفصل رأس أخر ,فهل تتم عملية تبني لأفكار وسلوكيات داعش ومزجها بالمشاعر العاطفية وبالعري وتصديرها لجيل محروم من الحب والوعي والأمل .!
في فيلم (أنهم يقتلون الجياد إليس كذلك ؟) يفضح تدمير هذه المسابقات للشباب وسرقة أحلامهم , تستسلم جين فوندا بطلة العمل جنسيا لمغتصبها المنتج لهذه المسابقات القاتلة التي يرقصون فيها بلا توقف! ونري البعض يسقط ميتا من الإجهاد , تتوسل جين فوندا الشابة الموهوبة لحبيبها إن يقتلها ليريحها من هذا العذاب ,فيفعل ,لنراها وقد انتقلت إلى مكان أكثر إشراقا لأول مرة , هناك في العالم الآخر ., أرحموا شبابنا من النصابين والنخاسين العصريين المتاجرين بأحلام وأجساد شبابنا المغدور .
tarekart64@hotmail.com
من العدد المطبوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق