الاثنين، 13 أبريل 2015

كلب وقط وأسد

كلب وقط وأسد

قصة الكلب الوفي الذي دافع عن صاحبه وقام ( بعض ) ثمانية أشخاص اعتدوا على صاحبه ثم جاء المعتدين في يوم أخر وخيروه بين أن يهاجموه أو أن يمنحهم الكلب! فسلم لهم الكلب فذبحوه .! هي قصة توضح مدي خسة الإنسان وسمو الكلب , وتصور جحود بعض البشر ونزولهم إلي مرتبة أقل من الحيوان.! القصة توضح أيضا أن الوفاء يجب أن يمنح لمن يستحق والإخلاص والانتماء لمن يقدر , فإخلاص داخلية العادلي لنظام مبارك مثلا لم ينجيها من المسائلة القانونية , وهنا قرر النظام مرغما التضحية ببعض ذيلوه ليضمن نجاة رأسه وجسده , صحيح أن القضاء برأ العادلي وستة من معاونيه .!ثم برأ باقي رموز مبارك .! ولكن من قال أن الستارة قد أسدلت وأن نظام مبارك كله لن يحاكم مجددا بقوانين جديدة ؟ ومن يضمن ذلك .؟ ولهذا أؤكد أن الولاء الأعمى مباح للحيوانات لأنها بلا عقل , ولكن الله فضل الإنسان بالعقل وعليه أن يمنح ولائه وإخلاصه لمن يستحق .
أما القط المصري المعجزة فقد قرر الهجرة من مصر بطريقة غير شرعية !أي بمفرده ودون مرافق من بني البشر ! فقد دلف إلى سفينة وتحمل الجوع وربما العطش لمدة 17 يوما , حتي وصل إلي إنجلترا ,وهناك تم استقباله عكس المهاجرين غير الشرعيين من بني البشر , استقبال الأبطال .!وتمت إحاطته بالرعاية الطبية الشاملة .وجمعت له تبرعات فاقت ال 60 الف جنية مصري وتقرر استضافته 4 شهور !وأصبح أشهر قط في العالم حاليا .وربما تعرض عليه قريبا عقود بطولة أفلام سينمائية أيضا .! ورأيت في قصته رمزا لتردي الأوضاع في مصر , فقد انضمت الحيوانات مع البشر في طوابير المندفعين للهجرة غير الشرعية .! فالفقر والبطالة والفساد والاستبداد والمحسوبية وكل سياسات مبارك التي أستمرت ملامحها حتي بعد قيام ثورتين , هي التي دفعت الشباب لليأس , وعدم الخوف من الموت ,رفضا لحياة هي أسوأ من الموت , حيث لا أمل في عمل أو زواج أو حياة آدمية لائقة ,وحيث توقفت مؤسسات الدولة كلها تقريبا عن تعيين أي خريج جديد منذ عدة سنوات .! وحيث يمصمص القطاع الخاص دماء الشباب ويستغلهم دون قوانين تحمي العاملين به.! إنحيازات دولة مبارك مستمرة !وهكذا أمتد الإحباط للحيوانات أيضا  .! تهاجر القطط  اليوم وغدا تهاجر  العصافير ! وطن لا يتسع للبلابل والعصافير .!
لن أطلب من الحكومة المصرية لأني أعرف إنحيازاتها ولكني  أطالب إنجلترا ودول أوروبا بقبول حيواناتنا المهاجرة  وشبابنا وتوفير فرص عمل لائقة بهم, وكما استعمروا بلادنا ونهبوا خيراتنا ومازالوا ,فلا اقل من التكفير عن الذنب بقبولهم في وظائف تليق بمؤهلاتهم ,أو حتي لا تليق !فالمعروض عليهم هنا الآن ولم ينفذ عربات يبيعون فيها الخضروات واللحوم !!
القصة الثالثة للأسد الذي هاجم فاتن الحلو في السيرك , وهي تحي الجمهور حيث قفز عليها ضاربا إياها بقوة , ورأيت فيما حدث نوعا من الغيرة ! فهو بطل السيرك ونجمه الحقيقي , فكيف يصفق الجمهور لها ويتجاهله هو!
تحية الحلو للجمهور كانت تتم بينما تنساب أغنية ( بشرة خير ) ولكني أستبعد تماما أن يكون الأسد خلية نائمة من خلايا الإخوان ! ولكني رأيت
 في الأسد هذه الكتلة المصرية الصماء , غالبية البسطاء والمنتمين للفقراء والمهمشين ,والذين يستخدمهم الآخرون ويتحدثون  نيابة عنهم ويدعون أنهم يدافعون عن مصالحهم , ولا يعبأ أحد بهم في النهاية !وبحقوقهم ووجودهم , يتحدث عنهم المرشح الانتخابي , والإعلامي والسياسي , والكل يستغلهم!هؤلاء فاض بهم أيضا ,وقريبا سينقضون على المدرب ,وربما تتحد الكلاب مع القطط والأسود في ثورة شاملة , ضد أوضاع فاسدة وإنحيازات اجتماعية أقصتهم بعيدا ,احذروا ثورة  الوعي لدي الكلاب وثورة المهمشين والفقراء والمضطهدين والمسلوبة حرياتهم وحقوقهم الأساسية من الحيوانات في مصر .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي

tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق