الثلاثاء، 17 فبراير 2015

سيادة الرئيس لف وأرجع

نشر في جريدة المشهد17-23 فبراير2015

سيادة الرئيس لف وأرجع

سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي, أنا أحد المؤمنين بالدولة المدنية الحديثة والمقدرين لدورك ودور القوات المسلحة في تجنيب مصر ويلات حرب أهلية إبان حكم الإخوان الأسود , ومازلت أحتفظ  ببطاقة رقم قومي تحمل صورتك وكتب الشعب فيها الوظيفة :منقذ مصر ,وكإعلامي دافعت عما أومن به, وقاومت أخونة ماسبيرو في قناة النيل الثقافية ومنعت إهانة بعض الضيوف الإخوان للقوات المسلحة بعد 30 يونيو مباشرة , وطردت المتطاولين على شخصك وعلى القوات المسلحة من الأستديو .! وبيتي يحتفظ ببعض صورك وذكريات أخرى لمشاركتي فى ثورة 30 يونيو وصور لمشاركتي فى مليونية تفويضكم لحماية مصر ,ولكن أصارحكم أن بقاء الإخوان فى مواقعهم واستمرارهم فى التخريب سبب لى بعض الحيرة وعدم الفهم , فهؤلاء يخربون ويثقبون القارب فى قناة الثقافية وماسبيرو وفى مؤسسات الدولة كلها ويمكن منعهم من التخريب بإقصائهم عن المواقع الهامة والحساسة مثل ماسبيرو , ووزارة الثقافة والأزهر والأوقاف وجهاز الشرطة وغيرها من المؤسسات التي تم زرعهم بها ,مازاد من حيرتي  أنني تعرضت للعقاب عندما تصديت للإخوان في قناة النيل الثقافية  وتم إيقافي عن العمل وخصم مرتبي ! وهذا ما أذهلني !! فالمعركة مع الإرهاب لن تنجح وجبهتنا ومؤسساتنا مخترقة من تنظيم دولي ينقل بطن و(مصرايين ) مصر لجهات أجنبية معادية ويطلع على أسرارنا ويراقب كل خطواتنا ثك أن ترك الإعلام الخاص ينهش في ثورة يناير زاد من شكوكي .! فهذه الثورة صاحبة الفضل على مصر فى التغيير والخروج من زمن مبارك الذي وصفته سيادتكم بأنه خرب مصر.
 أن تغير السياسة الخارجية لمصر شرقا وزيارة بوتين لمصر لم يعكرها سوى سقوط 19 قتيلا في مباراة كرة قدم ! نتيجة التعسف الأمني  الذي يرى بعض العميان بوزارة الداخلية انه السبيل لعودة هيبة الدولة ولكن كيف تعود هيبة الدولة بقتل شيماء الصباغ شهيدة الوردة أبنتك كما وصفتها سيادتكم ! وكيف تعود هيبة الدولة بوضع شباب متحمس لتشجيع فريقه فى قفص حديدي ثم تركه للدهس وللخرطوش وللموت المهين ! عن أي هيبة يتخيل هؤلاء المعتوهون ! الأ تضيع هيبة الدولة مع غياب المحاسبة ! والأ تضيع مع جعل المتهم محققا ! فالشرطة والنيابة موكول إليها التحقيق في تجاوزات الشرطة والنيابة !تماما كما يحدث فى أقبية وزارة الثقافة عندما تختار لجنة تحكيم الجوائز نفسها للفوز بجوائز الوزارة فى الإبداع !!الأ تضيع هيبة الدولة بضياع حقوق الشهداء بداية من أيقونتها الأولى خالد سعيد ونهاية بأزهار نادى الزمالك ووردة الميادين شيماء الصباغ ؟ الأ تضيع هيبة القضاء بطمس الأدلة وبخروج رموز مبارك أحرارا متبجحين بنية مشاركتهم البرلمان !الأ تضيع بوضع الشباب داخل قفص حديدي فى السجون وقفص حديدي يزهق أرواحهم في مباراة كرة !؟ الأ تضيع هيبة الدولة بتصاعد العمليات الإرهابية ضد جنودنا في سيناء وضد ضباط الشرطة بالداخل !الأ تضيع هيبة الدولة مع مسلسل  التسريبات !الأ يمكن كشف المتلاعبين بمصير مصر كلها ومستقبلها  الذي تتبدى ملامحه بزيارة بوتين ’أليس غريبا سيادة الرئيس أننا نسير  بأجندة  جديدة فى سياستنا الخارجية بينما تظل السياسات الداخلية أسيرة لأجندة مبارك ! أن سر نجاح عبد الناصر هو هذا الاتساق في الاتجاه شرقا مع جملة سياسات وإنحيازات اجتماعية اشتراكية ضمنت التفاف الشعب حول القيادة السياسية ’ أن سيادتكم لم تتمكن من إقناع رجال مال مبارك  حتى بمجرد التبرع لصالح البلد الذى أثروا من ورائه
, ان الأمر يشبه سفينة تريد التقدم ولكن هناك من يثقبها.!ودفة السفينة تتجه بمؤشر سليم فى السياسة الخارجية ولكن يلزمها لاستقلال القرار السيادي التخلص من المعونة الأمريكية وآلاف الخبراء الأمريكيين وتعديل إتفاقات كامب ديفيد ,أن أقرب مؤيديك سيادة الرئيس نصحكم بضرورة الثورة على نظامكم والاستعانة برجال مخلصين وبالإفراج عن الشباب وإشراكه فى حكم البلاد  وتحقيق العدالة الانتقالية والاجتماعية ووضع سياسات تنحاز للفقراء والطبقة المتوسطة ,و تحقيق أهداف الثورة, وإلغاء قانون التظاهر المعيب , من المهم الأ يعتمد على وجوه الإعلام الخاص المملوك لحفنة من رجال مال مبارك الأنانيين ’وهى وجوه صارت مكشوفة ومحروقة وفقدت  مصداقيتها وصلاحيتها , وأن يتم إصلاح  الإعلام المملوك للشعب من تليفزيون وإذاعة وصحافة قوميةوأن يتوقف
نهر الدماء!  فهيبة الدولة  ليست أقدس من الكعبة المشرفة , ولأن السفينة تبحر فى نفس الاتجاه الذي أخذه إليها مبارك وأعوانه ,فيمكننا  الاستفادة من مبارك نفسه , أثناء محاولة اغتياله عندما طلب من سائقه بهدوء أن يلف ويرجع , لف وأرجع سيادة الرئيس فالسفينة تبحر عكس اتجاه الثورة ’ونهاية هذا الإبحار الخاطئ أن نصل إلى لمحطة 25 يناير مجددا  ولكن هذه المرة ستكون الفاتورة الدموية باهظة .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق