الثلاثاء، 17 فبراير 2015

الإهارب وإعادة بناء جدار الخوف

الإرهاب وإعادة بناء جدار الخوف

10-2-2015 | 21:34
طباعه
 New G+0  0  0 
حمل عام 2015 عدة إشارات كابوسيه تمثلت فى الإفراج عن جمال وعلاء فى ذكرى 25 يناير ,مع اغتيال شيماء الصباغ فى ميدان عام وسط النهار ووسط تواجد شرطي مكثف !ثم منع السماح بإقامة عزاء لها  فى عمر مكرم !!بل وإتهام زميلها زهدى الشامى بإرتكاب الجريمة !وتم إقرار الحكم بسجن رموز الثورة المدانين بخرق قانون التظاهر بالمؤبد وغرامة خرافية 17 مليون جنية !وفى  ذكرى 25 يناير سقط نحو 25 قتيل أخر فى اشتباكات متفرقة ,وتم إلغاء الاحتفال بذكرى ثورة يناير بسبب إعلان الحداد على وفاة الملك عبد الله ,والحقيقة أن سر الكارثة يكمن فى أن ثورة يناير جرحت الوحش ولم تقتله ,فبدأ من نهار التكليف بالإنتقام الوحشى الممنهج .
 ثم  حدثت نقلة نوعية للإرهاب باستهداف عدة منشآت ومحطات كهرباء وأتوبيسات نقل عام وغيرها , ولم يكن التوقيت مفاجئا ولا الأماكن مستبعدة ,فاليأس وصل بالتنظيم الإرهابي الدولى لأقصى درجاته , وهكذا بدت الصورة قاتمة , وأن التوجه هو طي صفحة يناير وأن لا صوت يعلو على صوت معركة فى مواجهة الإرهاب , ولا يختلف مصرى مخلص على خطر الإرهاب ونقلاته النوعية التى استهدفت الجميع وكان النصيب الأكبر منها موجها لجنود وضباط الجيش والشرطة فى الفترة الأخيرة ,ولكن الاختلاف هو فى منهج مواجهة الإرهاب ,ودعونا نؤكد على أن شرعية الرئيس السيسى والنظام كله استندت على تصديه للإرهاب , وأن هذا هو مادفع الملايين للنزول للشوارع والميادين ومنحه تفويضا أضافيا شعبيا حمل  فى طياته تصويتا على انتخابه رئيسا بل منقذا للبلاد , ولكن مع توالى العمليات الإرهابية التى استهدفت الجيش والشرطة وسقوط العشرات فى كل مرة ,وضح أن هناك خللا ما وتقصيرا كبيرا ووضح أن تسليح الإرهابيين أعلى ,وأن هناك نقص معلوماتى خطير , بالإضافة إلى غياب الشفافية فى إطلاع الشعب على تفاصيل المعركة الدائرة ,كل هذا سرب الشكوك فى قدرة المفوض على تحمل مسئولياته فى أهم أهداف المرحلة وهو تحقيق الأمن, زد على ذلك أن تجاوزات الشرطة مع المتظاهرين السلميين تمت مقارنتها بالرعونة فى مواجهة الإرهابيين أحيانا  حتى أن المقايضة بمنح الأمن مقابل تأجيل الحصول على الحرية هذه المقايضة المصابة بالعوار لم ينجح النظام فى تحقيقها لأن الأمن بشقيه القومى والجنائى لم يتحقق ,فزادت العمليات الإرهابية فى الداخل وعلى الحدود وفى سيناء وزادت معدلات الجريمة الجنائية وتواصلت تجاوزات جهاز الشرطة ضد المتظاهريين السلميين !فلا أمن تحقق ولا حريات أجيبت ,ولا إفراج عن مساجين متظاهرين تم فى ذكرى 25 يناير  بل تم الإفراج عن جمال ومبارك !ورسخ فى  الوجدان الشعبى أن مواجهة الإرهاب تستخدم لإعادة بناء جدار الخوف الذى أسقطه الشعب بتضحياته فى الموجة الأولى من ثورة يناير , وأن الأزرع الإعلامية لنظام مبارك التى سمح لها بتشويه ثورة يناير وإعتبارها مؤامرة كانت تمهد الطريق لعودة نظام مبارك بكل ملامحه الفاسدة السابقة
ورغم إعلان الرئيس والحكومة أنه لا عودة لنظام مبارك فأن واقع الأمر يؤكد عكس ذلك لأن النظام يعتمد على رجال مبارك ويستخدم نفس الأجندة , وهذا معناه أننا سنصل لنفس المحطة محطة 25 يناير 2011 .
الشرطة المصرية التى أستطاعت أن تضيق الفجوة بينها وبين الشعب فى 30 يونيو وبعد تضحيات جنودها وضباطها المخلصين الذين سقطوا فى معركة مواجهة الإرهاب , تعود للخلف در وتجسد ذات الصورة القديمة القبيحة لشرطة العادلى , وخطورة ذلك فقدان الظهير الشعبى فى معركة الوطن ضد الإرهاب , كما أنه من المستحيل أن نكسب معركتنا ضد الإرهاب فى نفس الوقت الذى تسحق فيه حريات الإنسان وتهان كرامته وتراق دمائه  وتضيع حقوقه .! فهزيمة 67 وقعت لأن الإنسان المقهور لا يمكنه أن ينتصر , وسلامة الجبهة الداخلية هى ما تحقق النصر فى معارك الوطن كلها .
لنجاح المواجهة ضد الأرهاب يتطلب الأمر تغيير رجال مبارك كلهم وإسناد الأمر لجيل جديد وطنى وكفء ,وإلغاء قانون التظاهر ,والإفراج عن كل المحبوسين بسببه, بل يجب ان تحمى الشرطة التظاهرات السلمية , ولابد من قوانين تحقق العدالة الاجتماعية , والشفافية فى المعركة مع الإرهاب ضرورية و دعم التجارب الحزبية الجديدة و الحرص على تحقيق استقلالية كاملة لمؤسسات القضاء والإعلام والجامعات والأزهر ,بحيث تخدم الأهداف القومية ولا تكون رهينة للسلطة السياسية ,
لابد من القضاء على الفساد  الذى هو اخطر من الإرهاب نفسه ووضع إستراتيجية ثقافية وفنية  شاملة تبدأ بالتعليم , لمواجه الفكر المتطرف والنهوض بالأمة ,وتبنى مشروعات إنتاجية عملاقة , كالقطن والثروة السمكية والزراعة وغيرها .
بدون ذلك كله يظل الوطن فى مرمى نيران الإرهاب والظلم والقهر والفساد .
tarekart64@hotmail.com
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق