الجمعة, 20 فبراير 2015 م - 00 جمادى الأول 1436 هـ
اذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نستغني عن الجيش ونوفر مليارات الجنيهات ونكتفي بالحكمة لحماية أمننا القومي! إن وظيفة الجيوش الأصلية التي نسيناها ربما من فترة الاستسلام والجمود المباركي هى حماية الأمن القومي للبلاد, وصد العدوان والرد على هجمات المعتدين وردعهم وحفظ الحدود.
إن اتفاقية كامب ديفيد هى ما أوحت لهذه الآراء بفكرة الاستمرار في الخنوع وتحييد الجيش المصري وتقليم أظافره, ولكن من يحلل الأمور بدقة سيرصد تغييرات أساسية فى التوجهات السياسية منذ تولى السيسي منصب وزير الدفاع ثم انتخابه رئيسا للبلاد, فهناك تغير فى السياسة الخارجية المصرية وخروجها من عباءة مبارك ومن العجز الكلى وسياسة إدارة الظهر, فتحسنت صورتنا إقليميا وعربيا وأفريقيا ودوليا, ثم جاء الاتجاه شرقا للصين وروسيا ليحقق التوازن الدولى المطلوب والذي يحقق مطلب الاستقلال الوطني للقرار السياسي والخروج من مربع التبعية لأمريكا, وهذا ما تجسد فى تنويع مصادر السلاح من سلاح روسي وصيني وفرنسي, كما استطاع السيسي أن يعيد بناء القوات المسلحة والخلاص من حالة الجمود المباركي.
إن عدم الرد على المذبحة هو الذي كان سيمثل خطرا على الأمن القومي المصري, فالشارع المصري كان يغلى بمعنى الكلمة والمواطن يشعر بالمهانة وبالذبح لكرامته, ولا يمكن أن نغفل أن حادث شيماء الصباغ ومن سقط في الذكرى الرابعة لثورة يناير, ثم الحادث الجبان الذي استهدف جنودنا الأبطال في العريش, وحادث استشهاد مشجعي نادي الزمالك, كل هذه الأحداث المتتالية راكمت غضبا واحتقانا شعبيا خطيرا, وكان رد القوات المسلحة على ذبح 21 مواطنا مصريا يحمل عدة معان منها أولا أن الدولة المصرية خرجت من غيبوبة زمن مبارك وأن الجيش المصري درع حقيقي جاهز وقوى, كما أوجد الرد الوطني السريع اصطفافا طالما بحث عنه ونادي به الرئيس السيسي فى معظم خطاباته, طبعا يخرج من الاصطفاف الإخوان وكل مؤيد لهذه الجماعات وفكرها التكفيري.
فضلا عما سبق، فقد أنقذ الرد شعبية الرئيس السيسي والتي تعرضت للاهتزاز كثيرا فى الفترة الأخيرة, بسبب أخطاء التعامل الأمني, والابتعاد عن أهداف ثورة يناير.
المؤامرة لا تحتاج لإثبات ولكنها تحتاج لإستراتيجية واضحة لمواجهتها والأمر يبدو ناجحا فى إطار السياسة الخارجية, ولكنه يحتاج إلى التغيير الكامل فى السياسات الداخلية, حتى تتحقق أهداف ثورتين قامتا ضد الفساد والاستبداد السياسي, والمشكلة أن الرئيس السيسي رغم أنه رئيس جديد فإنه ما زال يعمل بنظام قديم هو نظام مبارك.
tarekart64@hotmail.com
- طارق عبدالفتاح
- الجمعة , 20 فبراير 2015 00:09
اذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نستغني عن الجيش ونوفر مليارات الجنيهات ونكتفي بالحكمة لحماية أمننا القومي! إن وظيفة الجيوش الأصلية التي نسيناها ربما من فترة الاستسلام والجمود المباركي هى حماية الأمن القومي للبلاد, وصد العدوان والرد على هجمات المعتدين وردعهم وحفظ الحدود.
إن اتفاقية كامب ديفيد هى ما أوحت لهذه الآراء بفكرة الاستمرار في الخنوع وتحييد الجيش المصري وتقليم أظافره, ولكن من يحلل الأمور بدقة سيرصد تغييرات أساسية فى التوجهات السياسية منذ تولى السيسي منصب وزير الدفاع ثم انتخابه رئيسا للبلاد, فهناك تغير فى السياسة الخارجية المصرية وخروجها من عباءة مبارك ومن العجز الكلى وسياسة إدارة الظهر, فتحسنت صورتنا إقليميا وعربيا وأفريقيا ودوليا, ثم جاء الاتجاه شرقا للصين وروسيا ليحقق التوازن الدولى المطلوب والذي يحقق مطلب الاستقلال الوطني للقرار السياسي والخروج من مربع التبعية لأمريكا, وهذا ما تجسد فى تنويع مصادر السلاح من سلاح روسي وصيني وفرنسي, كما استطاع السيسي أن يعيد بناء القوات المسلحة والخلاص من حالة الجمود المباركي.
إن عدم الرد على المذبحة هو الذي كان سيمثل خطرا على الأمن القومي المصري, فالشارع المصري كان يغلى بمعنى الكلمة والمواطن يشعر بالمهانة وبالذبح لكرامته, ولا يمكن أن نغفل أن حادث شيماء الصباغ ومن سقط في الذكرى الرابعة لثورة يناير, ثم الحادث الجبان الذي استهدف جنودنا الأبطال في العريش, وحادث استشهاد مشجعي نادي الزمالك, كل هذه الأحداث المتتالية راكمت غضبا واحتقانا شعبيا خطيرا, وكان رد القوات المسلحة على ذبح 21 مواطنا مصريا يحمل عدة معان منها أولا أن الدولة المصرية خرجت من غيبوبة زمن مبارك وأن الجيش المصري درع حقيقي جاهز وقوى, كما أوجد الرد الوطني السريع اصطفافا طالما بحث عنه ونادي به الرئيس السيسي فى معظم خطاباته, طبعا يخرج من الاصطفاف الإخوان وكل مؤيد لهذه الجماعات وفكرها التكفيري.
فضلا عما سبق، فقد أنقذ الرد شعبية الرئيس السيسي والتي تعرضت للاهتزاز كثيرا فى الفترة الأخيرة, بسبب أخطاء التعامل الأمني, والابتعاد عن أهداف ثورة يناير.
المؤامرة لا تحتاج لإثبات ولكنها تحتاج لإستراتيجية واضحة لمواجهتها والأمر يبدو ناجحا فى إطار السياسة الخارجية, ولكنه يحتاج إلى التغيير الكامل فى السياسات الداخلية, حتى تتحقق أهداف ثورتين قامتا ضد الفساد والاستبداد السياسي, والمشكلة أن الرئيس السيسي رغم أنه رئيس جديد فإنه ما زال يعمل بنظام قديم هو نظام مبارك.
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق