نشر في جريدة المشهد 13-19 يناير2015
إعلام الجنس والعفاريت !
إعلام رجال المال يعزف جماعيا ’ فعندما يتصدى
لموضوع ما تجد كل قنواته وصحفه وأبواقه قد أنتظمها لحن واحد وكلمات واحدة وتوقيت واحد وكأنه أمر علوي ينفذ بكل طاعة
وانضباط ! ..ففي فترة تظهر موضة تعظيم
فلان ! وبعدها موجة المؤامرات تحاصرنا ! ثم يأتي الأمر مشفوعا بالفيديوهات
والسيديهات لإعلام رجال المال حتى تبدأ تسريبات من نوع محدد , ثم يصدر الأمر
بوقف التسريبات مع الاستمرار في تشويه
الثورة والثوار ! ولأن فرق عمل الإعلام الخاص مدربة كالكلاب البوليسية أو اشد
تدريبا فتجدها تطبق الأمر ثم تبدع وترتجل وكثيرا ما تخرج عن النص ! فيصدر الأمر من
جديد لوقف الارتجال , فالمطلوب هو تنفيذ الأمر بدقة وانضباط وهؤلاء الإعلاميون لم
يتربوا يوما واحد على فضيلة الانضباط
والدقة في تنفيذ الأمر , ودائما ما يحاولون الإبداع فتقع المشكلات
لمالك القناة ! وإعلامي رجال المال لديهم
تضخم فى كل شيء بداية من كروشهم وأجسادهم المترهلة إلى ثرواتهم الممنوحة لهم بسخاء
!ويمتد التضخم إلى مبالغات فجة في تنفيذ الأوامر تأتى بعكس النتائج التى أرادها
رجل المال نفسه ! وأخر موجات أوامر رجال المال العليا كانت هي إغراق المشاهد فى
بحر من الجنس والعفاريت والإثارة والطالع والشعوذة الإعلامية وجذب المزيد من
الإعلانات , ففلسفة المرحلة تنبني على أساس أن موجات تشويه الثورة وشيطنتها وصراخ
التوك الشو قد أنهك المشاهد وبدأ الانصراف عن الإعلام الخاص ,ولهذا سنفتح للمشاهد
المندل ونضرب الودع ونبين زين المستقبل القريب الجميل وبعدها مسابقة في الرقص
والعرى لزغزغة رغباته المحبطة , ثم نحضر له الجن والعفاريت على الهواء ثم نثيره
بقضية الملحدين ! ثم نثيره أكثر بقضية الشواذ العرايا والتي أثبتت التحقيقات بعد
أن تم انتهاك إنسانيتهم وتشويههم علنا على الهواء أنهم ليسوا شواذا ! وأتضح أن
الشاذ حقيقة هو هذا اللون من الإعلام الأصفر ! يعزف الإعلام الخاص الآن مارش بيع ماسبيرو بحجة أنه يخسر ! فهل الإعلام الخاص يربح ماليا !وهل
العرى والجنس وإعلام العفاريت هو سبيله للربح التجاري ؟ثم يتهم ماسبيرو بأنه بوقا
للحكومة ! ولكن ماذا عن الإعلام الخاص ؟هل هو بوق لرجال المال والمتهربين من
الضرائب وبعض الفاسدين أم بوقا لنظام
مبارك ؟ ! ثم لماذا تجاهل ملاك القنوات الخاصة سؤالا أساسيا لماذا لم تدفعوا لمدة
عقود ما عليكم من ملايين الجنيهات نظير تأجير الإستديوهات في مدينة الإنتاج
الإعلامي حتى الآن ؟ولماذا أتت تبرعاتكم لصندوق تحيا مصر هزيلة ! ولماذا لا تدفعون
ما عليكم من ضرائب للوطن قبل التفكير في شراء ماسبيرو وتحويله هو الأخر لمنظومة
إعلام المال والجنس والعفاريت.!
إعلام الشعب هو درع ثورتنا .
.
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق