الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

إخوان إنجلترا وأمريكا

نشر في جريدة المشهد 9-15 ديسمبر2014

إخوان إنجلترا وأمريكا

يشير الكاتب( روبرت دريفوس)  فى كتابه ( لعبة الشيطان ) ترجمة مصطفى عبد الرازق وأشرف رفيق - صادر عن دار مركز دراسات الإسلام والغرب- ..إلى تأسيس جماعة الإخوان ودور إنجلترا حيث تأسست جماعة الإخوان على يد البنا بمنحة من شركة قناة السويس البريطانية وخلال الربع قرن التالى بدعم من الديلوماسيين البريطانيين والمخابرات البريطانية ’أما الملك فاروق المؤيد للبريطانيين فسوف يرى فى الإخوان درعا من الشيوعيين والقوميين ’ثم فى وقت لاحق سيكونوا سلاحا ضد جمال عبد الناصر ... فى نفس الوقت يعتلى أمين الحسينى صاحب الميل للنازية والمناهض للسامية السلطة من العشرينات بدعم من البريطانيين وسيكون هو وحسن البنا مسئولين عن إنتشار التشدد الإسلامى فى العالم أستغل الملك والإنجليز الجماعة السرية للإخوان وجناحها شبه العسكرى عندما يكون فى مصلحتهم لتنفيذ عمليات إغتيال ...ولدت جماعة الإخوان عام 1928 على يد البنا وكانت بمثابة مولودا طبيعيا  لفكرة الجامعة الإسلامية التى روج لها الأفغانى وعبده وكان الوسيط هو رشيد رضا السورى الذى وصل مصر عام 1897 ...ويؤكد( دريفوس ) على أن الإفغانى وعبده أدارا جمعيات سرية تحت الأرض وحركات ماسونية وكانا يحاولان إنشاء حركة إسلامية علنية مقرها مكة المكرمة ولها أفرع فى كل البلدان الإسلامية ...ساعدت قناة السويس البنا بإنشاء مسجد فى محافظة الإسماعلية ليكون مقرا وقاعدة عمليات للجماعة وفق ما قاله (ريتشارد ميتشل)  فى كتابه ( جماعة الإخوان المسلمون )....فى عام 1937 كان مناطا بالإخوان (حماية حفل تتويج الملك فاروق !) وكانت الإخوان إداة ضد الوفد القومى المعارض للإحتلال البريطانى وضد الشيوعيين ..وأعتبر الوفديين من الجناح اليمينى من كبار ملاك الأراضى والرأسماليين أن الإخوان حلفاء لهم.. فيما كان عموم الوفد يعتبرون الجماعة قوة رجعية ,,,,أخترق الجهاز السرى للإخوان التنظيمات الشيوعية ونقلوا معلومات إستخباراتية للحكومة وكانوا أنفسهم بمثابة جهاز مخابرات موازى ..وكان (السادات ) الذى سيصبح رئيسا لمصر عضوا فى جماعة الإخوان فى الأربعينات وكان ضابط الإتصال بين ضباط الجيش المنشقين والبنا وكتب السادات فى كتابه البحث عن الذات عن حسن البنا يقول :( كان فهمه للدين عميقا وآخاذا وكان يستحق ومؤهل ليكون زعيما دينيا ) وجرى التنسيق بين السادات والبنا ...وبدأ البنا فى تجنيد البعض منهم ولكن لم يكن واضحا هل كان يجندهم  من أجل الضباط الأحرار فعلا أم أجل إختراق التنظيم ..؟.
عندما أتضح للندن وواشنطن أن فاروق لن يستمر بدأ البحث عن نظام بديل وكانت الخيارات هى أولا: توليفة من الوفد والشيوعيين ...وثانيا (التحالف السرى بين الإخوان والضباط الاحرار !)...البريطانيين أصروا على إحياء النظام الملكى  !بينما أختار الأمريكيين تأييد الضباط الأحرار بقيادة ناصر ..ولعب الإخوان مع الملك والضباط الأحرار معا !كان البنا قرب نهاية حياته المثيرة وهزيمة فلسطين أثرت على البلاد من كل الجوانب وسعى الإسلاميين والقوميين للحصول على قدر من المصداقية بإتهام الملك بالفساد والتسبب فى الهزيمة وفى ديسمبر 1948 جمدت الحكومة نشاط الإخوان المسلمون وبعد أسابيع قليلة قتل أحد أفرادها رئيس الوزراء محمد فهمى النقراشى .وبعد شهرين فى يناير 49 أغتيل (البنا ) على يد أجهزة الأمن المصرية غالبا ..وخلفه الهضيبى كمرشد عام للجماعة ويؤكد الصحفى (روبرت دريفوس ) فى كتابه( لعبة الشيطان ) على أن الجماعة أستمرت فى خطوط مفتوحة مع القصر وتغلغلت فى الجيش والشرطة وأقامت إتصالات متزايدة النمو مع الضباط الأحرار ...ويضيف ساعد (التمويل السعودى) فى الأبقاء على الحركة وبفضل( سعيد رمضان)  مدد الإخوان نفوذهم فى أنحاء العالم وخلقت الحرب الباردة دورا للإخوان من جديد فيما سمى بالحرب العالمية ضد الشيوعية ...وبدأ الإسلام السياسى يتبللور أكثر بملامحه العنيفة والعميلة والمدعومة من الخارج وكانت الأنظمة الإسلامية التى تولت الحكم فى باكستان وإيران والسودان أوخر السبعينات نتاجا مباشرا للعمل الذلى قام به البنا ورمضان وحلفاؤهم ...وللحديث بقية .


طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق