الخميس، 11 ديسمبر 2014

إعدام الأنوثة والرجولة !

إعدام الأنوثة والرجولة !

يقول الخبر أن فتاة ال 19 عاما أنتحرت هربا من تحرش شاب بها فألقت قصر النيل ..وتكررت حوادث إنتحار شباب يأسا من فرصة حياة !
ما العلاقة بين الإنتحارين .؟.فى الإنتحار الأول أنتحرت الفتاة الشابة يأسا  من مجتمع ذكورى فاسد ..يرحب بالتحرش ويتواطىء مع المغتصب... أنتحرت إحتجاجا على قوانين هزيلة ونظرة متدنية للمرأة وغياب للقانون وإحتجاجا على مجتمع يقوم بإعدام معنى الأنوثة يوميا ! الشباب يأس من مجتمع لم يوفر له فرصة عمل !مجتمع يلفظه بقسوة ويحتضن أبناء الكبراء والفاسدين !إنتحاره صرخة  إحتجاج وثورة فردية ضد عمليات إعدام الرجولة  ! فالحرمان من العمل حرمان من الرجولة ومن فرصة الحياة !..هو مجتمع يقوم بإعدام الرجولة والأنوثة يوميا ..!........
 تعيدنا المشاهد المأسوية المتكررة للإنتحار للشاب النابه عبد الحميد شتا الذى أنتحر بعدما تم رفضه فى الخارجية المرية زمن مبارك لأنه غير لائق إجتماعيا !!يعنى بسبب فقر أسرته !! رغم أجتيازه الإختبارات كلها بإمتياز !!هذه الأخبار من هذه النوعية المؤلمة تترك جرحا يتعاظم مع كل حادث جديد صغيرا ..لتسبب إنفجارا مجتمعيا وإنتفاضة شعبية عارمة ......فلم تكن ثورة يناير الإ جماع أحداث كهذه تراكمت وضغطت إلى أقصى مدى على الروح والجسد المصرى المتعب فصرخا بعنف ربما أقل كثيرا من حجم الضغط !...هل نتذكر المبيدات المسرطنة وبيع الغاز لإسرائيل وبيع الوطن لأمريكا ...هل نتذكر ممارسات الشرطة القمعية التى فاقت كل تصور ووصلت لإغتصاب الرجال هل نسينا عماد الكبير ..هل نسينا ما لحق بخالد سعيد هل نسينا قطارات الصعيد المتفحمة بآلاف البشر المعدمين ...و حريق مسرح بنى سويف ..والعبارة سالم اكسبريس ...وهروب  القاتل الحقيقى فى كل مرة دون عقاب !.......هل نتذكر الإختفاء القسرى لرضا هلال ! والجرائم الغامضة (ذكرى !) وأبنة الفنانة المطربة ليلى غفران !هل ننسى أحزان وآلام شريهان الغامضة !!! هل نتذكر حجم الفساد ...ورأسمالية المحاسيب وهو توصيف غربى لنوعية الفساد القائم على زواج السلطة بالمال ! ظهر الظلم  والفساد فى البر والبحر بما صنعت أيادى المسئولين الملوثة بدمائنا ..فهامت أرواح بريئة فى السماء تضغط على أرواحنا وتذكرنا بنفس المصير أذا لم نفعل شيئا !!! فعلنا أذن ..ثورة يناير ..ودرنا بعدها فى طاحونة مخابراتية أمنية  مباركية إخوانية عصفت بإحلامنا الطيبة العادلة (عيش ..حرية ..عدالة إجتماعية ..كرامة إنسانية ) وأخشى ما أخشاه أن السنوات الأربع العجاف ..تراكم فيها من أحداث وآلام وعذابات تعز على التحمل.
وأن المواطن المقهور الجائع المحروم من حقوقه الأنسانية الأساسية لن يعنيه أى كلام عن الحرب الدائرة ضد الأرهاب ..فالتجويع أقصى درجات الإرهاب ! ولن يقتنع بقصة المؤامرات الداخلية الشرقية الغربية الجنوبية العكسية الممطرة !! فقهره وإهانته وذله للقرش وجوعه هو أكبر مؤامرة تهدد حياته !. ولن تنجح التصريحات المتفائلة عن المشاريع القومية
فالجوع يزداد ضغطا وقرصا على روح وجسد الوطن ككل !ويلف حباله اللعينة على رقبته ..الشعب الصابر عندما ثار على ظالميه سجن وشوه ونكل به !و رأى من ثار ضدهم أحرارا ويستعدون لإلتهام البرلمان وهو عاجز حتى عن إلتهام قطعة خبز ! والشعب الجائع لن يتسامح مع من زاده جوعا !حتى ولو أسمعه شعرا.. وغزل له الوعود عقودا من اللؤلؤ!
أخشى أن غضبه سيكون مضاعفا ومحملا بخيبة الثورة وسرقتها وإغتصابها ..وبدماء  شهداء تطوف أرواحهم كل ساعة فى ميادين مصر وشوارعها وفوق البنايات توقظ الضمائر الغفلة وتستنهض الهمم  ليوم الحشد العظيم ! ساعاتها سيندم الكاذبون كثيرا ...لأن الثورة الثالثة لن تكون سلمية ! ولن تتسامح مع نظامين فاسدين خادعين سارقين ! وغالبا ستدرك أخطاء الماضى وستوحد الراية والهدف والقائد ولن تقبل بالفاشية بعد أن جربت كل ألوانها وتنويعاتها فى أربع سنوات مريرة وعصيبة !...الغضب القادم دموى ولكنه واعيا بأخطائه السابقة ولن يكررها .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق