الاثنين، 29 ديسمبر 2014

صالون حلاقة المسرح القومي !

نشر في جريدة 29 ديسمبر 2014

صالون حلاقة المسرح القومي !

تخيل أنك مدعو على الغداء وتذهب فلا تجد طعام !أو أنك مدعو لافتتاح مقهى فلا تقدم  لك المشروبات ! هكذا أصر وزير الثقافة على افتتاح المسرح القومي بدون تقديم عرض مسرحي ! والسبب عدم جاهزية المسرح أو العرض ! المسرح الذي تكلف ترميمه 135 مليون جنية غير جاهز ! القومى الذي تم هدم مبنى أثرى سليم تماما ليبنى مكانه مبنى إداري زجاجي ملحق فأصبح المكان أشبه بصالون الحلاقة الذي يضع فيه المزين مرآة كبيرة لتوحي بأتساع وهمي ! دون مراعاة للطابع الأثري للمكان ولا للطراز الإسلامي الذي راعته اليابان عندما أهدتنا مبنى دار الأوبرا فدرس المصمم الياباني ثقافة البلد والطابع المميز له فقدم تحفة معمارية تقتفى الطابع الإسلامي المميز , ولكن لأن الأمر تم زمن مبارك و(وزير ثقافة الحظيرة)  فقد تم استلهام (شكل الحظيرة) وصالونات الحلاقة !وبدون عمل مناقصة ! وبمخالفة للقانون ! وما دليلي على ذلك , دليلي أن وزير الثقافة الحالي أحال أمر القومي لما اسماه هو ( النيابة المختصة ) للتحقيق فى هذه الوقائع وغيرها !ولكن استخدامه لكلمة النيابة المختصة يدل على دهاء كبير !لأن المقصود هنا ليس النيابة العامة ولكن جهة التحقيق الإداري الداخلي ولكن عصفور أراد أن يوحى بالنيابة العامة لأمر لا نفهمه !فالمبنى بني فترة وزير الحظيرة !  فلماذا الحرص على التغطية على عيوبه وخطاياه ! القصة لم تنتهي فقد اختفت عدة أبواب أثرية من المسرح وكرسي للملك فاروق لا يقدر بثمن ! ويبدو أن حريق 2008 جاء ليغطى على هذه الكوارث !هذه الإتهامات السابقة يؤكدها عددا من من قيادات  المسرح السابقين على رأسهم د.سمير غريب وحسام صلاح وهشام جمعة وحازم شبل مما دفعهم إلى جمع توقيعات نحو 15 مسرحيا وتقديم بلاغ للنائب العام مستندا على تقديم مستندات تكشف وقائع إهدار المال العام  وكافة هذه التجاوزات وبالفعل تم تكليف المحامى إبراهيم زكى بذلك , قيادات المسرح السابقة التي ترى أنها أحق كمدراء للمسارح , تجاهلهم جابر عصفور إداريا ولم يعيدهم لمناصبهم السابقة , وأختار قيادات أثارت علامات تعجب واستفهام ولكن ناصر عبد المنعم الذي أختاره عصفور رفض التوقيع على استلام المسرح القومي فأقاله عصفور من منصب رئيس الإنتاج الثقافي !مما يؤكد صدق هذه التجاوزات , ناصر عبد المنعم لا يرغب فى توضيح الأسباب الحقيقية التي أدت لإقالته ! ربما لأنه من الشخصيات المرشحة كثيرا لتولى مناصب ولا يريد صداما  يفقده فرصة تولى منصبا جديدا! أيضا رفضت قيادات المسرح السابقة أثارة القضية إعلاميا بالمستندات التى يزعمون امتلاكها لأسباب يعلمونها هم فقط ! فى كل الأحوال  حال المسرح المصري كله يرثى له والإنتاج المسرحي غائب ,والأبنية أغلبها متهالك والمسرح التابع لهيئة قصور الثقافة معطل كالسينمات !والإنتاج المسرحي متوقف !فعن أي مسرح يتكلمون وبأي افتتاح يحتفلون , فهل  يمكن أن نشرب نخب القومي أو غيره من مسارح مهجورة قبل أن يكون هناك مسرح أصلا , فالمثل يقول ( أنا كنت أكلت أية علشان أشرب عليه !) .
لا يوجد إنتاج مسرحي !والأخطر أنه لا يوجد المناخ المهيأ للإبداع ! وثنائية الموظف الفنان قضت على المسرح ,المسرح زهرة رائعة  تغرس فى الصغر كثقافة ومادة أساسية فى مناهج التعليم الإبتدائى ثم فى المسرح الجامعي , يجب أن تتوافر أولا المسارح المجهزة فى كل محافظات مصر, فمصر ليست القاهرة , ثم أن غياب إستراتيجية ثقافية وفنية هى أم الكوارث ,مبروك افتتاح الجدران و صالون حلاقة المسرح القومي !ولكنه  صالون بلا فكر أو أدوات أو عقل ,أو إبداع ,القضاء على (الصلع الثقافي !)  يجب أن يسبق  بناء صالونات الحلاقة.!

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق