نشر في جريدة الآسبوع 22 ديسمبر2014
التحليق فوق الخرائب الثقافية
نظرة شاملة لحال الثقافة من موت المسرح إلى
سينما تجارية رخيصة إلى أسعار ونوعية ما يصدر من كتب , وإلى تحويل الثقافة إلى
حالة مهرجانية كرنفالية!مع تراجع مخزي لحركة الترجمة إلى تجريدية وتجريبية فاروق حسنى التى فرغت الثقافة من محتواها , إلى
فساد أكاديمية الفنون المسكوت عنه !إلى اغتيال قصور الثقافة المتعمد والتي تمتلك
40 دار عرض سينمائي معطلة من سنوات !فى الوقت الذي تم صرف 130 مليون جنية لتشويه المسرح القومى وتقبيحه بمبنى
زجاجي إداري يصلح واجهة لشركة استيراد وتصدير مشبوهة ! ستكتشف بوضوح أن لا شىء
تغير منذ فاروق حسنى الذي وضع المثقفين فى الحظيرة ثم قام بإحراقهم فى مسرح بنى سويف !كان هذا نتاج فساد وإفلاس
مرحلة ونظام كامل ’ولكن الكارثة أن الطيور على أشكالها تقع فقد وقع اختيار فاروق
حسنى على عصفور، وهو اسم لطائر، ، قرر أن يقع عصفور على من هم على شاكلته من
الطيور، وأن يلعب لعبة (الكراسي القيادية)، فعين عددا من القيادات ، ولم يلبث
طويلا حتى أطاح بهم، ولا يعرف أحد السبب فى تعيين هؤلاء ولا سبب الإطاحة بهم !،
ومنهم مسعود شومان، الذى لم يلبث طويلا فى رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتم
استبداله بالبديل سيد خطاب المناصر للإخوان ! ، وفى المسرح جاء بناصر عبد المنعم
ثم أقاله، ! فهل يقرأ جابر عصفور السيرة الذاتية للمرشحين للمناصب قبل تعيينهم أم
بعد تعيينهم،؟ فإذا كان يقرأها قبل التعيين فهو أذن يعرفهم، وراض عنهم لذلك يقوم بتعيينهم ,ولكن
لماذا إذن يقيلهم من مناصبهم؟ هل اكتشفهم على حقيقتهم عندما تولوا المناصب، وسقطت أقنعتهم
؟ أو اكتشف أنهم ليسوا على شاكلته، أو أنهم ليسوا طيورا بالأساس.! أم أن وزير
الثقافة لا يقرأ السير الذاتية أصلا ! ماذا يمكن أن يقدم هؤلاء أكثر مما قدموا،
لقد جرف فاروق حسنى بمعاونة جابر عصفور الثقافة المصرية 25 عاما، تجريفا يفوق ما
تفعله جرافات الحفر العملاقة الغامضة فى منجم السكرى ، وكانت النتيجة أنه عندما
تولى الوزارة لم يجد من هو جدير بالقيادة، إن وزارات محلب كلها خير شاهد ودليل على
أن مبارك نجح فى تجريف مصر
، وإقصاء أبناءها
النابهين القادرين على العبور بها من حالة التحنيط التي هي عليها الآن وإعادتها
إلى الحياة والعمل. أيها السادة لقد امتلكتم السلطة أكثر من 30 عاما وقدمتم مبررات
ثورة 25 يناير إلى الشعب المصري الصابر، وإذا ظللتم في السلطة سوف تقدمون مبررات
الثورة القادمة، فالثورات لا تقوم بها الشعوب الغاضبة، بل تقوم بها الحكومات
الفاسدة والعاجزة ، لقد أخذتم زمنكم، وأنتم الآن تأخذون أزمنة غيركم،....وهذا ضد
حركة التاريخ, أن بقاء قيادات من هذا
النوع هو أكبر خطر على الرئيس والنظام وخارطة المستقبل بل وأكبر خطر على مستقبل
مصر كله ,أن الشباب ينظر بحسرة لاستبعاده ولإصرار حكومة محلب على استقدام كل
المومياوات ومن تخطوا السبعين وقادوا الحياة السياسية والثقافية إلى الخراب
,يمنحهم محلب قبلة الحياة بينما يضع الحياة الثقافية كلها فى غرفة الإنعاش وكأن
مصر نضبت ولم يعد هناك سوى حلة مبارك نختار منها القيادات !,يحدث كل هذا التخريب
ومصر تخوض حربا مقدسة ضد الإرهاب وضد مؤامرات الداخل والخارج الرامية لتقسيم
وتفتيت البلاد وإسقاط الدولة الوطنية , ولكنها بكل أسى تخوض هذه الحرب بدون ظهير ثقافي
وحس وطني مخلص يتصدى فكريا وتنويريا لكل العواصف القادمة, أن قيادات كهذه ساهمت
بجمودها وبمجرد وجودها فى مناصب عليا لا تستحقها ولا تناسبها , ساهمت فى إسقاط أقوى
دولة فى العالم الإتحاد السوفيتي وتفتيته إلى دول , وكانت كل خطة المخابرات
الأمريكية مبنية على وضع الرجل غير المناسب فى مفاصل الإمبراطورية السوفيتية فسرعان
ما تداعى البنيان كله ,هذه القيادات بوعي أو بجمود تقدم أجل الخدمات للثورة
المضادة وللإخوان ولمخطط التفكيك ووقتها لن ينفعنا أو ينفعكم أى جابر ولن تنجح
العصافير التي شاخت حتى في مجرد التحليق فوق خرائبكم الثقافية !!
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق