الاثنين، 3 نوفمبر 2014

شوارع البهجة الخلفية

نشر في جريدة الدستور 1 نوفمبر 2014
شوارع البهجة الخلفية

أحتضنت الأسكندرية مهرجان الشوارع الخلفية الذى يعد إمتدادا... للمهرجان الأورومتوسطى الذى بدأ عام 2003 وتواصل وتوقف فى عام مرسى الحزين !عام 2012 فقط!
 نرصد تكرار عدة تيمات منها إستخدام العرائس ومنها كسر تقليدية المسرح ببعض العروض التى قدمت فى الشارع أو فى دكان أو فى بدروم يستخدم مخزنا كالعرض الأردنى ..العروض أعتمدت على مهارة المؤدى وجماعية العمل وخلق البهجة البصرية بإستخدام الإضاءة والموسيقى ...والتجريب وكسر الأطر التقليدية ..العرض المصرى النفيخة مثلا ..أعتمد على مجموعة من العازفين بآلات  النفخ مثل الترومبت والترمبون والساكسفون والباص توبا إلى جانب الدرامز ...وكادت  المعزوفات تنطق بكلمات الأغانى !..من خلال رصد إنحدار الأغنية المصرية من زمن أم كلثوم إلى عصر شعبان عبد الرحيم !..مع بعض اللمسات التمثيلية والفكاهية ..والجميل أن فرقة النفيخة أستطلعت رأى الجمهور فى هذا اللون الجديد من العزف المصحوب بالتعبير التمثيلى والتعليق الكوميدى بالألات ! وكان رد الفعل الجماهيرى إيجابيا ..والحقيقة أن أغلب العروض الدولية حرصت على إشراك الجمهور فى العروض المقدمة .
قدم الشباب المصرى تجربة جديدة (صنع فى مصر ) وهى أربعة عروض مسرحية تعرض فى مساحة محدودة هى البدروم وفى زمن مكثف 10 دقائق فقط لكل عرض ..وهى تجربة أصبحت منتشرة على مستوى العالم ..وهى تمثل تحديا للمبدع الشاب أن يبدع بأبسط الإمكانات وفى أقل مساحة وأقل زمن ...التجربة مبشرة حقا وربما يتولد عنها مسرحا عصريا مكثفا أشبه بالتويتة ! ...ضم المهرجان ورشا المانية وإنجليزية ودانماركية فى تحريك العرائس والألعاب البهلوانية وورشة فى كيفية تسويق الأعمال الإبداعية ...كما أقيمت حلقة نقاشية لإصدارات الكاتبات الشابات ..مع إصدار سبع نصوص مسرحية جديدة لسبعة كاتبات شابات جديدات فى مجال الإبداع المسرحى من مصر دينا سليمان وسمر عبد العاطى ومروة فاروق وميادة خطاب ونسرين لوز ..وعلا المسياطى من سوريا وميرنا سخلة من فلسطين والأخيرتين لم تتمكنا من الدخول لمصر لإسباب سياسية . وتأتى أعمال الكاتبات لرصد حالات التهميش والقهر الواقعة على المرأة العربية فى ظل عنف التحولات السياسية فى الوطن العربى ..حاملة هموم جيل جديد يعبر عن رفضة لأزدواجية وزيف القيم المجتمعية السائدة ...فى نص الظل لسمر عبد العاطى يجسد الرجل كل أنماط السلطة بينما تمثل إمرأة 1 وإمرأة 2  الصراع داخل المرأة بين قوتها وتمردها وضعفها وإستسلامها لقهر المجتمع والرجل ....بينما يعرى( نص هنا مقص وهنا مقص ) لميادة خطاب زيف المجتمع بإعترافات راقصة يتعاطى معها الجميع ..بينما يلعنونها فى الخفاء !وفى الباب الموارب لمروة فاروق تتناول الحواجز المصطنعة بين الأديان والثقافات المختلفة فتعلى من شأن الإنسان.
المهرجان يكشف الخلل فى تنظيم وزارة الثقافة ..للمهرجانات ودعوة لترشيد التجريبى القادم على أساس الكيف .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق