الخبير الإعلامي طارق عبد الفتاح
أبــنــاء الـمـخـابـرات الأمـريـكـيـة
نشرت بواسطة: يوسف منير 14 سبتمبر,2014
أبــنــاء الـمـخـابـرات الأمـريـكـيـة
بقلم :طارق عبد الفتاح
أبناء المخابرات
الأمريكية
القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبيت المقدس والتنظيمات
التكفيرية الجهادية ....كلها تصنيع وتصدير معامل المخابرات الأمريكية !....فى قصة
داعش يزيد العنف قليلا ..ويتمدد ليشمل مساحة عدة دول تريد أمريكا تفتيتها .
الإجابة عن من يمول تنظيما إرهابيا شهورا قد تمتد لسنوات
يفك شفرة الأحجية .! فإطعام عشرات الألاف من جنود داعش يوميا يحتاج إلى توفير
ملايين الدولارات يوميا ! فما بالك بتسليحهم وتدريبهم ؟ .......
الحرب من السماء لن تحقق الأهداف والمطلوب توريط قوات
برية مصرية بهدف خلخلة الجيش المصرى وتدميره !ومن ثم إسقاط نظام السيسى !وأقل
الإيمان إحراج مصر وتوتير علاقتها بدول الخليج بعد وعود السيسى بحمايتها .
القضاء على داعش يمكن أن يتم بحرمانها من التمويل
والتسليح . ولكن الهدف الحقيقى من التحالف هو إيجاد غطاء دولى لإسقاط نظام بشار
وإحلال أنظمة عربية أكثر عمالة لأمريكا وإسرائيل تكمل مخطط التفتيت ! الهدف ليس
إعادة داعش إلى المسار الذى خرجت عنه عندما كلفت بالإنضمام للمعارضة السورية
المسلحة لإسقاط نظام بشار ولكن الهدف هو السيطرة على مقدرات المنطقة كلها !
الحرب من السماء لن تجدى !وإستمرار الحرب لسنوات سيستنزف
مقدرات دول النفط ..وهذا أحد أهم أهداف التحالف الأمريكى الترويج لشركات السلاح
العملاقة وإنقاذ الرأسمالية الأمريكية من أزماتها الإقتصادية ...الغريب فى هذه
الحرب أن داعش مازالت مدعومة من قطر وبعض الدول والنفط العراقى الذى تنهبه يتم
نقله عبر الأراضى التركية حيث يشحن فى ميناء جيهان بناقلات نفط تمر عبر إسرائيل فى
طريقها لأوروبا !..وتحولت العلاقة بين السعودية وتركيا إلى شبه مواجهة باردة قد
تشتعل فى لحظة وتحول حزب العمل الكردستانى الإرهابى من وجهة النظر الأمريكية والأوربية
إلى حزب يدعم بطائرات أمريكا ضد داعش !..وهكذا لغة النفط والدولارات والمخططات
التفتيتية قلبت كل التحالفات السابقة ..التحولات الأمريكية فى التعامل مع المنظمات
الارهابية التى تصنعها كدكتور فرانكشتاين ثم تدفعها فى مسارات ثم تتظاهر بالتصادم
معها والقضاء عليها ..وكله مكسب ! تصنيع الوحش لا يكلف دولارا واحدا فدول النفط
تدفع الفواتير
( أول أنكلسوف ) كما فى الفنادق ! بداية من تخليق الوحش
الإسلامى وزرعه وتدريبه وتمويله ثم مواجهته وتدميره ..ثم إعادة تقسيم وإعمار البلد
الذى تم تخريبه ..مرورا بتنشيط مبيعات الأسلحة ! هذه المتوالية أصبحت مفهومة حتى
للأطفال من كثرة تكرارها دون إبداع !
لم يكن مستغربا أن يأتى خطاب أوباما الذى أعلن فيه خطة
التحالف الدولى بزعامة أمريكا ضد داعش أن يأتى فى الذكرى 13 للهجوم على الولايات
المتحدة!..ولكن الغريب إشارته إلى أن أمريكا فى الأسبوع الماضى تكون قد مرت عليها
6 سنوات على أسوأ نكسة إقتصادية منذ فترة الكساد العظيم . . وهنا تظهر أسباب الحرب
الحقيقية ليس فقط على داعش ولكن على أفغانستان والعراق سابقا ..وكل الحروب المخلقة
فى معامل الرأسمالية التى هى فى حد ذاتها وحشا فرانكشتيا لا يعيش ولا يستطيع دون
دماء ودون تدمير وبيع أسلحة وإعادة إعمار وإستحمار وإستعمار إقتصادى للشعوب الأخرى
!....أن أزمة الرأسمالية تتطلب كل فترة حقنة منشطة من الحروب فأن لم توجد فلابد من
إختلاقها والإ توقفت شركات التسليح والنقل وصناعة الطائرات العملاقة بل أن أوباما
يذكر الأمريكيين بالحقيقة الوحيدة وهى زعامة أمريكا فى عالم بلا يقين !ثم يسيل
لعاب مواطنيه بتذكيرهم فى خطابه بالنعم التى لا تحصى وتحظى بها أمريكا ! وتفرض
عليهم تحمل مسئولية قيادة العالم ..ثم يشير إلى شركات التكنولوجيا والجامعات
وصناعة السيارات والطاقة والمؤسسات التجارية وفرص العمل المتوفرة أكثر من أى وقت
مضى ...هو يقول بوضوح للأمريكان إن إستمرار رخاء وتقدم أمريكا وإستمرار مستوى
معيشتكم المرتفع مرتبط بقبولكم لهذه الحروب الضرورية لإستمرار أمريكا نفسها .
اللعب على المكشوف ومصر محاصرة بالإرهاب من كل جانب
..وعلى السيسى أن يسير على الحبل دون أن يقع فى أى فخ
بعد أن تحولت كل الجبهات شرقا وغربا وجنوبا وداخليا إلى أفخاخ أمريكية صهونية بدعم
مالى عربى رجعى متأسلم .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق