الاثنين، 15 سبتمبر 2014

لا لبيع ماسبيرو!

نشر في جريدة الآسبوع 15 سبتمبر2014


لا لبيع ماسبيرو !

كثر الحديث فى صحافة رجال المال عن بيع ماسبيرو لرجال المال وملاك القنوات الخاصة ..وهذا أمر خطير جدا ..يصل إلى حد تهديد الأمن القومى المصرى فماسبيرو ليس شركة أو مؤسسة تكتظ بالموظفين !ماسبير تاريخ عريق بدأ مع ثورة الضباط الأحرار الذين كانوا من الوعى والثقافة ليدركوا أن ثورتهم لن تنجح ويقوم لها قائمة دون وجود ثقافة وتنوير وإعلام يدعم ثورتهم ضد الإستعمار والرجعية ...فتولى ضابط مثقف هو د.عبد القادر حاتم مسئولية بناء هذا الصرح العظيم وطور رجال كثر هذا( المبنى المعنى) من أبرزهم د.ثروت عكاشة ....أذن نجاح ثورة يناير يونيو معقود بوجود إعلام وطنى أجندته الحقيقة مصالح البلاد .
خطورة بيع ماسبيرو لرجال الإعلام الخاص تتمثل فى أنهم مع أول مشكلة سيبيعون النظام السياسى والقضية الوطنية من أجل مصالحهم الضيقة فرجل المال ..يضع نصب عينيه شعار ( أنا رأسمالى هذا دينى !)  وفى مرحلة تتهدد الوطن مؤامرات داخلية وخارجية لابد من وجود قنوات ماسبيرو المعبرة عن شعب ونظام سياسى منتخب يعبر عن أمالها وطموحاتها ويفضح تلك المؤامرات. أذا كان عدد العاملين بماسبيرو هو 43 الف موظف فهذا معناه أن تشريد هؤلاء مع أسرهم هو تشريد لحوالى 160 الف مواطن !سيمثلون أول شرارات الثورة القادمة !
وما الضامن أن يكون رجل المال هو واجهة لأطراف خارجية معادية لمصر تشترى ماسبيرو من الباطن ؟
لم يخرج علينا مسئول وزارى أو إعلامى ليؤكد أو ينفى هذه الأخبار المريبة والخطيرة ؟ولم توضح حكومة محلب ماذا سيتم بالنسبة لأرشيف التليفزيون ومكتبته الإذاعية وهما لا يقدران بمال ؟ طالما أننا نبيع نود معرفة القيم المالية التى ستدفع لبيع تراثنا الوطنى والثقافى والإعلامى من أفلام وبرامج ومسلسلات نادرة وأغانى لكبار مطربينا وغيرها ؟
وماذا سيتم بخصوص الأراضى الشاسعة التى يمتلكها الإتحاد فى كل المحافظات ؟ هل ستباع وبأى سعر ولمن ؟ وماذا عن بيع الترددات ؟ وماذا عن إيراد مدينة الإنتاج الإعلامى الأن ؟ وهل تم تحصيل المتأخرات على رجال المال ملاك القنوات الخاصة نظير تأجيرهم إستديوهات  المدينة ؟ قبل أن يشتروا ماسبيرو هل سددوا ما عليهم للدولة ؟
ثم ماذا عن قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة هل سيتم بيعهما وهما إدارتين كانتا تدران ذهبا على ماسبيرو وتوقفتا عن الإنتاج بشكل عمدى ومريب منذ عدة سنوات ! ولا ندرى هل كان ذلك لصالح المنتج السورى ثم التركى ثم المنتج الخاص ؟ وهل ستستمر مؤامرة إجهاض إنتاجنا الدرامى ؟ ....
الحقيقة أن ماسبيرو يحتاج إصلاحا وليس  بيعا  ؟ والسؤال هو هل يعانى ماسبيرو ترهلا فى أعداد الإعلاميين ؟ الإجابة هى بكل تأكيد لا لأن عدد الإعلاميين الحقيقيين لا يتجاوز 5 آلاف ما بين مخرج ومعد ومصور ومونتير ومذيع ..وهناك 10 آلاف معارين للخارج ويدفعون لماسبيرو ضريبة باهظة كل عام !والباقى آلاف فى قطاعات الأمن والأمانة العامة والهندسة الإذاعية ومحامين والحقيقة أن هذا التوسع لم يكن غلطة العاملين ولكنه جريمة نظام مبارك والشريف ولهذا نندهش عندما نسمع أن أسماءا تنتمى لهذا النظام كانت سببا فى خراب وتدهور مستوى شاشة ماسبيرو ستعود لإعادة هيكلته والنهوض به والتمهيد لبيعه طبعا لرجال المال !!
يمكننا أن نتكلم عن ترهل يمكن ضبطه وفساد يمكن محاسبته وقنوات متشابهة يمكن ضم بعضها ولكن الحديث عن البيع سيؤدى لكارثة حقيقية والسؤال المطلوب الإجابة عليه من حكومة محلب هل الترهل حصرى فى ماسبيرو أم أنه يشمل كل مؤسسات الدولة ؟ وهل قمتم بهيكلة مؤسسات الدولة كلها وقمتم بحل مشاكل مصر ولم يتبقى سوى ماسبيرو ؟ وهل ماسبيرو مؤسسة خدمية لها أهداف وطنية وقومية أم هو شركة لبان هادفة للربح؟
نعم لإصلاح كل مؤسسات الدولة والقضاء على الثغرات القانونية المفسدة والقضاء على الفساد والروتين والترهل ...ولكن لا وألف لا لبيع ماسبيرو .....لقد عادت شركات القطاع المباعة زمن مبارك بأحكام قضائية فهل ترغبون فى إعادة الكرة ! ولماذا تتخذ حكومة محلب قرارات مصيرية وخطيرة فى غياب برلمان منتخب وهى حكومة إنتقالية مهمتها تسيير الأعمال  لحين إجراء الإنتخابات.... أهمس فى أذن محلب بيع ماسبيرو ليس كرفع أسعار الوقود ...أنه بيع لتراث أمة عظيمة حتى أن المبنى نفسه أثرا تابعا لليونسكو ..ولا يوجد مستقبل لأمة تبيع تاريخها وماضيها وتراثها الفنى والثقافى العريق فى سوق العملات والسمسرة والبحث عن الأرباح السريعة .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق