نشر في جريدة الأسبوع 22 سبتمبر 2014
سيطرة الإعلام الخاص
سيطرة رجال المال على الفضائيات والصحف فى منتهى الخطورة
ومتابعة أداء هذه الفضائيات فى الفترة الاخيرة سيكشف كيف يوجه رجل المال المحتوى
الإعلامى لصالحه ...أبحث بنفسك عن قضايا العدالة الإجتماعية وأهمية فرض ضرائب
تصاعدية على الأثرياء وتحقيق عدالة توزيع الثروة ..فهل ستجد تبنى لهذه القضية مثلا
! العكس شاهدت بنفسى على قناة خاصة كيف تصور المذيعة مع ضيفها رجل المال خطورة
وكارثة فرض ضرائب تصاعدية !! وتحذر من إنهيار الإقتصاد كله أذا حدث هذا !!والسبب
واضح فهى وعائلتها من ملاك هذه القنوات ويعدون من رجال المال الإعلامى !ولا تريد أن تدفع
وعائلتها حق الدولة من ضرائب تصاعدية !...تعالى إلى تغطية دخول العام الدراسى
الجامعى وتصوير تأجيل بسيط لعدة أيام على أنه مصيبة ! وتأمين الجامعات برجال الأمن
بأنها كارثة أكبر !!..وأذا دققت النظر وحللت الأمور ستجد أن الضغط من القيادة
السياسية لصالح تمويل صندوق تحيا مصر دفع العديد من هذه القنوات لشن هجمات غير
مباشرة لتشيع جوا من التشكيك وأثارة البلبة ! رغم أن ما يطلب منهم هو حق المجتمع لأنهم
تهربوا من دفع الضرائب للدولة ..كما أنهم يستأجرون إستديوهات مدينة الإنتاج
الإعلامى التى يبثون منها ويؤجلون الدفع من عدة عقود مضت !!
أن تقارير الإداء الإعلامى تشير إلى خروج عن المهنية
وتجاوزات لا تليق من جانب هذه القنوات التى تحولت إلى مايشبه الكرابيج التى
يستخدمها رجل المال لإرهاب كل من يحاول أن يأخذ حق المجتمع منه .
الحل ببساطة يكمن فى دعم وتطوير ماسبيرو ...حتى يصبح أكثر
جذبا للمشاهد ..أن ما طرحه عصام الأمير من الإتجاه إلى توفير رواتب العاملين من
خلال فرض ضريبة 3 قروش على فاتورة الكهرباء هو جزء من الحل ..ولكنه ليس الحل
النهائى لأن هناك ضرورة للقضاء على الوظائف والمسميات الوهمية داخل ماسبيرو ولابد
من تغيير معايير إختيار القيادات ..وضرورة الأستفادة من بيع أو تأجير آلاف الأفدنة
المملوكة لمحطات الأرسال التابعة لماسبيرو فى كل محافظات مصر ..ولابد من بيع
ترددات وتفعيل دور قطاع الهندسة الإذاعية الذى يضم نحو 10 آلاف موظف ليصبح قطاعا
يحقق ربحا بتقديم خدماته لكل وسائل الإعلام الخاصة والعربية ..ولابد من ضم قطاع
الأمن الذى يضم نحو 7 موظف لوزارة الداخلية .....أن العدد الكبير من المحامين لابد
أيضا من إعادة توزيعه على مؤسسات الدولة الأخرى...وعدد موظفى الأمانة العامة الذى
يتجاوز ال 7 آلاف لابد من النظر إلى كيفية الإستفادة من قدراتهم وتوزيعهم على
مؤسسات الدولة المختلفة ...أما القنوات المتشابهة فى المضمون والمعنى فلابد من
ضمها ...فى المتخصصة مثلا قنوات الدراما والنيل سينما والنيل كوميدى ووحدة الإنتاج
الدرامى المتميز ..كل هذه لابد أن تنتظم فى قناة واحدة مما سيوفر الكثير من رواتب
ومكافأت ضخمة تصرف لمدراء عموم ومكاتب فنية ورؤوساء قنوات !..كما أن قناة الأسرة
والطفل مع نايل لايف يمكن ضمهما معا ...لتكون قنوات المتخصصة هى الدراما والثقافية
والرياضية والأسرة والطفل ..وهذا كافى جدا ...مع زيادة ساعات الإرسال والإنتاج دون
إضرار بالإعلاميين العاملين .
أن ماسبيرو قدم ومازال يقدم أفضل الخبرات والطاقات
البشرية للقنوات الخاصة التى تنجح وتلمع
فى قنوات رجال المال ولكنها لا تلقى نفس النجاح فى ماسبيرو مما يؤكد أن العيب فى
القوانين المكبلة وفى الأختيار الخاطىء لكثير من القيادات وفى الروتين والوظائف
الوهمية والقنوات المتشابهة ...الحل فى أيدى الماسبيرون ..وأذا كان هناك بيعا
لماسبيرو فلماذا لا يتحول لأسهم ويتم البيع لأبناء ماسبيرو بإقتطاع هذه الأموال من
رواتب 34 الف موظف .
ماسبيرو هو خط الدفاع الأول عن الأمن القومى المصرى وعن
هويتنا الثقافية والوطنية ..ومحاولة بيعه هى أحدى المؤامرات التى تحاك ضد مصر .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekaret64@hotmail
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق