الديب اللى أكل
الثورة!
أندهشت كثيرا من هذه الحملة الغاضبة من فريد الديب محامى
المخلوع !وذلك لسخريته من الثورة ووصفه لها بالمؤامرة ووصفه لمبارك بأنه بطل شريف
ومخلص ووطنى ..الخ ’.....وسبب إندهاشى أن شيطنة الثورة لم يكن للديب الإ قدرا يسيرا
فيها والإنقلاب على الثورة بدأ مبكرا جدا بلقاء
سليمان الإخوان فى ال 18 يوم التاريخيين ! ثم من الذى أوصل الإخوان للحكم ؟ألم تكن
هذا أقسى الطعنات الموجهه لثورة يناير ! ثم ما فعله الإخوان أنفسهم فى السنة
السوداء ؟ ألم تكن هذه طعنة قاتلة للثورة وأهدافها !ثم ماذا عن إعلام مبارك الخاص
الذى شوه الثورة وقدم رموزها بإعتبارهم خونة وعملاء وجواسيس !وتسريبات عبد الرحيم
المريبة ! وماذا عن خروج رموزنظام مبارك
أبرياء !وتبجحهم فى إعلامهم الموجه ضد الثورة ! وماذا عن عودتهم للسلطة ومراكز
التأثير ؟..وماذا عن عودة نظام مبارك كمفهوم وسياسات ...ألم يكن ذلك أيضا تشويه وسخرية وطعنا لثورة
يناير ؟ وماذا عن قانون مجلس النواب القادم الذى يكرس الفوز لنظام ( مبارك الأخوان)
!...... وهل تغيرت المنظومة الإقتصادية المباركية ! وهل تم القضاء على الفساد
المباركى أم أمتد ؟وهل تغيرت السياسات الخارجية والداخلية عن أجندة مبارك ؟وهل تحققت
أهداف ثورة يناير ؟ وهل تمت محاسبة القتلة ؟ وهل تحقق شعار عيش حرية عدالة
إجتماعية ؟
لماذا أذن الغضب من الديب ..الديابة كثر وأنقضوا منذ زمن
على الثورة وقضوا عليها تماما ! ..الديب الأخير كان أخر المنقضين وأقلهم عدوانا
!! .....................ثورة يناير أنتهت
وثورة 30 يونيو أشتركت فيها جماعة مبارك وهذا يفسر سر تبجحها وتصدرها للمشهد
السياسى فهم ثوار أيضا !..ثوار 30 يونيو التى أزاحت رأس نظام الإخوان من السلطة
..لكنهم قاموا بذلك ليعودوا لمواقعهم ومكاسبهم التى غنموها على مدى عدة عقود مباركية
كارثية ’عادوا ليعوضوا ما فاتهم من تعطل مشاريعهم ونهبهم للأموال ’...عادوا
وأعتبروا أن الثلاث سنوات الماضية لم تكن الإ مجرد فاصل قصير ليواصلوا ما كان من
فساد وليعودا لمناصبهم ومغانمهم.
مبارك يحاكم بقوانين نظام مبارك فى مسرحية هزلية
إمتصاصية للغضب ومفرغة لمعنى الثورة كاملا !ثم أن نظام مبارك الذى جرحته ثورة
يناير ولم تقتله ’لن يكتفى بالعودة بل سينتقم كوحش جريح من كل من قام بها سواء
أكانت طبقة متوسطة أو فقيرة أو ثوار أو نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى’ ولعلنا
نشهد جميعا أن الإنتقام بدأ بتشويه الثورة والتراجع عن أهدافها وبسن قانون التظاهر
وإلقاء القبض على من أخترقه من ثوار يناير ’وبالتراجع عن مكسب ثورى هو إنتخاب
رؤوساء الجامعات وروؤساء وقيادات وزارة الثقافة وهيئات أخرى ! وبالتضييق على برامج
السخرية السياسية’ وبمناخ من التخوين والتشكيك فى أى معارض ’فأى معارضة معناها أنك
تدعم الإخوان وتتعاطف معهم !....رغم أن كاتب هذا المقال يرى أن لا فرق بين نظام
مبارك ونظام الإخوان هو نظاما واحدا وليسا
نظامين !.....أرجوا من الغاضبين من الديب أن يترفقوا فهو أرق (ديب ) من ديابة
الثورة ..وهو بحكم كونه محامى أبو الفساد ’عليه أن يدافع بكل ما أوتى من بجاحة لحمايه
موكله (الشهد ) ’وأن يطعن كل ما هو ثورى وكل ما ينتمى لثورة يناير ’التى نحتاج
جميعا أن نقرأ عليها الفاتحة فى هذا الفاصل الذى أمتد لثلاث سنوات وقارب على الإنتهاء
!.... وهنا يجب أن نؤكد أنه أذا كانت رموز مبارك بريئة ومبارك نفسه بطل وطنى مخلص
وشريف ’وأذا كانت ثورة يناير كما تؤكد كل الديابة هى مؤامرة فهذا معناه ببساطة
ضرورة أن يقوم (الديب ) برفع دعوى قضائية لتعويض مبارك وجماعته ماديا وأدبيا عما
لحق به وبهم من إتهامات باطلة وتشويه لسمعته وسمعة نظامه ’ودعوى أخرى تعيده لكرسى
الحكم لأنه أجبر على ترك منصبه رغما عنه سواء بطلب من المجلس العسكرى أو خوفا من ملايين المتأمرين المشاركين فى مؤامرة
25يناير ..وهذا أقل تعويض .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق