السبت، 5 يوليو 2014

إنهيار الطبقة المتوسطة !


إنهيار الطبقة المتوسطة !

 مظلومة هى الطبقة المتوسطة تتلقى الضربات العنيفة  وأخرها ضريبة الدخل على الأفراد والتى سيتم إقتطاعها من قطاع عريض من الموظفين المنتمين للطبقة المتوسطة ..ثم  قرار رفع الدعم عن المحروقات ليزيد من معاناتها وربما سيؤدى إلى إنهيار هذه الطبقة التى تمثل صمام أمان المجتمع..فى الفترة الماضية مع إرتفاع الأسعار وإستمرار دعم الدولة للأغنياء مع رفع الغطاء عن الطبقات الفقيرة والمعدمة ..وإستمرار نفس النهج المباركى الإقتصادى معناه من ناحية ...الخوف من مواجهة طبقة رجال الأعمال ومعناه أن البديل الوحيد المتاح أمام النظام القادم هو فرض ضرائب وتقليص أجور من يتقاضى من 8 آلاف آلاف إلى 13 آلاف جنية وربما يطال التقليص من هم أعلى من ذلك والذين تصل رواتبهم إلى 25 الف جنية شهريا !مع عدم المساس بمن تصل رواتبهم إلى من  200 و300 و400 الف جنية شهريا داخل الجهاز الإدارى للدولة...ولا بمن تصل أرباحهم الشهرية إلى ملايين أو مليارات الجنيهات بالقطاع الخاص!
أى أننا سنستمر فى سياسة نحر الطبقة المتوسطة  !! وهنا مكمن الخطر فالطبقة المتوسطة هى حزام أمان المجتمع وطليعته المثقفة والمتعلمة وهى قائدة أغلب ثورات التغيير الإجتماعى وقد عانت هذه الطبقة سنوات السادات ومبارك بعنف وأصبح عليها أن تقوم بتوفير علاجها ومسكنها ومواصلاتها بل وأحيانا العمل الخاص بعيدا عن الدولة والحكومة التى رفعت يدها عنها تماما  .
البدء بتخفيض أجور العاملين فى ماسبيرو !يأتى فى تقديرى كخطوة أولى لسياسة نحر الطبقة المتوسطة ! مع كامل قناعتى بخسائر ماسبيرو و220 مليون جنية أجور شهريا !دون وجود مردود مادى من الإعلانات والتسويق وبعد توقف الإنتاج الدرامى تماما !! التخفيض الأخير يطال فقط الطبقة المتوسطة فاللائحة الجديدة التى بدء تطبيقها على من هم فى الدرجات الوظيفية من الثالثة إلى الأولى ! أى من هم دون مبلغ ال 10 آلاف جنية  !أما من هم أعلى من ذلك
من مدراء عموم ورؤوساء قنوات ونوابهم وروؤساء قطاعات ونوابهم وكافة القيادات فلم يمسوا !
هذا التخفيض ربما يكون شرارة البدء فى تطبيقه على كافة مؤسسات الدولة دون التعرض أيضا لقياداتها! وهو أمر ربما يعطى قبلة الحياة للطبقة الفقيرة التى لا تتجاوز رواتبهم الألف جنية شهريا وربما تقل ! وتجنب النظام الحالى والقادم الصدام مع طبقة رجال الأعمال و كبار الموظفين فى الدولة المتمرسين فى أهم مفاصل القطاعين العام والخاص .. سيتسبب فى شعور بالقهر والمرارة الشديدة لدى الطبقة المتوسطة التى يمثل الشباب قوامها الأساسى وسيخلف إحساسا غاضبا بأنها استخدمت وضحت فى ثورة 25 ينايروثورة 30 يونيو  ثم أستبعدت من كل المكاسب.!
الطبقة المتوسطة أعتمدت منذ على عقود على نفسها فى توفير المسكن والعلاج والمواصلات والتعليم الخاص بل والعمل الخاص بعد أن رفعت الدولة يدها عن توفير كل هذه الأساسيات ومن الجرم أن نحملها من الأعباء ما يعجزها عن الإعتماد على نفسها !
الطبقة المتوسطة أستمرت بفضل السفر لدول النفط وبسبب مشاريع وغستثمارات صغيرة لم تعد متاحة الان لأغلب أفرادها والضغط عليها سيفقرها ولن يكون أمامها الإ مواجهة النظام الذى أفقرها !
ستجرب الطبقة المتوسطة الحلول الفردية !وستفشل لإنسداد الأفق وغياب فرص العمل الخليجى !مما سيقودها لقيادة تغيير جماعى من جديد لا نعرف نتائجه النهائية .
عدالة إجتماعية وإنتقالية ناجزة سريعة قبل الطوفان ...لا تتركوا أسباب الإنفجار الإجتماعى قائمة فالثورة القادمة ستؤدى لإحتراب أهلى ! المستفيد منه أعداء الوطن وعملاء مخططات التقسيم.
النظام الحالى يحتاج لمستشارين وطنيين وفاهمين ومخلصين للبلد .
أرفعوا ايديكم عن الطبقة المتوسطة ..قبل أن نغرق جميعا .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق