الأربعاء، 16 يوليو 2014

ثرواتنا المعدنية مفتاح التنمية

نشرفي جريدة الدستور 16 يوليو2014
ثرواتنا المعدنية مفتاح التنمية

قانون الثروة المعدنية معيب ويسمح بإهدارها !.. الطن من الحجر الجيرى يباع  ب15 مليما ! الرمال البيضاء والسوداء نفس الأمر! ثرواتنا المعدنية منهوبة أوغير مستغلة ! ..... منجم السكرى صار لغزا!..فهو واحدا من أكبر 10 مناجم فى العالم للذهب ويقع على مساحة  160 كم !.. قصته تتحدد فى عقد جائر منح الشركة الإسترالية حقوقا مطلقة أقلها الحصول على نصف الذهب ! والنتيجة هى نهب جديد لملايين الأطنان من الذهب بل أن المعادن المصاحبة كالفضة والنحاس يحصل عليها الشريك الأجنبى مجانا فوق البيعة ! العقد وقع زمن مبارك ووزيره سامح فهمى ...وهناك حكم من المحكمة الإدارية فى أكتوبر 2012 ببطلان التعاقد المبرم بين شركة سنتامين الإسترالية وهيئة الثروة المعدنية لأن بنود التعاقد ضعيفة ويشوبها العوار !
لكننا لم نرى صيغة تنفيذية لحكم المحكمة والشركة مستمرة فى نهبها للذهب ؟ لماذا لم يطبق حكم المحكمة ؟ وهل لدى الحكومات السابقة والحالية الرغبة والدافع والإرادة السياسية والوطنية  لحماية ثرواتنا المعدنية ؟ هل نحن مضطرون أصلا للإستعانة بشركات أجنبية للعبث بثرواتنا ؟ وكم تتكلف الحكومة لو أرادت التنقيب بنفسها دون شريك أجنبى ؟ الإجابة من متخصصين هى 200مليون جنية سنويا أى أننى أحتاج إلى 1.2مليار جنية لكى أنتج الذهب بنفسى بعد 7 سنوات ؟ وهو مبلغ زهيد ..فلماذا ألجأ لشريك أجنبى يلتهم التورتة ويمنحنى الفتات ؟ ...نحتاج لمواجهة الفساد بشجاعة أذا أردنا تنمية حقيقية وأذا أردنا الخروج من المأزق الإقتصادى الذى نمر به ....أن منجم السكرى وحده يمكن أن ينتج آلاف الأطنان من الذهب لمدة 100 عام قادمة  ..وفى مصر يوجد على الأقل أكثر من 20 منجما بحجم السكرى فلماذا لا يتم إستثمارها ؟...!لم نتحدث عن معادن أغلى من الذهب نفسه مثل الرمال البيضاء والسوداء (والألومنيت والنوبيان تاتانتام ) ومن الخامين الأخيرين يتم إنتاج الأقمار الصناعية وأجسام الصواريخ والطائرات !لم نتحدث عن مادة الكولين والفوسفات والفحم ولا عن حقوقنا فى الغاز الطبيعى تحت مياه البحر المتوسط قرب قبرص فماذا نحن فاعلون بهذه الثروات ؟
الأمر يحتاج خطوات فورية أولها : إصدار قانون محكم جديد للثروة المعدنية يمنع إهدارها وسرقتها .
2- إلغاء إلإستعانة بالخبرة الأجنبية أو أن تكون فى أضيق الحدود وتحت إشراف محكم من عدة هيئات رقابية .
3- تأميم هذا القطاع ...فهذا أمل مصر ..وهى قضية أمن قومى .
4- زيادة ميزانية البحث العلمى والإستكشاف والإهتمام بهذا الأمر من أعلى المستويات .
النبى يوسف قال (اللهم أجعلنى على خزائن الأرض ).. وخزائن الأرض هى ثروة مصر المعدنية ... والشاعر قال : ليه يا مصرى أحوالك عجب تشكى فقرك وأنت ماشى فوق دهب !

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق