الاثنين، 9 يونيو 2014

الأمن مقابل باسم يوسف !

نشر في جريدة المشهد 10-16 يونيو2014

الأمن مقابل باسم يوسف !

أغلب الذين يدعون لمقايضة يحصلون بها على الأمن مقابل التفريط فى حرياتهم ينتهى بهم الأمر إلى عدم الحصول على الأثنين معا !
حاول نظام مبارك إيهامنا بأن الحرية ضريبة بسيطة مقابل حصولنا على الإستقرار والأمن فأنتهى الأمر بتقويض نظامه بثورة شعبية خرجت رفضا للقهر والقتل وتكميم الأفواه وإهانة الكرامة بنظام بوليسى بشع حاول مبارك النفخ فيه ليجعله أقوى من الجيش نفسه !وفشل مبارك وتحول سيد بلال وخالد سعيد وإغتصاب عماد الكبير تحولوا جميعا إلى إيقونات ثورية تضغط على كرامة المواطن البسيط وتشعره بالمهانة والذل وأنه عبد مهان ...وأنه حشرة يمكن لرجل البوليسى سحقها متى أراد ! وهكذا أفتقد الأمان مع الحرية والكرامة فكانت ثورة يناير أساسا موجة إحتجاجية ضد النظام البوليسى لمبارك والعادلى ....والأن وبعد ثورتين أسمع بكل آسى آراء لكبار مثقفينا تدعو لنفس المقايضة وتسير فى نفس النهج وهو إدانة وتشويه الثوار عمنا الإبنودى يقول عن ثوار يناير المسجونين بسبب خرقهم لقانون التظاهر المعيب ! أنهم مدمنى ثورة !ونفس المعنى ردده وحيد حامد!ويتكرر معنى أن الثورجية أصبحت سبوبة يأتى ذلك متوافقا مع الدعوة للبناء وكأن البناء يتعارض مع الحريات وكأن ترسيخ القيم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الأنسان وإنتزاع حق التظاهر السلمى بعد ثورة يناير كلها ليست بناءا حقيقيا للدولة العصرية الديمقراطية الجديدة هكذا تم غسيل مخ حزب الكنبة  بتشويه الثورة والثوار وتحويلها لمؤامرة كبرى !مع تسريبات شخصية لمزيد من تلطيخ السمعة ..نجح المخطط وكفر القطاع الأكبر من حزب الكنبة ومن البسطاء الذين يعملون باليومية بثورة25 يناير ! ورغم ذلك  لم يتحقق الإستقرار والأمن بعد ! ..فكأنهم سلبوا الأمن والكرامة والحرية معا ! يأتى فى هذا السياق غياب الشفافية نريد أن نعلم كم سجينا لدينا فى السجون ملقى بتهمة خرق قانون التظاهر ؟ وهل تعرضوا لأى نوع من المعاملة السيئة ؟ وما عدد المدانيين بإعمال إرهاب حقيقية ثم يخبرنا المتحدث بإسم وزارة الداخلية بأن مراقبة الأنترنت تعد إنجازا علميا وحضاريا للوزارة ! الإ يتعارض هذا مع دستور 2014 أم ترى أننا كتبنا دستورا لنضعه على أرفف المكاتب دون تطبيقا فعليا له ! وهل المكالمات الهاتفية مراقبة أيضا ؟ العادلى كان يجاهر ويؤكد نعم نراقب المكالمات و(اللى مش عاجبه لا يتكلم فى التليفون !) فأين أودت بنا هذه السياسات ! وهل تحطم نظام مبارك فعلا ؟أم أنه كالحيوان يضمد جراحه ويعود مطلا برأسه مرة أخرى بإسماء بعضها قديم وبعضها من الصف الثانى للحزب الوطنى وهل عاد لينتقم ممن زحزحه عن كرسيه !!فى ذات السياق أنتقدت باسم يوسف عدة مرات بمنتهى القوة عندما أمتدت سخريته لمؤسسات الدولة السيادية من منطلق خوفى على مفهوم الدولة نفسه من الإنهيار ...ورفضت السخرية من مؤسسة الجيش وزى الجندية ..وأنتقدت فضيحة باسم عندما سرق مقالا لكاتب يهودى ونسبه لنفسه ! ولكن أن يمنع (البرنامج) للمرة الرابعة خلال 4 سنوات فهذه شهادة ومؤشر أخر على تراجع الحريات وعلى أننا أصبحنا نضيق بأجمل صفات الشعب المصرى كله وهى النكتة والسخرية ! فهل الفاشية الدينية للمعزول مرسى كانت أكثر سماحة وتقبلا للسخرية من النظام الحالى !؟ من الذى يضغط على مدير المحطة ؟ وكيف تهدد سلامة وحياة  باسم يوسف أسرته ؟ أخطر ما فى المشهد هو خيانة المثقف وخداع الإعلام ورجال السياسة للناس بتلك المقايضة الكاذبة ( الأمن بديلا للحرية!) والمراقبة البوليسية ومحاولة إغتيال (النكتة)  روح الإنسان المصرى الحقيقية .

( أنا قلبى كان شخشيخة أصبح جرس جلجلت به صحيوا الخدم والحرس
أنا المهرج .. قمتو ليه خفتو ليه
لاف إيدى سيف ولا تحت منى فرس
عجبى !!)..

طارق عبد الفتاح
 خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق