السبت، 21 يونيو 2014

السرقة مستمرة

نشر في جريدة المشهد 24-30-2014
السرقة مستمرة
 
.تصبح على فاتورة الغاز التى تضاعفت أربع مرات !وفاتورة الكهرباء دائمة الإنقطاع الأن !التى تضاعفت ثلاث مرات !ثم تدفع جباية لمجلس إدارة العمارة بحجة (الموتور)  الذى يتلف كل ثلاثة شهور !ويحتاج لإعادة لف وتجميع مبلغ لا يقل عن 200 جنية من كل شقة.! تذهب للسوق فتجد الأسعار تضاعفت خمس مرات !يأتيك السباك ليأخذ عشرة أضعاف حقه ! تنزل إلى الشارع هربا من لصوص المنزل لتركب التاكسى الأبيض الذى لا ينفع فى هذه الأيام السوداء !..فتجد العداد معطل أو يضاعف الأجرة الحقيقية إلى أربعة أضعاف ! فالسائق بدوره يريد دفع الفواتير المضاعفة !... يقلك التاكسى للطبيب الخاص فالدولة تخلت عن علاجك وعن تعليم أبنائك وعن توفير المواصلات والسكن والوظيفة ! ! الطبيب أصبحت أتعابه 400 جنية !! وتحتاج أن( تطبق 50)  أخرى فى يد الممرضة لكى لا تبقى مركونا بالساعات فى حالة إنتظار !
طلب أشاعات وتحاليل بعضها لا يوجد الإ فى مستشفى إستثمارى يعمل هو فيه !تكلفتها الإجمالية تجاوزت الألفين جنية ! بالإضافة إلى أن إستمرار العلاج تطلب دفع 400 جنية جديدة ! بعض الأطباء يتقاضون أجرا عند الإستشارة الأن !...
تذهب لتقبض راتبك لتجد جملة إستقطاعات وإستعباطات تصل لأكثر من 60%من الراتب  ! وعندما تخرج للمعاش (تتلطم) لتحصل على ربع ما تم إستقطاعه ! الضرائب يدفعها الموظفون والفقراء فقط فى هذا البلد ! تذهب لمطعم أو لأى مكان لتجد الإستغلال والنصب قائمين ! الخلاصة أنه تمت إعادتنا  إلى ما قبل 25 يناير! حيث يأكل بعضنا بعضا بكل وحشية وقذارة ! وهو نفس المنهج الذى قاد إلى الثورة !
أتصلت بشركة إبادة حشرات أسمها (فارما الألمانية ) قيل لى الشقة كلها ستكلفك 150 جنية..رش المطبخ والحمام فقط كلفنى 600 جنية  فى عملية نصب واضحة ! الكارثة أن الصراصير عادت بعد الرش بيومين فقط !! الصراصير فى هذه البلد لا يمكن القضاء عليها ! الحشرات الضارة فى كل مؤسسات الدولة التى  نخرها السوس وستسقط على رؤوسنا جميعا ليس بفعل الأخونة أو الإرهاب ولكن بفعل الفساد والإهمال الأشد فتكا .!!جارى فى السكن د.مهندس جمال عز الدين سرقت سيارته الجديدة من أمام المنزل فى السابعة صباحا !.. ..السيارة لم تعد منذ عام ولا شك أن هناك آلاف غيره تعرضوا لنفس المأساة..ذهبت إليه أواسيه شعرت كما لو أنى أقوم بواجب عزاء فى عزيز لديه فسيارة المواطن المصرى فى الغالب هى تحويشة العمر كله ! الخطير هو تلك العلاقة الوثيقة بين سرقة السيارات وبين إستخدامها  فى أعمال إرهابية !مما يؤكد عدم إنفصال الأمن الجنائى عن السياسى .
المؤلم أنه عندما تنجح  الشرطة فى إعادة سيارة مسروقة تظل هذه السيارة المنزوعة الأرقام فى أحدى مديريات أمن الجمهورية ..ربما بالشهور والسنوات دون أن يعلم صاحبها !..رغم أن نقل رقم الشاسية بقلم رصاص يمكن من خلاله معرفة بيانات صاحب السيارة بالكامل وإبلاغه ليستلمها !قيل لجارى فى إحدى المديريات يمكنك أخذ أى سيارة من السيارات التى أمامك !تترك السيارات لتتكهن ويكمل بها العساكر عهدتهم التالفة !
شركات التأمين على السيارات تمنحك عقودا  غير ملزمة ! وأغلب المواطنيين لا يقرأون بنود البوليصة أصلا ! ويكتشفون بعد سرقة سياراتهم أنهم وقعوا عقد إذعان لا تحفظ لهم حقا ! بعض الشركات تماطل وتطلب العديد من الأوراق ومحاضر الشرطة ويحاول مندوب التأمين بكافة الوسائل تحميل صاحب السيارة مسئولية سرقتها ! كأن يدعى أنه تركها مفتوحة ! أو تركها فى منطقة غير مأمونة !
سرقة الأطباء والمستشفيات لأرواح المواطنين بالإهمال قصة أخرى أكثر تراجيدية من كل السرقات !
لصوص الأوطان تركوا مصر خرابة تنعق فيها غربان السرقات الصغيرة! ...وصرنا كلنا لصوصا ..الفساد لم يتغير ..والسرقة مستمرة  ..لك الله يا مصر .


طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق