نشر في جريدة الآسبوع 16 يونيو2014
دورالإعلام و قناة
الثقافية
يدخل الإعلام المملوك للشعب كله فى مرحلة جديدة تماما
بعد إستحقاق الدستور والرئاسة بإنتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى ووفقا للدستور
سيتم إلغاء وزارة الإعلام ليحل محلها مجلس وطنى من الأمناء لإدارة ماسبيرو بما
يحقق أهداف الثورة وخارطة المستقبل ويدعم الدولة العصرية الديمقراطية المدنية التى
نرسخ لها بعد أن حاول التنظيم الدولى الإرهابى للإخوان تغيير هذه الثوابت ...وهذا
يتطلب رسم سياسات إعلامية جديدة بشخوص ورؤى جديدة تماما وهذا بدوره سيقود إلى
ضرورة تحديد النظرة للتليفزيون العربى فى مصر بإعتباره قطاع خدمى له رسالة مجتمعية
ودور وطنى وقادر على تحمل تبعاته المالية أيضا فلا تعارض بين أن يقدم الخدمة
العامة الوطنية كمهمة للإعلام وبين أن يحقق العائد المادى الذى يغطى نفقاته
وبالتالى يضمن إستقلاليته ...وفى هذا الإطار يأتى تفعيل أدوار قطاعات الإنتاج وصوت
القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى أمرا حتميا يدر دخلا عظيما لماسبيرو وهى قطاعات
أصيبت بالشلل التام لإسباب غامضة !ثم البحث فى الموارد الأخرى المتاحة للإتحاد
سواء أراضى مملوكة للتليفزيون أو له حق
الإنتفاع بها أو ترددات قابلة للتأجير والإستفادة مما تبقى من كنوز فى مكتبة
التراث أو طاقات بشرية غير موظفة وغير مستغلة نتيجة تكدسها فى إدارات بعينها ..ثم
يأتى الدور الأخر وهو إصلاح هيكلى فى القوانيين المنظمة وفصل ما هو إدارى عما هو
برامجى ثم وضع معايير الخبرة والأقدمية والكفاءة كأسس للترقى وشغل الوظائف
القيادية ..وتفعيل دور معهد التدريب التليفزيونى لصقل خبرات ومواهب العاملين.
ويأتى فى قلب العمل الخدمى تحديد معنى (الثقافة ) وربطها
بشكل عضوى فى الرسالة الإعلامية المقدمة فى كافة وسائل الإعلام المملوكة للدولة وليس
فى قناة الثقافية فقط ...على أن تمنح قناة النيل الثقافية كافة الإمكانات
المادية واللوجيستية وتوفر لها كافة التسهيلات اللازمة لتلعب دورا تنويريا متقدما
يتصدى لكل أنواع الجهل والإرهاب والأفكار الظلامية والخرافات...وفى هذا السياق يجب
أن توضع خطة تتصدى لمواجهة أفكار حسن البنا وسيد قطب والمودودى وأبن تيمية وأفكار
الجهادية التكفيرية والجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية ...أن فضح هذه الأفكارالمسمومة هى مهمة أولى
يجب أن تقوم بها قناة النيل الثقافية وتتصدى لها بكل وعى وفكر مستنير .
ثم يأتى جانب التوعية بالحقوق والواجبات وتعميق معنى
المواطنة لدى المواطن والإعلاء منه ودعم مؤسسات الدولة كلها مع تقديم النقد البناء
لها حال ظهور تجاوزات او إنحرافات ...وتشجيع الجميع على العودة للقراءة من الكتب
وكسر إحتكار الإنترنت للمعرفة ....أن
خريطة البرامج الجديدة يجب أن تعمق معنى الدولة العصرية المدنية وتشرح أهمية
الحرية والديمقراطية وقبول الأخر ومواجهة الرأى بالرأى والحجة بالحجة كمنهج فى
الحوار والتعلم ....أن التركيز على قضايا التعليم ونشر المعرفة والإعلاء من
الأبداع بكل صوره وأشكاله وتنظيم مسابقات ثقافية وفكرية بجوائز تنمى المعرفة
كموسوعات وكتب وأجهزة لاب توب وغيرها ..ستحفز الشباب على الإهتمام والقراءة أن وضع خطة برامجية جديدة فى القناة الثقافية يجب
أن تراعى فيها وضع كل إعلامى فى مياهه الأقليمية التى سيبدع فيها والإستفادة من
كامل طاقاته وخبراته وتنظيم كل هذا وفقا لقوانين جديدة لا تسمح للمحسوبية ولا
للفساد ولا للمجاملات لتوجيه القناة...وفى هذا السياق ذاته لا يجب الإ تعمل مؤسسات
الدولة كجزر منعزلة عن بعضها البعض ....فتوقيع بروتوكلات تعاون بين هيئة الإعلام
الوطنى وبين وزارة الثقافة سيتيح أولا عرض إنتاج وزارة الثقافة كاملا من مسرحيات وأفلام
وغيرها ...أو الدخول فى إنتاج مشترك ....والحقيقة أن الثقافة والإعلام كانا يجب أن
تكونا هيئة وطنية واحدة ومستقلة فى مرحلة بناء الوعى وحماية الوطن وثوابته الوطنية
العصرية والديمقراطية ....التجربة الأن فى ملعب قيادة شابة سبق وأن أشرفت على
الثقافية فى فترات سابقة وعليها أن تقود النيل الثقافية لتصبح بحق عقل الأمة
وضميرها الوطنى التنويرى .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق