نشر في جريدة الدستور 14 مايو 2014
سرقة السيارات
والتأمين الوهمى !
آلاف السيارات سرقت وهربت من الإنفاق لتباع فى غزة زمن مرسى والإخوان...ولكن
إستمرار سرقة السيارات تعيد طرح السؤال هل المعركة المقدسة والبطولات التى تقوم بها
الشرطة فى التصدى للإرهاب قد أخلت بالأمن الجنائى !جارى فى السكن د.مهندس جمال عز
الدين سرقت سيارته الجديدة من أمام المنزل فى حى ينتمى للطبقة المتوسطة ..السرقة
تمت ما بين الساعة السابعة والثامنة صباحا !! ..السيارة لم تعد منذ عام ولا شك أن
هناك آلاف غيره تعرضوا لنفس المأساة..ذهبت إليه أواسيه شعرت كما لو أنى أقوم بواجب
عزاء فى عزيز لديه فسيارة المواطن المصرى فى الغالب هى تحويشة العمر كله ! الخطير هو
تلك العلاقة الوثيقة بين سرقة السيارات وبين إستخدامها فى أعمال إرهابية !مما يؤكد عدم إنفصال الأمن
الجنائى عن السياسى .
المؤلم أنه عندما تنجح الشرطة فى
إعادة سيارة مسروقة تظل هذه السيارة المنزوعة الأرقام فى أحدى مديريات أمن
الجمهورية ..ربما بالشهور والسنوات دون أن يعلم صاحبها !..رغم أن نقل رقم الشاسية
بقلم رصاص يمكن من خلاله معرفة بيانات صاحب السيارة بالكامل وإبلاغه ليستلمها !
هناك نصب من نوع أخر من بعض شركات
التأمين على السيارات فهى لا تعطى العميل عقدا به بنودا واضحة ملزمة للشركة !
وأغلب المواطنيين لا يقرأون بنود البوليصة أصلا !ولا يشعرون بالكارثة الإ بعد سرقة
السيارة حيث يكتشفون أنهم وقعوا عقد إذعان لا يلزم الشركة بأى شىء ! والأمر الأكثر
مرارة أن بعض الشركات تماطل وتطلب العديد من الأوراق ومحاضر الشرطة ويحاول مندوب
التأمين بكافة الوسائل تحميل صاحب السيارة مسئولية سرقتها ! كأن يدعى أنه تركها
مفتوحة ! أو تركها فى منطقة غير مأمونة !مواطن
سرقت سيارته التى تقدر ب 200 الف
جنية وبعد مجادلات وإستنزاف وحرق دم لعدة شهور مع شركة التأمين ..أعطوه 20 ألف
جنية فقط ! .. بعد ثورة يناير أصبحت بعض شركات التأمين تتهرب من دفع 75% من قيمة
السيارة المقررة قانونا حال السرقة ..بإخفاء هذه البنود أو محاولة تحميل العميل
المسئولية أو تزهيقه وتطفيشه! وإشعاره أن الأمر سيتطلب منه ترك عمله والتفرغ لشهور
حتى يحصل على جزء من حقه حتى !! وهذه الشركات فى الحقيقة تحصل ملايين الجنيهات من
المصريين كل عام من الهواء !..فهى شركات تتعامل مع خوف المواطن على ملكيته فى ظروف
قاسية تمر بها البلاد!.. لابد من وجود هيئات رقابية محايدة تحاسب هذه الشركات
وتلزمها بدفع التعويضات حال السرقة أو الحادثة
أو الحريق أو الهلاك !! سرقة السيارات والتأمين الوهمى من بعض شركات
التأمين تذكرنى بتوفيق الدقن وإسماعيل ياسين عندما أقاما شركة نصب تحت مسمى شركة
الفضاء الخارجى ! لتنظيم رحلات للكواكب الأخرى .!
https://www.youtube.com/watch?v=MP0DSXgcfgA
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق