إعلام السيسى وحمدين
السيسى وصباحى كلاهما يجيد الدعاية لنفسه ولكن يأتى القصور من جانب
حملاتهما الإعلامية! فلقاء السيسى الأخير
الذى صالح فيه مرتضى مع شوبير ..ووعود صباحى ب10 آلاف جنية لكل شاب وفدان صالح
للزراعة ..كلاهما يعبران عن قصور الحملات الدعائية لكلا المرشحين ....التسريبات
المنسوبة للسيسى فى حواره مع المصرى اليوم
وفى إجتماع مع قادة القوات المسلحة ..أعطت إنطباعا بأنه لا يملك فريقا
إعلاميا مدربا يدير له شأن التعامل مع
الرأى العام والجماهير رغم أن كلا المرشحين يمتلكان ملكات خاصة وفريدة فى التواصل
مع الشعب ويصلان لقلوب البسطاء بسرعة وهما مقنعين أيضا لجموع الفقراء والحالمين
بغد أفضل ..ولكن إختيار السيسى لجريدة كويتية لكى يفصح عن خبر ترشحه للرئاسة
بالإضافة للتسريبات ثم حديثه غير الموفق بالمرة الذى حمل فيه الفقراء أسباب فقرهم
بدا كتنويعة متطورة من خطابات مبارك ! ثم ركوبه الدراجة ! ثم لقائه بمرتضى وشوبير!
..كل هذه أفعال تسحب من الرصيد الشعبى الهائل الذى بناه السيسى فى سرعة قياسية !
ولا تعطى إشارات طمئنة نحو مستقبل أفضل ..بخلاف مثلا صورة السيسى وهو يجرى ويتدرب
مع ضباطه وجنوده وقتما كان فريقا...أيضا السيد حمدين صباحى لم يكن موفقا فى كلامه
عن محاسبة السيسى أذا فاز فى الإنتخابات المقبلة ...كنت أفضل لو سمعت من كلا
المرشحين أنه سوف يستعين بخبرات الأخر حال فوزه بمقعد الرئاسة ..كما أن العزف على
فقر وحرمان البسطاء ومنحهم وعودا واسعة بحياة رغدة وفدادين وآلاف الجنيهات . هو
نوع من الدعاية المبتذلة ..ونتائجها كارثية حال تأخر تحققها حتى !
الحديث عن أن ترشح حمدين هو جزء من الديكور الإنتخابى وأنه متفق عليه وأنه
وعد بمكأفاة ...ليمثل على الشعب ويلعب دور المحلل ! فهذا كلام رخيص ولا يستقيم مع
المنطق ولا مع تاريخ حمدين ونزاهة وإستقامة السيسى أيضا ! ولكن الصحيح أن حمدين
ربما دخل مدفوعا بزهو أصوات الخمس ملايين الذين رشحوه فى الجولة الأولى لإنتخابات
الرئاسة السابقة ! ممنيا النفس بأن الأصوات العقابية ستصب فى جعبته ..فيصوت
الإخوان وتيار الإسلام السياسى كله تقريبا لحمدين كراهة فى السيسى وإنتقاما منه
وللحيلولة دون وصوله !... وربما يكون السبب هو رغبة حمدين أن ينحت لنفسه مكانة
(زعيم المعارضة) بدون منازع حال فشله فى
الإنتخابات القادمة ويقدم نفسه دائما كبديل جاهز حال تعثر السيسى أثناء فترة حكمه
الأولى ..مما يمنحه فرصة مطلقة أو أعظم فى الفوز فى الفترة التالية على غريمه
السيسى ! ربما هذا أقرب للمنطق ..خاصة وأن الشعب المصرى ذاهب إلى تكليف رئيس
وتفويضه بشكل جماعى فى مهمة إنتشال مصر من بحار المؤامرات والإرهاب الداخلية
والداخلية وهى مهمة يرى أغلبية الشعب المصرى أن المؤهل للقيام بها أكثر هو المشير
السيسى ..ولا ننسى أن مواقف السيسى والجيش المصرى من 30 يونيو هى ما منحت علاقة
السيسى بالشعب المصرى طعما خاصا ...فالرجل يجيد العزف على أوتار هذا الشعب
برومانسية وطنية وشجاعة وقدرة على إتخاذ القرار الصعب فى التوقيت المناسب ..كما
أنه يجيد التعامل مع أمريكا والغرب بإسلوب يمزج فيه بين صلابة (ناصر) الوطنية
وجرأته وبين دهاء (السادات ) ومراوغته فلا هو بالحاد ليكسر ولا باللين ليعصر ...فى
كل الأحوال الفائز فى هذه الإنتخابات هو الشعب المصرى الذى سيقلب ورقة الإخوان
الإرهابية نهائيا ..وأتمنى أن يستعين السيسى الذى أراه الأقرب للفوز بكرسى الرئاسة
..بحمدين كمستشار سياسى أو رئيسا للبرلمان القادم ..أو رئيسا للحكومة ..أو حتى
وزيرا لوزارة العدالة الإنتقالية والعدالة الإجتماعية ..التى أتمنى أن تنشأ فى
الأيام القادمة ....أتمنى أن يعيد كلا المرشحين
إختياراتهم فى فرق العمل وخاصة المسئوليين الإعلاميين بشكل خاص ...مصر تنتظر
..عريسها القادم ومصر مهرها غالى جدا ....وأذا صح أن حمدين توعد بمحاسبة السيسى
حال فوزه بالرئاسة !....فأتصور أن الشعب المصرى سيحاسب الجميع أذا لم تتحقق أهداف
ثورته من عدالة إنتقالية وإجتماعية وحرية وكرامة ودولة قانون ومساواة .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق