نشر في جريدة الدستور 16 مايو 2014
ذبح الطبقة المتوسطة
!
أن تجنب تطبيق الحد الأدنى والأقصى والضرائب التصاعدية طوال الفترة الماضية
مع إرتفاع الأسعار وإستمرار دعم الدولة للأغنياء مع رفع الغطاء عن الطبقات الفقيرة
والمعدمة ..وإستمرار نفس النهج المباركى الإقتصادى معناه من ناحية الخوف من مواجهة
طبقة رجال الأعمال ومعناه أن البديل الوحيد المتاح أمام النظام القادم هو فرض
ضرائب وتقليص أجور من يتقاضى من 8 آلاف
آلاف إلى 13 آلاف جنية وربما يطال التقليص من هم أعلى من ذلك
والذين تصل رواتبهم إلى 25 الف جنية شهريا !مع عدم المساس بمن تصل رواتبهم
إلى من 200 و300 و400 الف جنية شهريا داخل
الجهاز الإدارى للدولة...ولا بمن تصل أرباحهم الشهرية إلى ملايين أو مليارات
الجنيهات بالقطاع الخاص !
أى أننا سنستمر فى سياسة نحر
الطبقة المتوسطة !! وهنا مكمن الخطر
فالطبقة المتوسطة هى حزام أمان المجتمع وطليعته المثقفة والمتعلمة وهى قائدة أغلب
ثورات التغيير الإجتماعى وقد عانت هذه الطبقة سنوات السادات ومبارك بعنف وأصبح
عليها أن تقوم بتوفير علاجها ومسكنها ومواصلاتها بل وأحيانا العمل الخاص بعيدا عن
الدولة والحكومة التى رفعت يدها عنها تماما .
البدء بتخفيض أجور العاملين فى ماسبيرو للنصف !يأتى فى تقديرى كخطوة أولى
لسياسة نحر الطبقة المتوسطة ! مع كامل قناعتى بخسائر ماسبيرو و220 مليون جنية أجور
شهريا !دون وجود مردود مادى من الإعلانات والتسويق وبعد توقف الإنتاج
الدرامى تماما !! التخفيض الأخير
يطال فقط الطبقة المتوسطة فاللائحة الجديدة التى بدء تطبيقها على من هم فى الدرجات
الوظيفية من الثالثة إلى الأولى ! أى من هم دون مبلغ ال 10 آلاف جنية
! أما من هم أعلى من ذلك من مدراء عموم ورؤوساء قنوات
ونوابهم وروؤساء قطاعات ونوابهم وكافة القيادات فلم يمسوا !
هذا التخفيض ربما يكون شرارة البدء فى تطبيقه على كافة مؤسسات الدولة دون
التعرض أيضا لقياداتها! وهو أمر ربما يعطى قبلة الحياة للطبقة الفقيرة التى لا
تتجاوز رواتبهم الألف جنية شهريا وربما تقل ! وتجنب النظام الحالى والقادم الصدام
مع طبقة رجال الأعمال و كبار الموظفين فى الدولة المتمرسين فى أهم مفاصل القطاعين
العام والخاص .. سيتسبب فى شعور بالقهر والمرارة الشديدة لدى الطبقة المتوسطة التى
يمثل الشباب قوامها الأساسى وسيخلف إحساسا غاضبا بأنها استخدمت وضحت فى ثورة 25
يناير ثم أستبعدت من كل المكاسب.!
وهذا حتما سيعيد الكرة إلى الطبقة المتوسطة لتحاول الصعود
بشكل فردى لن يتحقق للجميع مما سيقودها لقيادة تغيير جماعى من جديد لا نعرف
نتائجه النهائية .
عدالة إجتماعية وإنتقالية ناجزة سريعة قبل الطوفان ...لا تتركوا أسباب
الإنفجار الإجتماعى قائمة فالثورة القادمة ستؤدى لإحتراب أهلى ! المستفيد منه
أعداء الوطن وعملاء مخططات التقسيم.
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق