الجمعة، 30 مايو 2014

كذب الإعلاميون وأن صدفوا !


نشر في جريدة المشهد 3-9-يونيو 2014
كذب الإعلاميون وأن صدفوا !

فضيحة الإعلام الخاص فى إنتخابات الرئاسة لا تضاهيها فضيحة إعلامية أخرى ! فقد قاموا بتشويه حمدين صباحى وأتهموه بالعمالة والتمويل والخيانة والفشل على مدى شهور متعاقبة ! وبدأو بتصوير المعركة بالمحسومة منذ البداية ..وجندوا كل أدواتهم لصالحه وأذاعوا أغانى وطنية تحمل أسمه على طريقة أختارناه لمبارك !!...جاء تقرير مراقبة الأداء الإعلامى ليفضح إنحياز الإعلام الخاص ويشيد بموضوعية الإعلام المملوك للدولة ربما للمرة الأولى فى تاريخ ماسبيرو ! هدد (إعلامى )حال عدم نزول الملايين بأن مرسى سيخرج من السجن ويتولى الحكم !ويهدد أخر بأن السيسى سيعاقبنا بعدم الترشح أذا لم ننزل بالملايين ! هكذا نفخ الإعلام الخاص أكذوبة وصدقها وتخيل أنه الطرف الأقوى فى المعادلة السياسية وأنه أمتلك ريموت كنترول الشعب المصرى ! ...وقام إعلامى أخر بتوسل الجماهير( أحنا أتهزمنا أبوس رجلين اللى خلفوكم أنزلوا !ألطم وأقلع هدومى ع الهوا يا ناس !!)  ..أغلب الإعلاميين كانوا يلطمون فى اليوم الأول والثانى لأنهم صنعوا أكذوبة ال 40 مليون وصدقوها وتوهموا بأنهم بالضغط على أزرار مفاتيح الشعب المصرى سيحركونه كيفما شاءوا ! أنقلب السحر على الساحر ! وأثبت الشعب المصرى أنه بلا كتالوج مسبق ! وبدأ السحرة يبررون قلة المشاركة فى اليوم الأول ونصف اليوم الثانى بالحر والصيام! ثم بدأ سيل التبريرات كشماعة الوافدين ! وعدم إستخدم البريد الألكترونى مع ملايين المصريين بالخارج ووصل الأمر لإتهام الإخوان بتدبير المؤمرات ودفع الرشاوى وحجب بطاقات الناخبين! وهذا غباء إعلامى لأن معناه إعتراف بقوة الإخوان وقدراتهم التنظيمية والتمولية !ثم بدأت تبريرات أكثر ذكاءا مع اليوم الثانى بأن كثرة اللجان أعطت هذا الإنطباع وبأن الإخوان كانوا يخلقون زحاما مفتعلا بالثبات فى الطوابير لتصدير صور مفادها أن الأقبال كثيفا فى الإنتخابات الى شاركوا فيها !!ثم أعلن الإعلام الخاص مشاركة 21 مليون ناخب حتى منتصف اليوم الثانى فإذا كان صحيحا  فما الحاجة ليوم ثالث! وهل لابد من تجاوز  نسبة المشاركة فى إنتخابات مرسى ! لنباهى العالم !هذا تفكير قاصر فكل إنتخابات لها ظروفها وتقسيماتها المختلفة.
لم يتطرق الإعلاميون المملكون للقطاع الخاص إلى الدور الخبيث الذى لعبه السلفيين وحزب النور حيث أيدت  قيادتهم السيسى فى الإعلام الخاص !وبالبوسترات وباللافتات !بينما صدرت الأوامر لقياداتهم بمقاطعة الإنتخابات ! لم يتطرقوا طبعا لفكرة أن دعايتهم الرخيصة التى أكدت على أن المعركة محسومة من البداية للسيسى جعلت أنصاره لا يكلفون أنفسهم النزول فطالما أن 40 أو 50 مليونا سينزلون حتما فلماذا أشارك ! وأن الدعاية ربما أثرت على أنصار حمدين فتأكدوا بدورهم من الخسارة !فلم ينزلوا ! أن كوميديا إعلام رجال الاعمال وصلت حد شتم الشعب المصرى وإهانته وسمعت بنفسى مرشحا رئاسيا منسحبا يهين الشعب ويلعن الشباب الذى لم يشارك ويصفه بالعجول ! ومقدم الحلقة فى الإعلام الخاص يسأله كيف نربى أولادنا على القيم الوطنية !!! يا حلاوة !
 دعونا نؤكد على أن تخبط لجنة الإنتخابات أضاف مزيدا من السريالية للمشهد وان اليوم الثالث كان لإسباب نفسية رغبة فى تخطى رقم مرسى !
وأنه أضفى مزيدا من عدم المصداقية على العملية برمتها !...الإعلام الخاص لم يتعرض لأسباب إحجام الشباب الذى شعر بأنه غدر به وبثورته والقى به فى السجن !بينما حوكم مبارك وجماعته محاكمات هزلية ! إعلام رجال الأعمال هو الذى قدم سبقا عالميا بإعلان السى بى سى عن حريق  المجمع العلمى قبل أن يحرق ب12 ساعة ! وهو نفس الإعلام الذى قاوم تطبيق الحد الأدنى والأقصى والضرائب التصاعدية واعتبر ذلك كارثة إقتصادية !والأمر مفهوم فالمذيعة وزوجها وأخو زوجها من ملاك هذه القنوات ويدافعون عن مصالحهم ومصالح الطبقة الإجتماعية التى صعدوا إليها حتى ولو على حساب المصلحة العليا للوطن .
الأمل فى تحرير وتطهير وتطوير الإعلام المملوك للدولة ليصبح إعلاما معبرا عن الشعب .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق