وسط أجواء حاشدة من المشاحنات والتفجيرات والمهاترات يطل علينا الإخوان بوجههم القبيح فى أماكن كثيرة استطاعوا الوصول إليها أثناء حكم محمد مرسى.. إلى أن فوجئنا بهم فى معقل الثقافة فى التليفزيون المصرى.
فوجئنا بالمذيع طارق عبدالفتاح يدخل علينا شاكيا: الإخوان سيطروا على قناة النيل الثقافية.وبعد سؤاله محاولة منا لفهم ما يحدث كان هذا التحقيق الذى عرضنا فيه الرأى والرأى الآخر فى محاولة لإنقاذ أهم منارة ثقافية فى التليفزيون المصرى.
قال طارق عبدالفتاح: أعمل كمقدم برامج فى النيل الثقافية من عام 2011 وعندما جاء زمن الإخوان وحكم مصر مرسى جاء بصلاح عبدالمقصود وزيرا للإعلام كان بالأمر المباشر يجلب لنا ضيوفاً من الإخوان يوميا فى كل البرامج وكان لديه إصرار على أخونة المادة الإعلامية التى تقدم، وأنا فى ذلك الوقت كنت أقدم برنامجين بعنوان «مصر بكرة» والآخر بعنوان «الموجز».
وأضاف عبدالفتاح قائلا: فوجئت أن المعدين والمخرجين العاملين فى هذين البرنامجين حولوهما إلى منبر إخوانى فلم يعد هناك وجهة النظر الأخرى وقد حرصت كنوع من المهنية على تقديم وجهة النظر الأخرى وهذا لم يرض هؤلاء العاملين فى البرنامجين وحدثت لى مضايقات منهم على الهواء مثل إزعاجى ومحاولة تشويشى من خلال سماعة الأذن «الإير بيس» ومحاولة افتعال مشاكل معى كثيرة ويمنعون عنى الاسكريبت ووصل بهم الأمر إلى أن خمسة منهم المخرج إسماعيل أبوالفتوح والمعد عمر عبدالعزيز ورئيس تحرير البرنامج ياسر القاضى دخلوا على الاستديو وقالوا «امشى من هنا إحنا مش عايزين نشتغل معاك».
أضاف طارق: الغريب فى الموضوع أن يستمر كل ذلك بعد ثورة 30 يونيو التى كانت ضد الإخوان ويستمر هؤلاء الأشخاص فى نفس أماكنهم ويقدمون نفس ما كانوا يقدمونه من قبل، ولكن بشكل مختلف بمعنى أنهم لا يستطيعون أن يجلبوا نفس المصادر والضيوف لأن معظمهم تم القبض عليهم، والباقى إما هاربون أو أصبحوا مكشوفين أمام الرأى العام فبدأوا يضعون خطة أخرى وهى استضافة الفرز الثانى من الإخوان ويقدمهم على أنهم محللون سياسيون ويخفون انتماءهم لحزب الحرية والعدالة لكى يزيفوا الرأى العام وهكذا أنا قدمت مذكرات كثيرة لكل القيادات الموجودة وأولها رئيسة القناة الحالية إيناس عبدالله التى تم تعيينها فى زمن صلاح عبدالمقصود ولم تتغيير مع التغييرات التى حدثت وهى لم تتدخل فى أى شىء يخص هذه الخلافات، بل أبقت وساندت الفريق الإخوانى وأنا ذهبت وتحدثت معها وقلت لها: هؤلاء يسيطرون على 40 ساعة هواء مباشر شهريا واقترحت علىّ أن تضعهم فى برامج مسجلة ويظل رواتبهم كما هى رفضت للأسف الشديد وحاولت التفكير فى حل ثانِ واقترحت علىّ أن تضعهم فى برامج ذات طابع ثقافى وتبعدهم عن البرامج السياسية فرفضت أيضا، إلا أنه بدأ مؤخرا التحرك للأسف الشديد من قبل رئيس الاتحاد عصام الأمير، خصوصا بعد حادث قناة النايل تى فى التى عرضت من حوالى شهر شريط فيديو عن إنجازات مرسى وتم إقالة رئيسة القناة، ومن وقتها بدأ الانتباه للمذكرات التى قدمتها وفوجئت بقرار رئيس الاتحاد بنقل المخرج الإخوانى إسماعيل أبوالفتوح والمعد الإخوانى محمد ثابت من الثقافية إلى قنوات أخرى.
أما المعد على عفيفى فقال: بالفعل يوجد عدد كبير من الإخوان فى القناة وقد تصديت لهم أنا والزميل طارق عبدالفتاح وكنا ضد الهجمة الإخوانية الشرسة على القناة فى ظل حكم الرئيس مرسى، وقد استولوا على جميع البرامج، وكان رؤساء القناة فى ذلك الوقت من ضعاف الشخصية لا يستطيعون مواجهة التجاوزات التى تحدث من الإخوان فى القناة وكان يقودهم خمسة أشخاص وهم المخرج إسماعيل أبوالفتوح والمعد ياسر القاضى والمعد عمر عبدالعزيز والمعد محمد ثابت وعلاء عزام وبعد ذلك انضم لهم بعض الأشخاص وتبنوا مهمة أخونة القناة الثقافية، وكانت القناة فى تلك الفترة يرأسها أشرف الغزالى.
وأضاف عفيفى قائلا: كنت أتوقع أنه بعد 30 يونيو سيختلف الوضع فى الثقافية ولكن حدث العكس وبدأ الإخوان المتواجدون فى القناة يتجهون إلى استضافة الصفوف الثانية والثالثة والخلايا النائمة من الإخوان والغريب فى الأمر أن هؤلاء الإخوان تركزوا فى برامج معينة وخصوصا أكبر برنامجين فى القناة وهما «مصر بكرة» و«أما بعد».
أما المذيعة رانيا عادل فقالت: بالفعل يوجد إخوان داخل القناة وهما معروفون بالاسم وكل المضايقات التى حدثت منهم معى كانت فى زمن الإخوان أنهم كانوا يجلبون لى ضيوفاً من الإخوان فقط دون استضافة أشخاص تعبر عن الرأى الآخر، وهذا كنت أرفضه وأكلم أنا مصادر أخرى ليبرالية لدرجة أننا وقفنا ضدهم وعملنا اجتماعاً لكى نتصدى للإخوان التى توجد فى القناة وهذا كان قبل 30 يونيو وبالفعل وقفت معى فى ذلك الوقت رئيسة القناة إيناس عبدالله، وهذا كان قبل 30 يونيو بأيام وأنا لا أستطيع أن أقول عنها إنها إخوانية ولكن هى غير حازمة فى بعض القرارات.
وأضافت رانيا قائلة: لا أعرف من يطالب بعودة الثنائى الإخوانى إسماعيل أبوالفتوح ومحمد ثابت مرة أخرى للقناة أنا ضد هذا الأمر ولا أعرف ما مصلحة من يطالبون بهذا ورجوعهم وسيطرتهم على برامج مهمة ونحن الآن فى مفترق طرق ومصير بلد بأكمله يحدد الآن وكيف بعد أن أقر القانون أنهم جماعة إرهابية فنأتى نحن بأشخاص يعملون فى قناة للثقافة ويطالبون بعودة الإخوان للقناة مرة أخرى.
وتختلف معهم زميلتهم المذيعة ريهام منيب قائلة: الاثنان اللذان تم استبعادهما من القناة هم زملاؤنا منذ 51 عاما وهم لم يخفوا هويتهم الإخوانية، أما بالنسبة للمخرج إسماعيل أبوالفتوح فهو لم يفرض فكره على العمل وهو يعمل فى برنامج من أهم البرامج فى القناة ولم يتجاوز على الإطلاق ومن يوم 03 يونيو إلى الآن.
وقالت ريهام: القناة بالفعل يتواجد بها عدد من المنتمين للإخوان ولكن لا يسيطرون عليها، وكل ما يروج غير صحيح فرئيسة القناة ليست إخوانية ولا تنتمى لهذا الفكر والشخص الذى يروج أن القناة فيها خلية سرطانية إخوانية، هذا ليس صحيحا بدليل أننا على مدار السنة التى حكم فيها الإخوان كنا أكثر قناة هجوما عليهم ونقدا لهم.
وإضافت قائلة: نحن مستاءون فى القناة من الكلام الذى تم ترويجه الآن أن القناة مسيطر عليها الإخوان وهذا شىء مرفوض تماما، وأكدت قائلة: السبب الذى جعلنى أتضامن مع المخرج إسماعيل أبوالفتوح هو أننى إلى الآن لا أعرف سبب إقصائه ونقله من القناة، وعندما نسأل ما السبب الحقيقى لنقله يقال إن هناك خلافا شخصيا حدث بينه وبين الزميل طارق عبدالفتاح كيف نعمل فى قناة ثقافية تتبنى الرأى والرأى الآخر ويتواجد شخص نختلف معه فكريا فيتم نقله من القناة؟ أنا أرفض ذلك ولذلك تضامنت مع زميلى إسماعيل أبوالفتوح.
جمعنا كل هذه الاتهامات ووضعناها أمام رئيسة القناة إيناس عبدالله والتى قالت لنا: بالنسبة للاتهامات الموجهة من المذيع طارق عبدالفتاح بمجرد أنه صرح بأنه يوجد إخوان بالقناة مسيطرون على 04 ساعة هواء فى الشهر من الممكن أن أحوله للشئون القانونية لمجرد هذا الادعاء الكاذب لأن هذا ليس صحيحا لا يوجد الآن فى القناة برامج للإخوان تبث على الهواء كان يوجد عندى برنامج هواء بعنوان «مصر بكره» وتحول إلى برنامج تسجيلى.
قاطعتها: البرامج تحولت إلى تسجيلى بناء على شكاوى تم تقديمها عن سيطرة الإخوان على برامج الهواء، وبعد واقعة النايل تى فى التى عرضت شريطا عن إنجازات مرسى اتخذ عصام الأمير قرارا بتحويل البرامج الرئيسية فى النيل الثقافية إلى تسجيل ولا تبث على الهواء منها لحدوث أخطاء.
كان رد رئيسة القناة: أنا صاحبة القرار فى تحويل البرامج الهوائية إلى تسجيل وليس رئيس الاتحاد ومع العلم أنه لم يحدث أى خطأ من الإخوان العاملين فى البرامج الهوائية وأنا حولتهم كزيادة أمان فقط لا غير.
وأضافت قائلة: يعمل فى القناة مجموعة من الإخوان معروفون ويعرفهم قطاع الأمن جيدا وهناك إخوان فى مبنى التليفزيون وبسؤالها: لماذا لم تتخذ قرارا بإبعاد الشخصيات الإخوانية من البرامج الرئيسية أفضل من تحويلها إلى تسجيلية، لأن الهواء له مصداقية أكثر قالت ليس له مصداقية عندى لأننى قناة ثقافية وليست إخبارية فمعظم الأشياء التى تناقشها القضايا تكون عن النقد الفنى والأدبى والمسرح، وأنا أريد أن أحافظ على هوية القناة وهى الاهتمام بالثقافة وأريد أن أضيف شيئا مهما بسبب الأشياء التى يروجها الزميل طارق عبدالفتاح، وأن الإخوان مسيطرون على القناة، أعتقد أن هذه تصفية خلافات قديمة وأنا كنت غير متواجد فى القناة فى ذلك الوقت وما سمعته بعدما عينت رئيسة للقناة أن طارق عبدالفتاح كان على خلاف مع طاقم برنامج «مصر بكرة» وحدثت بينهم مشادات كثيرة من قبل وشىء آخر يجب إضافته أن زملاء طارق مستاءون من الذى يفعله والذى أعلمه أن معظم العاملين فى القناة يطالبون بنقله من القناة سواء مذيعين أو مخرجين أو معدين ويرفضون العمل معه بسبب هذه الترويجات، وذهبوا إلى رئيس الاتحاد عصام الأمير يطالبون بذلك.
وعن مطالبتها بعودة الثنائى الإخوانى إسماعيل أبوالفتوح ومحمد ثابت مرة أخرى للقناة قالت إيناس عبدالله دورى أن أرجعهم مرة أخرى للعمل فى القناة هناك قرارات أمنية لابد من احترامها ولم أستطع أن أعيدهم للقناة إلا بقرار من رئيس الاتحاد وإذا كان زملاؤهم فى القناة يطالبون، بذلك أنا ليس لدى أى شأن بهذا الأمر.
سألتها أنت كرئيسة قناة مع عودتهم أم لا؟ قالت إيناس عبدالله: أنا مع مصلحة المبنى والاستقرار وهذا فوق أى اعتبار وقد سمعت كلمة رائعة للدكتور علاء الأسوانى فى برنامج وهى: «أن هناك مجموعة من الإخوان المسلمين إرهابيين بالفعل ونحن جميعا نكرههم وهناك جزء كبير ليس لديهم علاقة بأى شىء وماشيين جنب الحيط»
قلت: هل ترين أن هذا الثنائى من الجزء الثانى الذى ليس له علاقة بالجماعة الإرهابية ويمشون جنب الحيط مثل تشبيه علاء الأسوانى؟
أجابت: الذى أراه أنهم ملتزمون بتعليماتى وأن يبتعدوا عن الحديث فى أى كلام يخص السياسة وأن يناقشوا قضايا ثقافية فقط لا غير وهم لم يعترضوا على ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق