إنشقاق الخارجية !
19-9-2013 | 19:32
New 0 Google +0 0 0
طارق عبد الفتاح - خبير إعلامى
لابد من مراجعة كل القرارات والتصديقات التى قام بإمضائها الرئيس المعزول مرسى وخاصة المتعلقة بحركة تعيينات السفراء والقناصل بالخارج فمؤامرة الأخونة يمكن أن تتسبب فى كوارث لاحقة لمصر فى الفترة المقبلة ليس أقلها التخاذل فى حماية وفودنا المصرية فى الخارج فهذا أمر ممتد من عصر مبارك وحتى الأن ..وقتل وتعذيب المصريين فى اليونان يمثل فضيحة كاملة وشاملة لم يتم التحقيق فى وقائعها أو إتخاذ موقف يحفظ لمصر هيبتها وكرامتها ! و إهانة المصريين بالخارج وتخاذل السفارات والقنصليات المصرية معهم مسلسل مستمر فى كل دول العالم ولابد من التذكير بالمحامى أحمد الجيزاوى وعشرات المصريين المسجونين بالسعودية بدون أى تهمة حتى الأن ! أنشغلت بعثاتنا الدبلوماسية بأمور كثيرة ليس من بينها حماية المصرى بالخارج فسمعنا عن عمل البعض بالتجارة و(تسقيع ) أراضى وبيعها قبل إنتهاء فترة عملهم فى هذه البلاد !
والحقيقة أن الخطورة الحقيقية فى قرارات مرسى لا تتمثل فقط فى تشويه سمعة مصر فى الخارج بل ربما تمتد فى لحظة ما وبأوامر من التنظيم الدولى للإخوان إلى أن يقوم هؤلاء السفراء والقناصل بعمليات إستقالات وإنشقاقات عن الدولة المصرية على الطريقة السورية،وهذه كارثة يجب تداركها فورا بتطهير الخارجية من العناصر الإخوانية يحتاج ملف وزارة الخارجية لمراجعة شاملة وتغيير القانون الدبلوماسى الذى يسمح ببنود كبدلات السكن التى يتم التلاعب فيها وتكبد الخزانة المصرية ملايين الدولارات المهدرة !ومنها بند المصروفات السرية والنثرية الذى لا يخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات ولا لأى جهة رقابية أخرى .
مازلت الخارجية تسير على أجندة مبارك وبنفس الخطى والأشخاص .
الإهمال الخطير لدور مصر الإفريقى وتخفيض عدد المستشارين ونوعيتهم وكفائتهم المرسلين لإفريقيا وغياب المبادرات الدبلوماسية التى تحقق تعاونا حقيقيا بين مصر ودول حوض النيل فى مشاريع التنمية الزراعية والمائية بصفة خاصة ما ترك المجال مفتوحا لدول مثل إسرائيل لتلعب هى هذا الدور ،المعلومات تؤكد أن تخفيض عدد الخبراء والمستشارين يتم بشكل متسارع وكأننا ننزع أنفسنا من إفريقيا ومن دول حوض النيل عمدا كما أن أختيار بعضهم لا يخضع لمعايير الكفاءة ولا الدقة المطلوبة !.فقد تم إستقدام مدرسين بإعتبارهم خبراء لتدريس اللغة العربية فى بعض البلاد الإفريقية وبعد مرور سنوات تم فيها صرف مئات الألوف من الدولارات تم سحب هؤلاء المدرسين بعد أن أكتشف الصندوق الفنى المصرى للتعاون مع إفريقيا التابع لوزارة الخارجية الذى أرسلهم أن هؤلاء المدرسين لا يعرفون اللغات المحلية لتلك البلاد الإفريقية ! وبالتالى فهم غير قادرين على شرح اللغة العربية لشعوب لن يستطيعوا التواصل معها بأى لغة أخرى !!!هذا نموذج بسيط لإهدار المال العام والفساد والتخبط بالوزارة.
وجود أكثر من 150 سفارة وقنصلية لمصر بالخارج تمثل كارثة إقتصادية فمصر أكبر ثان دولة بعد أمريكا فى عدد السفارات والقنصليات بالخارج ! ومع ذلك لدينا اسوأ اداء دبلوماسى عالمى ! أن معنى وجود أكثر من 150 سفارة وقنصلية بدبلوماسييها وموظفيها معناه ملايين الدولارات المهدرة شهريا علما بأن رواتب وإمتيازات العاملين بالسلك الدبلوماسى هى الأعلى بين كل مؤسسات الدولة ،ولو قامت الوزارة بتقليص عدد سفاراتها وقنصلياتها وتخفيض رواتب السفراء والقناصل والملحقين بنسبة 10 % فقط لحلت نصف مشاكل مصر الإقتصادية !علينا أن نتذكر أن السيد مكى الذى كان مرشحا ليكون سفيرا لمصر فى الفاتيكان راتبه الشهرى 40 ألف دولار .
لابد من ثورة شاملة فى السياسات لخلق توازن حقيقى فى سياستنا الخارجية ولابد من التوجه لروسيا والصين والهند واليابان والبرازيل ..لابد من تغيير كبير فى الأشخاص والسياسات إذا أردنا أن يكون لنا أحتراما حقيقيا بين دول العالم ولابد قبل كل شىء من حفظ كرامة المواطن بالخارج الثورة قامت أساسا من أجل هذا ...نحتاج (لثورة هيكلة ) فى مؤسسات الدولة كلها .
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق