سبتمبر شهر الأحزان
يجدد سبتمبر أحزانه كل
عام .يقول لنا التاريخ أن الرسول عليه الصلاة والسلام وصل المدينة فى 24 سبتمبر
عام 622 مهاجرا من مكه ( حادث الهجرة ) وهى أحب المدن إلى قلبه ... توفى عدد كبير
من الأعلام فى شهر الحزن منهم الشاعر العظيم المتنبى والملك العادل الأيوبى وأعدم
الثائر محمد كريم على يد قائد الحملة الفرنسية نابليون
بونابرت أوجست كونت والراهبة الأم تريزا والشاعر العظيم
بابلو نيرودا والزعيم أحمد عرابى والعالم الكبير لويس باستير والروائى الإيطالى العالمى البرتو مورافيا
والراوئى الفرنسى العالمى إيميل زولا ويعقوب صنوع رائد المسرح المصرى والزعيم
الروسى الكبير نيكيتا خروشوف والزعيم الصينى الكبير ماوتسى تونج..وإستشهد المناضل
الليبى العظيم عمر المختار بعد أسره وهو ينزف دما ..ثم توفى الزعيم الكبير جمال
عبد الناصر .. الذى عرفنا قدره أكثر فى زمن الهوان المباركى وعام الكارثة الإخوانى
!ووفاة أو إغتيال الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات والأميرة كريس أميرة موناكو المشير
عبد الحكيم عامر و أميرة القلوب ديانا التى قضت فى حادث مريب مع حبيبها المصرى
دودى الفايد ...وتوفى الفنان فؤاد المهندس .
جملة من الأحداث الجسام
وقعت أيضا فى هذا الشهر منها على سبيل المثال لا الحصر هزيمة عرابى فى معركة التل
الكبير وإحتلال بريطانيا لمصر 1882 و إندلاع الحرب العالمية الثانية وإعلان
الأحكام العرفية فى مصر ..! ونفى سعد زغلول 1922 وفى عام 1978 توقيع معاهدة السلام
بين مصر وإسرائيل ثم غزو إسرائيل للبنان وإجتياح بيروت 1982 ... لم يرتبط الحزن
والشجن والدماء كما أرتبط به شهر من شهور السنة فقد عرفنا أيول الأسود دون سواه من
شهور العام !ومن منا يمكن أن ينسى حريق مسرح بنى سويف فى 5 سبتمبر 2005 الذى ألتهم
فيه فساد مبارك ونظامه أرواح 157 شهيدا نصفهم من المبدعين والمفكرين ! ولم
يعاقب أحد حتى الأن لا وزير الثقافة ولا
أى مسئول ومازال المصابين من الحريق الرهيب يستجدون علاجهم حتى الأن !
فى سبتمبر 2001 أعلن بن
لادن مسئوليته عن تفجيرى برجى التجارة العالميين فى الولايات المتحدة الأمريكية
وسقوط 3 الأف قتيل مما تسبب فى حروب مشبوهه لأمريكا أحتلت بها أفغانستان وودمرت
وغزت العراق فى سبتمبر 1980 ومزقته ونهبت
ثرواته بعد سقوط ملايين الضحايا الأبرياء
ومن المؤلم لشعب سوريا أن ميلاد بشار الأسد كان يوم 11 سبتمبر ! وكأن الله تعالى
جعل من سبتمبر شهرا للحزن والألم والموت المصرى والعربى والعالمى عبر التاريخ !
لا يمكن أن ننسى
شهدائنا من رجال الشرطة والجيش الذين يتساقطون فى هذا الشهر وهذا العام فى معركتهم
ضد الإرهاب ...
أن تغير الفصول مع
بداية الخريف فى سبتمبر يضفى حالة من الشجن والحزن على نفس المصرى هو ليس بعيدا
عنها بسبب بحثه الدائم عن تحقيق أهداف الثورة التى تسرق منه فيقوم بإستردادها الأن
مراقبا كل المؤامرات التى تحاك لسرقتها ثانية !
سبتمبر شهر خاص جدا بالنسبة
لى حيث يحمل تاريخ ميلاد أقرب الناس إلى قلبى زوجتى وأبنى نور الدين 4 سنوات .. لعل جيل نور مسئول عن تغيير شهور الحزن فى
مصر والوطن العربى ..لعل جيله سيكون قادرا على تحقيق أحلام أجيال متعاقبة بالحرية
والديمقراطية والمدنية والتقدم العلمى ..ولعلنا ننجح فقط فى تمهيد الطريق لهم( فقد
ننفق العمر كله من أجل أن نحفر ثغرة ليمر منها النور مرة) أو ليمر منها (نور ) وجيله كله إلى أفق من الإنسانية والحضارة
والتقدم ...أو ليمر منها ( نور الدين )
الحقيقى وليس دين الإخوان أو الإرهابيين نور الدين الإسلامى المتحضر والوسطى ..والذى
قاد العالم كله فى عصور الظلام إلى نور التقدم والعلم والتحضروالعدل والحرية .ليس لدى شك أن سبتمبرسيتحول إلى شهر للفرحه
بفضل الأجيال القادمة ...الثورة مستمرة والنور فى نهاية النفق المظلم .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق