الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

ماسبيرو والإخوان

ماسبيرو والإخوان

22-9-2013 | 16:04


 New  0 Google +0  0  0 
طارق عبد الفتاح
ماسبيرو رهينة كل السلطات المتعاقبة منذ إنشائه ..تخلص مؤخرا من الأخونة ليدخل دوامة تخريب الشاشة المشوهة أصلا ! فالخبر يقول أن هناك نحو ألف إخوانى فى ماسبيرو بينهم خلايا نائمة وأخرى يقظه ! وهم يديرون الأن معركة التخريب بوسائل جديدة فبدلا من خطة صلاح عبد المقصود بإخونة المادة التحريرية بالكامل وفرض الضيوف الإخوان ومن على شاكلتهم بالأمر المباشر يوميا على كل البرامج وعوضا عن بعض المتأخونيين الذين تولوا مناصب قيادية فى العام الإخوانى الأسود مكافأة  لهم على ولائهم أو نفاقهم لجماعة الإخوان ..يتم التخريب على عدة محاور أولها إستضافة ضيوفا من فصيل الخلايا الإخوانية النائمة والغير مفضوح أمرهم تماما !..و إستضافة بعض الإخوان وإخفاء هويتهم الإخوانية وتقديمهم بإعتبارهم محللين سياسيين ! ويتم إختصار زمن الحلقة المقدمة أذا كان الضيف لا ينتمى للإخوان ! وإستخدام المخرجين الإخوان للقطات الواسعة البعيدة حتى يفقد المشاهد رغبته فى متابعة ما يشاهده هذا أذا كان منجذبا أساسا للتليفزيون المصرى  ! التخريب يمتد أيضا  لتغييرهوية بعض البرامج من قبل المعدين من برامج     ( سياسية ) إلى (وعظ دينى ساذج !)على طريقة بعض القنوات الدعوية ! يحدث أن يعتذر بعض الضيوف عن الحوار مع مذيعه إمرأة ويطلبون أن الحوار مع مذيع رجل ! حتى لا يرتكبوا ذنوبا أو ربما حتى لا يتعرضوا للفتنة !! ..و يتم أيضا إستقدام ضيوفا باهتين لإضعاف الشاشة المنهكة أصلا والفاقدة لمصداقيتها عبر عصور متعاقبة ! تفتقد البرامج  للديكورات الموحية و للتقارير وتفتقد للغة الصورة أساس فلسفة التليفزيون فهو..فمن الكوميديا السوداء أن تتابع حوارا تليفزيونيا بين المذيع وبين ضيفه أو ضيوفه دون وجود صور أو تقارير لما يثار ! فهذا يحول التليفزيون إلى إذاعة ! ويلغى هويته تماما ! وهذا للأسف ما يحدث فى 90% من البرامج المقدمة ! يستمر مسلسل تخريب التليفزيون بإفتقاده القدرة على التعاقد على مسلسلات وأفلام وأعمال درامية مصرية أو عربية أو أجنبية حديثة ومتميزة وإفتقاده للمراسلين فى كل إنحاء العالم .... تبقى المأساة أن ثورتين عظيمتين قامتا فى خلال عامين ونصف العام لم تصل أمواجهما إلى ماسبيرو قط !وظل حبيس سيده وهو السلطة الحاكمة وتوجهاتها حتى تحول ماسبيرو إلى بلياتشو يغير ألوانه وأقنعته حسب طلب السلطة ! وهذا معناه أن يبقى أبدا عاطلا عن الإبداع والمصداقية والجماهيرية !…يحتاج ماسبيرو لثورة إدارية وهيكلة كاملة كتلك التى تحتاجها وزارات مصر كلها وعلى رأسها الخارجية والداخلية والأوقاف والتعليم ..فلا يمكن أن تعود إدارة ماسبيرو من يد الإخوان إلى يد رجال مبارك ورموزه وبقايا عهده مرة أخرى وكأن قدر ماسبيرو هو قدر الشعب المصرى المخير فى السنوات الأخيرة دائما بين إختيار مرسى أوشفيق ! 
الشعب المصرى دفع ثمنا غاليا فى ثورتيه 25 يناير وإمتدادها الطبيعى 30 يونيو ..ويستحق إختيارات أفضل ..يحتاج تليفزيون الشعب أن يكون معبرا بحق عن أمال وتطلعات الملايين التى خرجت وغيرت النظام الحاكم مرتين وهذا يتطلب أن يحكم الثوار ماسبيرو لا أن يدار ببقايا أى نظام ..ولا أن يظل نظام الترقيات فيه وإختيار القيادات خاضعا لمبدأ المجاملة أو لتقارير مباحث أمن الدولة !! التى يشعر الكثيرون أنها مازالت تتحكم فى أختيارات قيادات ماسبيرو حتى الأن !…  كارثة ثورة يناير أن الثورة المضادة حكمت بديلا عنها ! ثم جائت حكومة (هجين ) من التكنوقراط والتقدميين والإخوان وبقايا نظام مبارك  لتحكم بديلا عن ثورة 30 يونيو ؟ فكان من الطبيعى الأ يحظى الشعب بإعلام يعبر عنه ! إعلام يتحدث بلسان ثورة يناير وإمتدادها التصحيحى ثورة 30 يونيو !لاتوجد وسيلة إعلامية واحدة تمثل الثورة حتى الأن ..! يوجد فقط إعلام السلطة وإعلام رجال المال والثروة المتمثل فى القنوات الخاصة .!
الثورة مستمرة .
خبير إعلامى 
tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق