الاثنين، 3 يونيو 2013

سيد فتحى محامى الوطن


سيد فتحى محامى الوطن

 سيد فتحى محامى بدأ نشاطه العام بالإنضمام للحركة الطلابية وهو مناضل سجن أكثر من مرة خلال حكم مبارك وهو محامى الشهداء ومحامى ضحايا حريق فساد مبارك فى مسرح بنى سويف وهو محامى الحسينى أبو ضيف وهو محامى أحمد دومة وبسبب مرافعه أنفعل فيها فارق الحياة بعدها ....هو محامى الفقراء والعمال والكادحين وهو ايضا أمتداد نبيل لنبيل الهلالى بكل قيمه ومبادئه أسس مركز الهلالى للحريات وأختار أن يكمل ما بدأه الحقوقى الكبير نبيل الهلالى ... هذا ملخص مخل لحياة حافلة بالكفاح والعطاء للوطن وللإنسانية وإنحياز لا تخطئه العين للبسطاء والفقراء والكادحين .ولكن سيد فتحى الذى أعرفه قدمته لى صديقة إعلامية منذ أكثر من  18عاما  ... كنت متشككا فى أن هذا الشاب النحيل الهزيل الجسد الذى لا يملك مكتبا خاصا للمحاماة سيكون قادرا على أن يتولى بعض أمورى الخاصة ..ثم  أكتشفت فيه أنسانا بسيطا ومتواضعا ويساريا  سلوكا لا كلاما ..يصعب أن تجد أى مسافة بين ما يؤمن وما يفعل ....تحولت علاقتنا إلى صداقة ..وأكتشفت حسا فنيا خفيا بداخله فلم يتردد مرة واحدة أذا دعوته لعمل مسرحى أو فنى ..بل كان يأتى ممتلئا بفرح طفولى أنه سيشاهد عملا فنيا متميزا ..لم نكن تزوجنا بعد  وكان يتردد على منزلى وإلتقى بأسرتى فخلق علاقة إنسانية وصداقة مستقلة بوالدى رحمه الله ورحم صديقى سيد فتحى فهما ينتميان لنفس المدرسة الفكرية فكان من السهل أن يلتقيا ... أجمل ما يميز سيد فتحى هو بساطته وتفاؤله اليقينى بمستقبل البلد توقع الثورة ولكنه فوجىء بسرعة حدوثها فى 2011 وزادته تجربة السجن إيمانا بهذا الشعب.
شعرت بسعادته عندما تزوج وصار أبا وشهدت صحته تحسنا وبدأ يقلل من التدخين وزاد وزنه قليلا ..لم يتأخر يوما عن أى إستشارة قانونية أطلبها منه ..وكنت أجد صعوبة فى الإتفاق معه على أتعابه فقد كان يفضل أن يترك لى أنا تحديدها ولم نختلف يوما بسببها لم يكن ماديا أبدا .. ..وكان ملما بالقانون بشكل رائع ..... ..أتذكر أننا كنا نتبادل بعض الهدايا والعزومات والملابس وما نحتاجه فى تطبيق مثالى للإشتراكية فالذى لا أحتاجه يأخذه منى والذى لا يحتاجه أخذه أو يمنحه للأخر ..لقد منح عمره جهده وأعصابه وفكره وعمله للفقراء والعمال والمساجين وللمبادىء التى تربى عليها .......سألته مرة معاتبا كيف يقبل قضية عادية لا أهمية كبيرة لها بعد أصبح متخصصا فى الدفاع عن قضايا الوطن فأجاب أتعابها سيجعلنى أستمر فى تلقى قضايا كثيرة لموكلين لن يتمكنوا من دفع أى أتعاب !
لم تكن قضية أحمد دومة فقط بل قبل أيضا التحقيق والبحث فى الموت الغامض للإعلامى والزميل المذيع بالقناة الأولى عبده عباس الذى مات فجأة بعد مشاركته فى عدة مظاهرات أمام الإتحادية !ولكن القدر لم يمهله الفرصة لإستكمال كل دفاعاته ...إختياراته تعكس إنحيازاته كان محاميا للوطن لمصر العمال والفلاحين والسجناء والثوار والشهداء والمصابين ..كان محاميا لمصر التى تكسر قيودها وتحاول إنتزاع حريتها من مغتصبيها ...كان محامى الفقراء وكان يحزنه أن نظام الإخوان سبب خللا فى ميزان العدالة فعقد مهمته فى الحصول على حقوق الشهداء والمصابين !كان أفضل من ترافع فى أول جلسات المخلوع أمام القاضى محمد رفعت وجلجل صوته بالحق ولامس التاريخ فى لحظة لن تتكرر .
كثيرا ماذهبت إليه طالبا نصحه ورأيه فى أمور شخصية وكان لا يبخل لا بوقته ولا علمه ولا صداقته على محبيه أتصور أن الحب هو ما قتل سيد فتحى فقد أحب مصر كثيرا وأحب الفقراء والمضطهدين والمسحوقين ومنحهم من أعصابه وجهده الكثير وعندما شعر أن الإخوان يحولون بينه وبين أن يهديهم بعضا من العدل قرر أن ينضم إليهم هناك فى السماء حيث العدالة الحقيقية .
...سيد فتحى محامى الوطن وداعا .

طارق عد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmai.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق