الإستقلال التام !
أننا لم نعرف ماذا جرى
لجنودنا !لا كيف خطفوا ولا كيف عادوا!
وما هى الصفقة ؟ ومن
كان يدير المفاوضات ومع من ؟وما هو المقابل كل ما نعرفه أن الرئيس كان بالغ الحرص
على سلامة المختطفين و(الخاطفين ! ) فالشفافية غائبة! والألم والمهانة لا توصف !
تأتى الصفعة من وكلاء وعملاء الكيان الصهيونى المغتصب من الخونة
وتجار الدين الذين يلون زراع الوطن ويحلمون بتنفيذ مخطط الصهاينة والأمريكان
بتقسيم مصر وإقامة إمارة لهم فى سيناء !
التفاوض معناه أننا تحولنا
إلى دولة فاشلة مثل أفغانستان وباكستان التى منحت مرسى دكتوراة فى الفلسفة! التفاوض
يمنح شرعية للإرهابيين وإعتراف كامل بالإنسحاق والإخفاق وأن الدولة أنتهت
!المفاوضات خذلان للشرطة والجيش معا وإعتراف بضعفهما وقلة حيلتهما !
وأذا كنا بارعين هكذا
فى تحرير جنودنا السبعة فلماذا تركنا أربعة من ضباط الشرطة وجنودها المخطوفين ونسى
الجميع قضيتهم عدا أهلهم
وزوجاتهم المكلومات !ولم
يجد مرسى سوى أن يعرض عليهن أن يطلقن من أزواجهم ! فعذابات الزوجات وحسرتهن على إزواجهم من وجهة نظر
الرئاسة هى مشكلة إشباع جنسى! ياللعار !
أخطر السيناريوهات هو ما
يتردد على لسان الصحفية نور الهدى زكى من أن الجنود كانوا فى غزة وأن إرهابيا
سابقا هو من قاد مفاوضات الفراج عنهم مقابل الإفراج عن عددا من الإرهابيين
المدانيين بإحكام فى السجون المصرية وأنه تم الإفراج بالفعل عن هؤلاء الإرهابيين
!!...وهل حقا يوجد شرخ بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش ؟ أم إتفاق وتوزيع أدوار
!سؤال مشروع !
هذه الصفقة أن صحت ستودى بسمعة الرئيس وستقلل من
شعبية السيسى وستؤثر على سمعة القوات المسلحة المصرية تماما وستهتز ثقة الشعب فى
جيشه ! شرخا داخليا أخرسينشأ بين الجنود والضباط
وبين قادتهم !
أذا لم يطهر الجيش
سيناء ويقضى على تنظيم القاعدة والبؤر الإرهابية ويبسط قواته فى كامل الأراضى
المصرية فلن تقوم لمصر قائمة !
كانت أمام الفريق أول
عبد الفتاح السيسى فرصة تاريخية لإستعادة سيناء الضائعة بسبب إتفاقات العار
المسماة كامب ديفيد ! ولا أبالغ أن إستعادة سيناء معناه أيضا أنتصار للثورة
المصرية ذاتها بشوطيها الأول الذى بدأ بحركة الضباط الأحرار فى 52 وطرد المستعمر
والتوجه نحو ترسيخ معنى الإستقلال الوطنى وشوطها المكمل فى 25 يناير بثورة الأحرار
من الشعب لإعادة الإستقلال الوطنى الذى فرطت فيه الثورة المضادة ممثلة فى نظام
كامب ديفيد بشقيه السادات مبارك فغياب
معنى الإستقلال الوطنى هو ما أجهض الثورتين معا فعملت الثورة المضادة بعد عبدالناصر
على التفريط فى معنى الإستقلال الوطنى بمعاهدة السلام التى إنتقصت سيادة مصر على
أراضيها وسلبت إرادة القرار السياسى ! غياب الإستقلال الوطنى فتح ثغرة للكيان
الصهيونى لضرب ثورة ينايرمن خلال دعم جماعات الإرهاب المأجورة فى سيناء وتحويل
ربيع مصر الثورى إلى شتاء متأسلم مخيف
.... هذه فرصة ذهبية للجيش المصرى
لكتابة تاريخ جديد لهذه البلاد بالتحرر من التبعية الأمريكية ..ولكن أذا صحت أنباء
الصفقة فستبقى التبعية على ما هى عليه ..وسيتكرر قتل وخطف جنودنا من سيناء وربما
يختطفوا من القاهرة مستقبلا !
نتائج كارثة رفح وقبلها
قتل جنودنا الثمانية المقتلوين بخلاف الحادث الأخير وفكرة غياب السيادة عن سيناء
هى أشبه برجل يسكن فيلا جميلة حصنها جيدا من كل الجوانب ولكنه تركا بابا واحدا
مفتوحا فدخل منه اللصوص والمجرمين وكل أنواع الحشرات !
أمن مصر القومى فى خطر
كرامتها ضائعة ..لن يرحمنا التاريخ ولن تغفر لنا الأجيال القادمة ....أرى أن شعار
ثورة 1919الذى نادى بالإستقلال التام أو الموت الزؤام مازال صالحا للنضال من أجله.
فى قضية سيناء أما أن نكون أو لا نكون هذه هى
المسألة !
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق