Albedaiah at: Saturday, June 8, 2013 - 18:39
علي جريدة البداية 8 يونيو 2013
علي جريدة البداية 8 يونيو 2013
طارق عبد الفتاح يكتب عن سيد فتحي: عندما تموت مختنقا بحبك وأحلامك
يفجعنا
الموت المفاجىء للأحباب يجلدنا ويشعرنا ليس فقط بألم الفراق ولكن بالصدمة
وبأسئلة تمنعنا عقيدتنا عن طرحها من نوع كيف ولماذا ؟ يذكرنا أيضا بحقيقة
كوننا تراب سيزول سريعا ..وبتفاهة الحياة ..وتتجسد صراعاتنا كنوع من العبث
والمعارك الوهمية أمام حقيقة واحدة مريرة هى الموت ...الحقيقة الوحيدة
المؤكدة فى الحياة ........لا نناقش كيف ولا نعترض بلماذا ؟ ولكن نتسائل
فقط لماذا يصر الموت على أن يخطف أجمل وأنبل من فينا ! لماذا هو مفاجىء
ويأتى فى شرخ الشباب أو منتصف العمر وقمة العطاء والنضج لينهى أهدافا
وأحلاما فى بدايتها !
تمتد علاقتى بسيد فتحى لأكثر من 18 عاما ..بدأت كعلاقة موكل بمحامى تم تحولت لصداقة ..وأمتدت معرفته بأسرتى فصار صديقا لوالدى رحمه الله ..فكثيرا ما خرجا معا وترددا على مقاهى ومطاعم وسط البلد أو فى شقتنا المتواضعه ...فقد كانت أرضيتهما الفكرية واحدة ..وكانا يؤمنان بالثورة إيمانا يقينيا لا يتزعزع ..رحل والدى قبل قيام ثورة يناير بشهر واحد !...ورحل سيد فتحى من أسابيع قليلة قبل أن تكتمل الثورة ! وكنت أنا من يشكك فى قيام قائمة المصريين وكنت كافرا بالشعب وبالثورة !
سيد فتحى واحد من البشر الذين يندر أن تجد هوة بين ما يؤمن وبين ما يسلك من فعل ...هو إشتراكى سلوكا لا كلاما ...أتصور أن أخلاصه العميق لعمله ولمبادئه ولأسرته ولأصدقائه ..هو ما قضى عليه ! فقد كان يعطى من جهده ومن عرقه ومن فكره للعمال والكادحين والفقراء والسجناء السياسين ..كان يعطى دون إنتظار لمقابل ..من منطلق الحب والعشق لقضايا البسطاء ومن منطلق الإخلاص لهذا الوطن ! مات سيد فتحى ..لم يتحمل قلبه كل هذا الحزن على الوطن وعلى الشهداء وعلى موكليه الذين أقسم أمام الله والوطن أن يدافع عن حقوقهم ...عندما تولى الإخوان الحكم و تحكمت الثورة االمضادة فى الثورة ..كانت آلام سيد فتحى تتزايد فهو مطالب بالمستحيل أن يعيد للشهداء والمظلومين والسجناء حقوقهم ولكن النظام والقوانين والسلطة والثورة المضادة هى التى تتحكم وتحكم !فقرر سيد أخيرا الأ يبقى فى أرض الباطل ويرحل بجوار الشهداء فى سماء الحقيقة حيث العدل الكامل ! ..تبادلت مع سيد فتحى الأفكار والأراء والأمنيات وتقاسمنا الطعام والشراب والملابس والهدايا فى تطبيق طفولى رائع لجوهر الإشتراكية ! كنا فى بداية طريقنا العملى وكان تبادل هذه الأشياء هو ما يشعرنا بإنسانيتنا ...وكان أجمل ما تبادلته مع سيد فتحى هو أننى كنت أمنحه تشاؤمى من المستقبل وإحباطى فى الغد وكان يمنحنى هو التفاؤل اليقينى بالثورة وبالتغيير وبأن النصر قادم لا محالة !...بدأ سيد فتحى نشاطا طلابيا سياسيا وشارك فى الحياة السياسية المصرية فاعلا ..وكان أفضل تلامذة الراحل نبيل الهلالى وسار على نفس الدرب ..حاملا نفس المبادىء النبيلة بكل إخلاص وجلد القديسين والمجاهدين ....لا أعرف ما سر أن تخطف منا الحياة أنبل من فينا ؟ مازلت أذكر أصدقائى وزملائى المبدعين الذين أحرقهم فساد مبارك فى محرقة مسرح بنى سويف المريعة ..57فنانا ومبدعا أحترقوا بخلاف 100 متفرج أخرين !صدمه مريعة ! جعلتنى أقرر الهجرة من مصر ! وجعلت سيد فتحى يقرر الدفاع فى ساحات المحاكم عن حقوقهم محاولا جلب القصاص لأسرهم !لا تم القصاص الحقيقى ولا أنا هاجرت !قتل الحب سيد فتحى أحب بلده بعمق وأحب العمال والفلاحين والسجناء والمقهورين والفقراء والشهداء والمصابين ..أحب أصدقائه وزملائه وأسرته وأخذ يوزع من روحه ويقسمها على محبيه وعلى قضايا الوطن ...لم يتحمل قلبه كل هذا العطاء والبذل والحب فمات مختنقا بحبه ومات مختنقا بحلمه ....ولكن الحادث طرح عدة أسئلة موجعة... لماذا نمر كالأطياف أمام بعضنا البعض ولا نعمق أحيانا علاقتنا الإنسانية ببعض الأشخاص رغم أننا نحمل نفس الهم ونعيش نفس الحلم ؟لماذا تأخذنا الحياة إلى متاهات من العزلة ؟لماذا نصر أن نبقى غرباء ونكتفى بعدد قليل جدا من الصداقات ؟ رغم أننا متشابهين حد التطابق أحيانا ...؟ ولماذا لا يختار الموت الإ أفضلنا ؟ لماذا نظل وحداء فى هذه المسيرة الغامضة المسماة بالحياة ؟...رحم الله سيد فتحى قدر حبه لهذا الوطن وقدر إخلاصه لقضاياه وحرصه على مبادئه ...سيد فتحى لم يعد هناك الأن من يبث الأمل والتفاؤل فى روحى وفى نفسى ..فإلى لقاء قريب .
تمتد علاقتى بسيد فتحى لأكثر من 18 عاما ..بدأت كعلاقة موكل بمحامى تم تحولت لصداقة ..وأمتدت معرفته بأسرتى فصار صديقا لوالدى رحمه الله ..فكثيرا ما خرجا معا وترددا على مقاهى ومطاعم وسط البلد أو فى شقتنا المتواضعه ...فقد كانت أرضيتهما الفكرية واحدة ..وكانا يؤمنان بالثورة إيمانا يقينيا لا يتزعزع ..رحل والدى قبل قيام ثورة يناير بشهر واحد !...ورحل سيد فتحى من أسابيع قليلة قبل أن تكتمل الثورة ! وكنت أنا من يشكك فى قيام قائمة المصريين وكنت كافرا بالشعب وبالثورة !
سيد فتحى واحد من البشر الذين يندر أن تجد هوة بين ما يؤمن وبين ما يسلك من فعل ...هو إشتراكى سلوكا لا كلاما ...أتصور أن أخلاصه العميق لعمله ولمبادئه ولأسرته ولأصدقائه ..هو ما قضى عليه ! فقد كان يعطى من جهده ومن عرقه ومن فكره للعمال والكادحين والفقراء والسجناء السياسين ..كان يعطى دون إنتظار لمقابل ..من منطلق الحب والعشق لقضايا البسطاء ومن منطلق الإخلاص لهذا الوطن ! مات سيد فتحى ..لم يتحمل قلبه كل هذا الحزن على الوطن وعلى الشهداء وعلى موكليه الذين أقسم أمام الله والوطن أن يدافع عن حقوقهم ...عندما تولى الإخوان الحكم و تحكمت الثورة االمضادة فى الثورة ..كانت آلام سيد فتحى تتزايد فهو مطالب بالمستحيل أن يعيد للشهداء والمظلومين والسجناء حقوقهم ولكن النظام والقوانين والسلطة والثورة المضادة هى التى تتحكم وتحكم !فقرر سيد أخيرا الأ يبقى فى أرض الباطل ويرحل بجوار الشهداء فى سماء الحقيقة حيث العدل الكامل ! ..تبادلت مع سيد فتحى الأفكار والأراء والأمنيات وتقاسمنا الطعام والشراب والملابس والهدايا فى تطبيق طفولى رائع لجوهر الإشتراكية ! كنا فى بداية طريقنا العملى وكان تبادل هذه الأشياء هو ما يشعرنا بإنسانيتنا ...وكان أجمل ما تبادلته مع سيد فتحى هو أننى كنت أمنحه تشاؤمى من المستقبل وإحباطى فى الغد وكان يمنحنى هو التفاؤل اليقينى بالثورة وبالتغيير وبأن النصر قادم لا محالة !...بدأ سيد فتحى نشاطا طلابيا سياسيا وشارك فى الحياة السياسية المصرية فاعلا ..وكان أفضل تلامذة الراحل نبيل الهلالى وسار على نفس الدرب ..حاملا نفس المبادىء النبيلة بكل إخلاص وجلد القديسين والمجاهدين ....لا أعرف ما سر أن تخطف منا الحياة أنبل من فينا ؟ مازلت أذكر أصدقائى وزملائى المبدعين الذين أحرقهم فساد مبارك فى محرقة مسرح بنى سويف المريعة ..57فنانا ومبدعا أحترقوا بخلاف 100 متفرج أخرين !صدمه مريعة ! جعلتنى أقرر الهجرة من مصر ! وجعلت سيد فتحى يقرر الدفاع فى ساحات المحاكم عن حقوقهم محاولا جلب القصاص لأسرهم !لا تم القصاص الحقيقى ولا أنا هاجرت !قتل الحب سيد فتحى أحب بلده بعمق وأحب العمال والفلاحين والسجناء والمقهورين والفقراء والشهداء والمصابين ..أحب أصدقائه وزملائه وأسرته وأخذ يوزع من روحه ويقسمها على محبيه وعلى قضايا الوطن ...لم يتحمل قلبه كل هذا العطاء والبذل والحب فمات مختنقا بحبه ومات مختنقا بحلمه ....ولكن الحادث طرح عدة أسئلة موجعة... لماذا نمر كالأطياف أمام بعضنا البعض ولا نعمق أحيانا علاقتنا الإنسانية ببعض الأشخاص رغم أننا نحمل نفس الهم ونعيش نفس الحلم ؟لماذا تأخذنا الحياة إلى متاهات من العزلة ؟لماذا نصر أن نبقى غرباء ونكتفى بعدد قليل جدا من الصداقات ؟ رغم أننا متشابهين حد التطابق أحيانا ...؟ ولماذا لا يختار الموت الإ أفضلنا ؟ لماذا نظل وحداء فى هذه المسيرة الغامضة المسماة بالحياة ؟...رحم الله سيد فتحى قدر حبه لهذا الوطن وقدر إخلاصه لقضاياه وحرصه على مبادئه ...سيد فتحى لم يعد هناك الأن من يبث الأمل والتفاؤل فى روحى وفى نفسى ..فإلى لقاء قريب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق