دراما رمضان المثيرة !
نافست دراما الواقع
دراما المسلسلات التليفزيونية هذا العام فشهر رمضان لم يكن إستراحة العابدين
الصائمين ! صدمنا بالتشكيل الوزارى ثم أحداث النيل سيتى و دهشور ورفح وإنقلاب مرسى
على المجلس العسكرى !ثم إغلاق الفراعين
ومصادرة الدستور! والتحقيق مع رئيس كلا منهما ثم إلغاء صفحتى الرأى بالأخبار و والصفحة
الثقافية بجريدة الجمهورية ! ثم مصادرة صحيفة الشعب بسبب مقال رئيس تحريرها الذى
أنتقد فيه جهاز المخابرات وتجنيده للبعض أمثال عكاشة ! وهذه المصادرة الأخيرة
غريبة بعض الشئ فمجدى أحمد حسين هو مناضل سياسى إسلامى سجن بسبب إعتراضه ومقاومته
لسياسات مبارك وهو أول من ساعد الأخوان المسلمين للوصول لمقاعد مجلس الشعب بتحالفه
معهم من خلال رئاسته لحزب العمل ! وحتى
مقاله يعتبر تأييدا للخط العام لسياسات الأخوان وفيه كشف وتعرية لقناة الفراعين
وجريدة الدستور ودورهما المخابراتى على حد رأى الكاتب !
أما دراما المسلسلات
الفضائية فقد جاءت مليئة بالدماء والعنف !فلم ترحم المشاهد المجروح والمصاب بعد
ثورة ضحى فيها بروحه ودمائه وعيونه !
القتل يجسد بكل وحشية
أمام المشاهد !
أغلب الشخصيات مشوهة
ومنحرفة أو فى طريقها للإنحراف .
لم يستطع عملا واحدا أن
يؤرخ دراميا للثورة أسبابها وتطوراتها وهواجس المستقبل !
الواقع يشى بإنهيار
إخلاقى وإقتصادى وإجتماعى شامل قبل الثورة وبعدها !والذين يلومون على الدراما
إستخدامها لهذه الألفاظ ! عليهم فقط أن يتجولوا فى شوارع المحروسة بعد شهر من
العبادة والصيام ليروا حالات التحرش بالمرأة والالفاظ النابية والمطاوى فى يد الصبية والشباب !
الفن لا يمكن أن يبقى
ملفترا منقى بعيدا عن واقع ملوث !
دراما رمضان لم تسبر
غور 30 عاما من الفساد !
فى مسلسل البلطجى يقترب
المؤلف من تلك العلاقة الوثيقة بين بلطجية الحزب الوطنى وبلطجية يمسكون بالسنج
والمطاوى وهم ضحايا للبلطجية الكبار ! كنت أتمنى أن يتم تعرية زبانية مبارك بشكل
أكبر ويسلط الدور على ثرائهم الفاحش وتوحشهم وإفسادهم للحياة السياسية ! عبقرية
الإنفعالات المكبوتة فى إداء آسر ياسين فى
حيث الصراع بين تكوينه الإنسانى الخير ووسط البلطجة الذى فرض عليه أن يكون
زعيمه !وتقدم إنتصار دورا جديدا عليها وعلى الدراما التليفزيونية وهو دور المرأة
البلطجية إفراز نظام مبارك الذى أدخل النساء عالم البلطجة!
تجمع نجوم السينما فى
الدراما التليفزيونية لإسباب إنتاجية فكان أمامنا 70 مسلسلا !...تألق جيل الوسط من الفنانين وعلى رأسهم
غادة عبد الرازق وآسر ياسين معهم جيل وسط من المخرجين والمؤلفين ومهندسى الديكور ...
غادة تقدم واحد من أقوى وأروع أدوراها على الأطلاق المحامية القوية البراجماتية التى تتعرض لمؤامرة تدمر أسرتها فتنتقم بهدوء ..!.. كما
يقدم عدد كبير من الوجوه الجديد أوراق إعتماده منهم يوسف الشريف فى رقم مجهول وأحمد مالك الذى قدم دور المراهق
المدمن فى مسلسل مع سبق الإصرار ببراعة وإتقان ممثل كبير والمفاجأة أن هذا الشاب
الذى لا يتعدى عمره ال 17 عاما كان قد شارك فى ثورة يناير وأصيب بنزيف فى المخ من
جراء أعتداء الشرطة العسكرية عليه! أذن نحن أمام فنان موهوب وثائر صغير...
! يتألق عمرو عابد فى
نفس العمل ويؤكد أنه قادم بقوة فى السنوات القادمة .
هناك إسراف فى إستخدام
لقب نجم فى تترات الأعمال !ربما يكون مقبولا إستخدام اللقب فى السينما أو مع بعض
كبار الفنانين وليس مع جيل الوسط من الفنايين .
ويحاول نجوم الصف الأول
البقاء فى الساحة ويبدو أنهم يخوضون صراعا أساسيا مع الزمن بخلاف صراعهم مع جيلى
الوسط والشباب.
كل الأمنيات الطيبة
للصديق العزيز ورفيق الكفاح مجدى شندى بالشفاء العاجل .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarek.expert@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق