لا تتبرعوا !
مهرجان التسول عبر
الفضائيات جريمة مركبة ..حملات إعلانية كل دقيقة فى كل القنوات تطالبك بالتبرع
لعشرات المشاريع والمؤسسات والأسئلة
تتزايد ؟ هل من حق الجمعيات إستخدام أموال المتبرعين فى حملات إعلانية تليفزيونية
؟ هل تم إستئذان المتبرعين ؟وماذا أذا لم
تحقق تلك الإعلانات نجاحا ؟ وأين ستذهب الأموال اذا حققت مزيدا من التبرعات ؟ من
جرائم تلك الإعلانات إستغلال الأيات القرأنية وبعض رجال الدين المنتسبين لزمن
مبارك والمشاهير لحث المواطنين للتبرع فى مشروعات لن يعلم المتبرع عنها شيئا !
بعض المشروعات تجمع التبرعات من عدة سنوات ولم
نرى تقدما ولو لخطوة واحدة فى المشروع المعلن عنه! ثم إستغلال الأطفال بشكل مبتذل
ومهين! أين جمعيات حقوق الأطفال ! وهل يمكن قبول هذا الإبتزاز العاطفى الرخيص !
وهل من المقبول إستخدام الإطفال لعرض أمراضهم وعجزهم على هذا النحو الجارح ! الأ
يشبه ذلك شخصية (صانع العاهات) فى رواية
نجيب محفوظ المتخصص فى إصابة وتشويه الأطفال حتى يتسول بهم !ما الفرق ! الفرق أن التسول
هنا على نطاق أوسع جماهيريا !... وقد يرى البعض أن الغاية تبرر الوسيلة والمهم أن
يتبرع الناس ويمنحون أموال زكاتهم لهؤلاء ! ولكن كثير من هذه المؤسسات مشبوهه ولا
تخضع لرقابة وأشراف دقيق وأغلبها نشأت فى زمن الفساد الأعظم زمن مبارك وعصابته !
الشيخ عبد العزيز النجار
مدير إدارة الدعوة بالأزهر الشريف قال لى ( لا يجوز لأى جمعية أن تنفق من أموال
التبرعات على الإعلانات فليس من حق الوكيل أن يغير الوكالة أو أن يستثمر هذه
الأموال أو يستخدمها فى غير الغرض المخصص لها وهو التبرع بها للفقراء فلا يجوز
شرعا إدخار هذه الأموال ولا إستثمارها متى وجد من يستحقها ) ثم كانت المفاجأة
عندما أخبرنى فضيلة الشيخ أن جمعية الزكاة بالأزهر فيها عبث كبير! وأن وضعها فى
ودائع بنكية غير جائز وقد صدرت فتوى من لجنة الفتوى بالأزهر أيضا بعدم جواز ذلك
ولكنهم تحايلوا فى الأزهر على الأمر بقولهم
أنهم يضعون أموال الزكاة فى ودائع وعندما يجدون فقيرا يفكون الودائع !وكأن مصر قد
خلت من الفقراء !
ثم يضيف الشيخ عبد
العزيز النجار أن الجمعيات التى تتلقى التبرعات تهين الفقراء بما فيها جمعية
الأزهر فيطلب من الفقراء تقديم أوراق متعددة تثبت فقرهم ويقومون بعمل بحث عن
حالتهم فى منطقة سكنهم !... ثم بعد رحلة البحث الورقى المهين يقفون فى طوابير
طويلة ويتم إذلالهم وإهانة كرامتهم قبل أن يحصلوا على هذه التبرعات !! وينصح فضيلته
المسلمين أن يخرجوا صدقاتهم وتبرعاتهم للفقراء المحيطين بهم والذين يعرفونهم
ويدركون مدى حاجتهم للصدقة .)
هذا الأمر يشمل أيضا
جمعيات أخرى للأسف تدعى أنها تساعد من تراكمت عليه الديون ولم يستطع سدادها فيما
يسمى (سهم الغارقين )!هذه الجمعيات ذهب إليها الكثيرين ومعهم الأوراق التى تدل على
إستحقاقهم للمال وعجزهم عن سداد ديونهم ولكنهم لم يحصلوا على مليم واحد من تلك
الجمعيات !
للأسف يستغل البعض
مناصبهم الدينية التى شغلوها بأمر من مبارك فى مزيد من الفساد المستتر خلف الدين !
ويستغل البعض شهرته العلمية العالمية فقد كان مشروع زويل مثلا سببا فى تشريد طلاب
جامعة النيل التى وهبت أرضها ومبانيها بما فيها لصالحه مشروع زويل !بقرار وزارى من عصام شرف !ومازال زويل يجمع التبرعات
ولا نعرف متى سنرى جامعته ومشروعه وهل يمكن أن نبنى مجدا ونهضة على تعاسة طلاب
متفوقين !
لا تتبرعوا وحاكموا
هؤلاء الذين أستغلوا الدين والطفولة البريئة ليجمعوا أموالا يجمدونها فى ودائع
بنكية !ويظل الفقير الحقيقى ضائعا محروما بين الجمعيات الفاسدة ومدعى التسول ممن
يرتدون ثوب النظافة وينتشرون فى الشوارع أواخر
شهر رمضان ليسلبوا الفقراء حقهم ويشوهوا شهرا كريما أراده الله رحمة بنا وبالفقراء
بشكل خاص ...على المسلم أن يتحرى أن تصل زكاته وصدقاته وتبرعاته لمستحقيها ..
اللهم لا توأخذنا بما فعل السفهاء منا .
لكن كيف نطالب الحكومة
بوقف التسول المزيف أذا كانت هى بدأته بطلب قرض من البنك الدولى !
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarek.expert@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق