الاثنين، 23 يوليو 2012

ديوان المظالم


نشر في جريدة المشهد يوم 22-28 يوليو 2012

ديوان المظالم!

سيادة الرئيس لم تظهر لك (كرامات)  أو حتى علامات على الطريق  حتى الأن !..ماذا عن  المعتقلين فى السجون العسكرية والمدنية ..ماذا عن حق الشهداء الذى هو فى رقبتك ؟... أين رئيس الوزراء المستقل والحكومة الإئتلافية ! أين المجلس الرئاسى المعاون ...أين حتى العلاوة الإجتماعية ! أين خطوات إعادة الأمن وهيكلة مؤسسات الشرطة والأجهزة الأمنية والإعلام والقضاء والخارجية !
السجناء والمعتقلون المصريين فى السجون السعودية !هل ستكتفى بعودة شيماء عادل من السودان ! إنتصار هزيل لا يكفى يا مولانا ... الشعب المصرى تغير يا سيادة الرئيس لم يعد نفس الشعب الصبور الذى ثار بعد 20 عاما من فساد مبارك وعصابته ! الشعب المصرى لن يمنحك أكثر من المائة يوم التى وضعتها لنفسك ..وهى فخ أخر وضعته بنفسك لنفسك !
 محاولاتك لحل مشاكل الجماهير واجب وطنى وإحساس عالى بالمسئولية ولكن إختيار أسم ( ديوان المظالم ) غير موفق ويعيدنا قرونا للوراء إلى (بيت المال )و(شهبندر التجار) !.... دعنا نقتفى  أثار الماضى المضىئ بمعايير زماننا ومفرداته .. ربما تكون قد وصلتك مئات الآلاف أو ملايين الشكاوى والمظالم أغلبها لأصحاب حقوق سلبت فعلا وبها كثير من الشكاوى الكيدية أو التى تحاول إنتزاع مكاسب ليست من حق أصحاب الشكاو فمن الذى سيفصل فى هذه الشكاوى أو( المظالم )  أذا أردت التعبير القديم !هل لديك لجنة من المتخصصين والمستشارين ؟..وهل سيتم التدقيق والتحقيق فى كل شكوى أم سترسلها للجهات المختصة بالشكوى لدراستها ! أذا أرسلتها لهذه الجهات فكأنك تجعل من المشكوى منه حكما على الشكوى وهذا عبث ولن يحصل صاحب حق على حقه أبدا بهذه الطريقة !

لابد من وجود لجنة محايدة لدراسة الشكاوى وخلق آلية قوية وسريعة للفصل فيها وإعادة الحقوق للمتظلمين ثم إعلان الشعب بما تم إنجازه فى هذا السياق .
أن ديوان المظالم الذى هو مقترحك وفكرتك يمكن أن يتحول إلى فخ كبير لسيادتكم لأن مئات بل ملايين الشكاوى التى وصلتكم اذا لم يحصل معظم أصحابها على حقوقهم فأنهم سينقلبون ضدك ليس فى الأنتخابات القادمة ولكنهم سيشكلون موجة الثورة القادمة التى لن تحتاج إلى أسباب للثورة أكثر من مرارة إحساسهم بالظلم مضافا اليه الأحساس بالخديعة من مؤسسة الرئاسة !وأن ثورتهم سلبت وأن الرجل القابع فى القصر عاجز عن تحقيق أبسط الأمور وهى رفع ظلم عن موظف هنا وعامل هناك !لن يكونوا فى إحتياج لمن يقلبهم عليك وعلى حزبك وجماعتك سيادة الرئيس سيكونون نارا حارقة مستمدة من نار الظلم التى تكوى صدورهم الأن ... أنتبه لهذا الديوان لأنه أما أن يتحول إلى سند شعبى ودعامة ودرع لك وأم أن يتحول إلى مقبرة لنظام حكمك .
أذا لم تنجح فى إعادة الحقوق لإصحابها ستكون بذلك قد قمت بعملية خداع لملايين المظلومين !
يضاف لديوان المظالم خط تليفونى ساخن لتلقى شكاوى المواطنين ولكن فى أول يوم تظلم  المظلومين من الخط فالدقيقة تكلف ثلاثة جنيهات والمسئولين يتركونهم على قائمة الإنتظار مما يكلفهم عشرات الجنيهات !
أنا مع منحك بعض الوقت ولكنى لا أضمن أن يمنحك الشعب نفس المدة الزمنية لأنك لم تقدم لهم حتى الأن (كرامات ) أو علامات على أنتمائك للثورة ومطالبها وأهدافها ..أستخدم الإصطفاف المؤقت حولك الأن وأنتزع سلطاتك وأبدأ فى تنفيذ أهداف الثورة هذا الألتفاف حولك  لن يستمر فى تقديرى أكثر من 3 أشهر لقد بدأت موجة من الاضرابات والأعتصامات هنا وهناك ...لقد بدأ تململ الكثيرين وأزدادت شكوكهم ..هل ترصد تحولات الرأى العام ؟.. نعلم أن هناك من يضع العقبات أمامك ويريدك أن تفشل وتصطدم وتقدم إستقالتك ولكنك يجب أن تفعل شيئا يا مرسى !أنت بصمتك وبإكتفائك بحضور حفلات تخرج الكليات العسكرية تساعدهم على تنفيذ مؤامرة تفشيلك !فهل ستنتبه ...ثم أذا كان هناك من يحاول حقيقة جعلك رئيسا بلا صلاحيات سواء أكان المجلس العسكرى أو الأجهزة الأمنية أو فلول الوطنى أوحتى ضغوطا أمريكية أو من جماعة الأخوان المسلمين نفسها  أو من  الجن الازرق !فأن عليك أن تقدم شكوى وتتظلم ( لديوان مظالم الشعب!) ... تتظلم للشعب  الذى أنتخبك وساعتها ستجده فى ظهرك يدعمك ويقويك ..لابد أن تعلمنا بما يدور فى الكواليس فنحن شركائك ومن جاء بك لهذا المكان ..أستمد العون والقوة والشرعية منا نحن !.... الموجة القادمة للثورة لن تكون كسابقاتها ... ستعصف بكل المترددين والمتباطئين والمتهادنين .
الثورة هى الحل.

طارق عبد الفتاح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق