الثلاثاء، 17 يوليو 2012

الرئيس وفساد ماسبيرو!


نشرفي جريدة المشهد 15-21يوليو 2012
الرئيس وفساد ماسبيرو !

تكليف شخصية مستقلة لتشكيل حكومة إئتلاف وطنى تلملم إشلاء الحركة الثورية هى البداية الصحيحة وليس قرار عودة مجلس الشعب ! ثم التنفيذ  السريع لبعض التعهدات التى قطعها الرئيس على نفسه فى برنامجه الإنتخابى كإعادة حقوق الشهداء والمصابين والإفراج الفورى عن المعتقلين فى السجون العسكرية .. أن هذه القرارات هى الكفيلة بدعم الرئيس وإنتزاع صلاحياته .. حكومة جديدة يختار رئيس الحكومة وزيرا للإعلام يكون الأخير.. مهمته إعادة هيكلة مؤسسات الإعلام !تمهيدا لإلغاء الوزارة نهائيا وجعلها هيئة مستقلة يشرف عليها  مجلس إدارة من خيرة المثقفين والإعلامين ونواب مجلس الشعب من مختلف التيارات الفكرية  .. الوزير الجديد أذا أراد إصلاح ماسبيرو فأن ذلك يجب أن يتم بخطوات متتالية منها : أولا تشكيل لجنة على مستوى عالى لأختيار قيادات جديدة تحل محل قيادات ماسبيرو التى تربت على السمع والطاعة لكل الأنظمة الحاكمة والتى لا يتمتع 90% منها بالكفاءة والقدرة على الخلق والإبتكار وإستبعاد كل من تورط فى مخالفات مالية أو إدارية.

الخطوة الثانية ستكون من خلال غربلة هذه القيادات الجديدة للكفاءات الموجودة داخل كل قناة تليفزيونية وإدارة من خلال مراجعة بيان الحالة الوظيفية لكل إدارى وإعلامى ..ثم توزيع المهام الإعلامية وفقا لإقدمية وكفاءة وخبرة كل إدارى وإعلامى ووضعه فى المكان الذى يستحقه وتنبأ عنه مؤهلاته وخبراته .
سيكون على كل قيادة جديدة أن تقوم بتفكيك جماعات المصالح سواء المنتمية لنظام مبارك أو تلك المنتمية لنفسها ولمصالحها المالية وهذه الجماعات قوية وتتحكم الأن فى أختيار القيادات وفرض من يحقق لها مصالحها وإستبعاد من تشك أنه يهدد مكاسبها المادية !
ثم تفعيل دور معهد التدريب التليفزيونى بحيث تكون دوراته التدريبية شرطا للترقى وشغل المناصب الهامة .. كما أن الإداريين والإعلاميين يجب أن يحصلوا على دورات متقدمة كل عامين لمزيد من الصقل . ثم توقيع بروتوكولات تعاون مع معاهد التدريب العالمية للإستفادة من تجارب الدول المتقدمة إعلاميا.

تحرير السياسة التحريرية من أى رقابة سياسية وإعطاء المعايير المهنية والموضوعية الإهتمام الأكبر .

لابد من إعادة هيكلة اللوائح الخاصة بميزانيات البرامج والأجور المالية فحجم ما يصرف سنويا على ماسبيرو لا يمكن قبوله ولابد من ضغط النفقات وميزانيات البرامج ومراجعة أجور القيادات  وتخفيضها ..والتى تكلف خزانة الدولة المليارات سنويا !
لابد  من ضم بعض القنوات والأكتفاء بعدد معين من القنوات مع توزيع العاملين عليها بشكل عادل ومتزن ..فهذا الإنفجار الكمى فى القنوات التليفزيونية لم يتقدم بالمنظومة الإعلامية خطوة للأمام بل أعادنا للوراء خطوات  !فقناة واحدة كالجزيرة خلقت شهرة ونجاحا إعلاميا فاق كل قنوات التلفزيون المصرى فالعبرة بالكيف لا الكم .
لهذا أتوجه للرئيس مرسى وأهمس فى أذنه البداية الصحيحة بإصلاح الإعلام فليس لدينا إعلاما حرا بل خادم ينتظر السيد الجديد لينافقه وينثر البخور فى الأتجاه الذى يريده الحاكم !فكما قال (الغريانى ) أن لدينا قضاة مستقلون ولكن ليس لدينا قضاءا مستقلا ! فأن لدينا إعلاميين شرفاء ومهنيين ولكن ليس لدينا إعلاما حرا ومتطورا !
 أن التليفزيون المصرى مختطف يا سيادة الرئيس من عصابات لا هم لها الإ إرضاء كل رئيس قادم والإحتفاظ بمناصبهم وأكياس نقودهم والمشكلة أن هؤلاء يقومون بالإعتصامات ويتظاهرون ويقدمون الشكاوى ويرتدون حلة الثوار ولكن من أجل ضرب الثورة والإبقاء على منظومة الفساد داخل إتحاد الإذاعة والتليفزيون ...إنهم المنافقون الذين شوهوا الثورة والثوار ودافعوا عن مبارك ونظامه ثم تحولوا ليمجدوا المجلس العسكرى وقياداته الحكيمة ! وهم الأن ينافقون سيادتكم أيها الرئيس وغدا سيدافعون عن الشيطان لو تولى حكم مصر !
إعادة الهيكلة وتغيير القيادات الحالية ووضع معايير سليمة للترقى وتقلد المناصب وضغط المصروفات وتحرير الإعلام من علاقة التبعية للحاكم والتخلص من تكتل جماعات المصالح داخل ماسبيرو هى البداية السليمة ووقتها ستجد إعلاما مخلصا للوطن وللثورة وللحق والخير والجمال .
...أذا صدقت النوايا.. صدق العزم ووضح الطريق .....
الثورة تعنى التطهير وإعادة الهيكلة فى كل المؤسسات .
الثورة هى الحل .

طارق عبد الفتاح
tarekart64@hotmaiil.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق