الخميس، 28 يونيو 2012

المعتقلون يا رئيس الجمهورية

نشر المقال بجريدة المشهد  العدد 25 من 8-14 يوليو 2012


المعتقلون يا رئيس الجمهورية

الرئيس محمد مرسى وقيادات الشرطة حوله على طاولة الأجتماعات مشهد ينتمى لمسرح العبث واللا معقول! .. فسجين الأمس القريب صار الرئيس .. وقيادات الشرطة بدلا من إستجوابه أو  تعذيبه يقدمون له أجل آيات التوقير والإحترام !ومشهد الرئيس المخلوع الملقى فى سجن طرة يعكس المفارقة ويؤكد بجلاء أن ثورة قامت قلبت الأوضاع وبفضل تضحيات الشهداء والمصابين والسجناء والمعتقلين جلس السيد مرسى على الكرسى ! ولهذا لا أفهم كيف يبقى آلاف  السجناء من النشطاء السياسين والثوار فى السجون العسكرية ! هؤلاء السجناء كل تهمتهم المشاركة فى الثورة ! فهل الثورة جرم ! لابد أن يتم الأفراج الفورى عنهم ولابد من إعادة محاكمتهم أمام القاضى الطبيعى وليس العسكرى !
كيف يمكن أن تنام سيدى الرئيس وهناك آلاف الأبطال والمناضلين الذين صنعوا الثورة وأتوا بك للرئاسة وهم فى غياهب السجون العسكرية ! وأنت تعلم أكثر منى معنى السجن السياسى ومرارته !نريد أن نعلم العدد الحقيقى لهؤلاء السجناء ... أن أى رئيس جديد يكون أقرب وأسهل وأهم قرار له هو الإفراج عن سجناء الماضى وبدء صفحة جديدة مع المستقبل فعلها كل رؤوساء مصر السابقين بما فيهم الديكتاتور المخلوع مبارك الذى أفرج عن كل السجناء الذين أعتقلهم نظام السادات فكيف لا تفعلها وأنت الرئيس المنتخب ! وفعلها السادات مع سجناء الفترة الناصرية ! وربما جماعة الإخوان المسلمين أكثر التيارات السياسية التى تعرضت للإعتقال والإفراج مع تغير الأنظمة ..لا أفهم سيادة الرئيس أن يبقى مظلوم واحد فى السجون ..بعض الرؤوساء عبر التاريخ يقومون بالأفراج حتى عن السجناء الجنائيين أى القتلة واللصوص .. من أجل أن يبدأ المجتمع  تنفس الهواء النقى فما بالك بسجناء الرأى والنضال زملائك سيادة الرئيس ورفاق الدرب .
لعل لقائك مع النائب  العام يثمر عن تقديم الأدلة الحقيقية لإعادة المحاكمات وإعادة الحق لأصحابه فلن تشفى الجراح الإ بالقصاص العادل .. هذا ما يحقق السلام الإجتماعى لهذا لم أفهم تطمينات سيادتكم لجهاز الشرطة ولإهالى الشهداء فى نفس الوقت ! لابد من العدل ولا يمكن أن نبدأ مرحلة جديدة وبيننا قتلة مازلوا فى نفس مواقعهم !
ليس معنى ذلك أن تصفى جماعة الإخوان حساباتها مع جهاز الشرطة الذى سامها العذاب تاريخيا ! ولكن لابد من محاسبة كبار القادة والمتورطين ثم إعادة هيكلة الجهاز  وتطهيره ليبقى هو وكافة الأجهزة الأمنية أجهزة محايدة ووطنية وقومية .. ليس معنى إعادة الهيكلة هو أخونة أجهزة الدولة .. بل جعلها أجهزة وطنية وقومية بشكل حقيقى تخدم  وتحمى الوطن والمواطن بحيادية .
لن تنجح مهمتك كرئيس أذا لم يتم  الخلاص من رجال العادلى فى وزارة الداخلية !
دم الشهداء فى رقبتك هذا تعهدك للشعب سيادة الرئيس وهناك دماء أخرى جديدة ووطنية لابد أن تتدفق فى شرايين الجهاز الإدارى للدولة وفى كل المؤسسات ..لابد من تغيير القيادات القديمة فى جهاز الدولة ومؤسسات القضاء والداخلية والخارجية وجهاز الإعلام  والدفع بقيادات شابة جديدة مخلصة للوطن ليس بالضرورة أن تكون من جماعة الإخوان .
الحرية للسجناء والمجد للشهداء .. لا تنسى سيادة الرئيس قضية المحامى أحمد الجيزاوى وأتمنى أن تسعى لمحاكمته فى مصر .. الدفاع عن حق وحرية كل مواطن مصرى داخل أو خارج الوطن واجب مقدس .. هذه القضايا هى التى ستصنع مجدك وتقربك من شعبك .. وتحقق لك أغلبية حقيقية .
لقد قاطعت الجولة الثانية من الإنتخابات ولم أمنحك صوتى فى الجولة الأولى ولكنى فرحت لهزيمة منافسك شفيق .. وأنتقدت كثيرا أداء جماعة الإخوان وحزبها السياسى فى الثورة والمرحلة الإنتقامية !ولكنى أدعوا الله مخلصا أن يوفقك لما فيه تحقيق ِأهداف الثورة ومدنية الدولة وحرية الرأى والتعبير والفكر والإبداع الفنى أدعوا الله أن يوفقك للنمو بمصر الدولة المدنية المتقدمة .. وأدعوا القوى الوطنية للوقوف معكم طالما وقفتم مع أهداف الثورة  ومع مدنية الدولة .. سيادة الرئيس أنا مع الرأى بمنحك فرصة المائة يوم حتى تتضح ملامح سياساتك وما وعدت بتنفيذه وأنا أرى أن هناك محاولات لعرقلة عملك ولإفشال مهمتك وتكرار سيناريو البرلمان المنزوع الصلاحيات لتصبح رئيسا بلا صلاحيات ! ولكنى مع ذلك لا أجد مبررا لتشكيل لجنة للإفراج عن المعتقلين والمساجين السياسين هذا أمر بديهى لا يحتاج إلى لجنة .. واللجان وسيلة لدفن وقتل أى قضية كما تعلم ...سيادة الرئيس أفرج عن أصحاب الفضل فى كونك رئيسا .
الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها .

طارق عبد الفتاح

tarekart64@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق