السبت، 23 يونيو 2012

عملت أية فى الثورة يا بابا ؟



عملت أية فى الثورة يا بابا ؟

ذوى الإحتياجات الخاصة يبدعون ويحاكمون المرحلة الأنتقالية فى عرض مسرح شارع !

عمل مسرحى يتوقع شلال من الدماء فى مصر !
العرض يرى توحد مصير مصر بسوريا ... وذوى الإحتياجات الخاصة يقدمون إبداعاتهم ويحاكمون الوضع الثورى الحالى .

ذوى الإحتياجات الخاصة يقدمون نقدا واعيا للثورة ويتوقعون  نجاح الثورة بعد مزيد من الدماء !

عرض مسرح شارع ب 10 الأف جنية يتفوق على كثير من عروض الدولة التى تكلف الملايين !


فى تصورى بعد قيام ثورة 25 يناير يجب أن ينتقل المسرح للجمهور ..لابد أن يتم تفعيل تجربة مسرح الشارع ومسرح المقهى فلم يعد هناك مكان لعروض مسرح القاعات المظلمة المغلقة المكيفة ! ثورة المسرح تتمثل فى أن يذهب المسرح لجمهور مهموم ومنهك بمشاكل ثورته  فى أماكن تجمعه .
 الهيئة العامة لقصور الثقافة التى تعمل فى ظروف غياب شبه كامل للإمكانات المادية تقدم تجربة ( نصف شارع ) هى (  عملت أية فى الثورة يا بابا ؟) عرض العمل فى ساحة الأوبرا أمام مركز الهناجر للفنون .. العمل يحاول جاهدا أن يقدم تقييما مسرحيا موازيا لما نمر به بعد الثورة ! ولما أنجزته الثورة وما أخفقت فيه! أكثر ما يميز هذا العمل هو إستفادته من طاقات فنية ومواهب حقيقية لمجموعة من ذوى الإحتياجات الخاصة يعملون بمكتبة دار الياسمينا المسرحية .. فأستمتع الحاضرون المفترشون لحديقة الساحة الأمامية لمسرح الهناجر بدراما موسيقية غنائية تؤكد على عدة أمور أولها إستمرار المعاناة الإقتصادية لأغلبية طبقات المجتمع بعد الثورة.
ثانيا إستمرار نفس منطق رجل الشرطة ومحاولاته لقمع الحريات وإهانة المواطن البسيط ! إستمرار رموز النظام القديم فى مواقعهم !
يؤكد العرض أيضا على إستمرار الثورة بسبب عدم تحقق أهدافها بل ويتوقع العمل أن شلال الدماء السورى سيتحد مع الموجة الجديدة من الثورة المصرية فيما يشبه الوحدة بين شهداء مصر وشهداء سوريا من أجل إنجاز ثورتيهما ... يستدعى مؤلف العمل عبد الغنى داود الزعيم الراحل جمال عبد  الناصر  فى ما يشبه المرثية بحثا عن تحقق حلم العدالة الإجتماعية والكرامة والإستقلال الوطنى .. ورغم أن بطل العمل يؤكد أنه ليس ناصريا ولكن العمل يحمل نوستالجيا البحث عن  البطل المخلص ! ربما لغياب قائد لثورة 25 يناير ؟ ولكن إستدعاء عبد الناصر فى توقيت صراع على السلطة بين العسكر والإخوان والقوى الثورية قد يوصل رسالة مغلوطة لم يقصدها صناع العمل أنفسهم مفادها تأييد الحكم العسكرى !
يبرز فى العمل مواهب متعددة بقيادة الملحن محمد عزت وفرقته من أبرزهم الشاب الأسمر (حسين الأسوانى) بصوته الجميل الحساس والمعبر عن أشواق المصريين فى التحرر والعيش الكريم والكرامة من خلال أشعار محمود جمعة واحد من أهم المبدعين فى مسرح الدولة ومسرح الثقافة الجماهيرية ودائما ما عبرت اشعاره عن أوجاع المصريين .. وأستخدم المخرج أبراهيم الفو أشعار بابلو نيرودا ومظفر النواب وسامى صلاح للتعبير عن قضية الحرية .
يبرز فى العمل تمثيلا  إخلاص عيسى ومصطفى لبيب وأمال عبد الستار ومحمد جمعة وصباح سعد وكريمة زغلول وهبة هارون وأمل ماهر ومشيرة وعبد العزيز .... وهنا يجب أن نشير إلى أهمية التجربة فى دمجها الواعى لذوى الإحتياجات الخاصة وكيف أستطاع المخرج أن يوظف مواهبهم لتقديم رسالة العمل .
ويبقى سؤال لماذا يتم الأكتفاء بتقديم عرض يعد عرض الساعة لمدة 4 ليال فقط ! خاصة وأن تكلفته الإنتاجية لم تتعدى ال 10 الأف جنية فقط !وتقديمه فى الساحة الأمامية لمسرح الهناجر لن تكلف الثقافة الجماهيرية ولا إدارة الهناجر أية أموال اضافية !

طارق عبد الفتاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق