فيلم تسجيلى عن شهيد
الأزهر الشيخ عماد عفت
مرثية سينمائية تنعى
شهيد الأزهر وتظهر قيمته العلمية والانسانية .
الفيلم يقارن تأييد
الشيخ للثورة وبين شيوخ أيدوا مبارك وحرموا الثورة !
الصدق والكرم والحب
والعطاء قيم تجسدت فى الشيخ عماد.
الفيلم يشير إلى أن قتل
الشيخ عماد كان متعمدا بسبب فتوى تحريم
التصويت لفلول الوطنى .
قدم فيلم الشيخ عماد
عفت شهيد الأزهر مؤخرا بقصر ثقافة دمياط وقصر ثقافة الطور بسيناء وسيقدم بالمسرح
الصغير يوم 18 الجارى ويوم 28 بمركز الأبداع بدار الأوبرا.. ويمثل ثانى أنتاج
للأدارة العامة للسينما بالهيئة العامة لقصور الثقافة التى تواصل تقديم سلسلة أفلام توثيقية هامة عن
رموز ثورة 25 يناير وشهدائها يرسم العمل ملامح شخصية الشيخ عماد عفت فى عيون
محبيه وأصدقائه وتلامذته..تتوالى شهادات
محبيه حزينة صادرة من قلوبهم و وأماكن التصوير هى مكتبه ومنزله وصوره مع أبنائه
والأزهر حيث شيعت جنازته وميدان التحرير ومحيط مجلس الوزراء حيث يؤمن محبيه أنه
قتل عمدا
يستعرض الفيلم فى لقطات
مسجلة الأعتداء على المتظاهرين ومشهد سحل فتاة وتعريتها ومشهد إغتياله .. وفيها
تظهر لقطات للجنود النظاميين وهم يعتدون على المتظاهرين ويطلقون عليهم الرصاص .
تتبدى شخصيته كرجل علم ودين
فهو دائما فى ثلاث حالات يتعلم أويعلم أويتعبد .. ويظهر الفيلم كونه أب حنون يحب الترويح يصطحب أطفاله والبسمه
لا تفارقه ينام وهو محتضنهم ..رجل شديد الأنسانية والحساسية والتواضع والخلق .. هو
معلم يجيد التعامل مع طلابه والحب هو أهم
قيمة نقلها لهم ..هو حاضر دائما فى
مناسباتهم الأجتماعية شريكا كاملا ووكيلا عن عروس تلميذته الأندونسية التى تحكى
بالدموع لوعة إفتقادها للأخ والأب والصديق والمعلم ... الشيخ عماد فى الفيلم يجسد
معنى الكرم فى هدايا يمنحها لتلامذته المتفوقين ثم هو يقرضهم من ماله ولا يبخل أبدا
حتى لو أحتاجت تلميذته خمسة آلاف جنية لأتمام زيجتها .. هو تجسيد للشيخ التقى
الورع الزاهد .. هو صورة نادرة ومشرقة لجمال وروعة الإسلام الحقيقى إسلام المبادئ
والمثل العليا ..
الجانب الأخر الذى
يكشفه العمل مواقف الشيخ المبدئية من الثورة فقد دعى الله أن تثور مصر كما فعلت
تونس وشارك فى الثورة منذ أيامها الأولى .. وتمنى الشهادة فكتبت له فأذا صدق العزم
وضح السبيل كما يقول تلميذه الأندونيسى المهذب ..
يكشف الفيلم أن أراء
الشيخ عماد عفت وفتاويه ربما كانت السبب فى قتله هذا ما ئومن به محبيه فهو صاحب فتوى
تحريم التصويت لفلول الحزب الوطنى ..كان الشيخ عماد يتألم من الفتاوى الفاسدة التى
تحرم الثورة وكان يرفض دعاء بعض الأئمة للحاكم الظالم .
يظهر العمل تباين مواقف
الشيخ الواضحة المستقيمة والوطنية ومواقف الشيخ على جمعة وشيخ الأزهر أحمد الطيب
من الثورة فى بدايتها حيث حرما التظاهر والمظاهرات بعد أن عين مبارك نائبا له
وأعتبرا ذلك كافيا !.. كما أعتبرا الدعوة للعصيان المدنى حرام شرعا !وهكذا يظهر التناقض
الكبير بين آراء الشيخ عماد عفت وآراء شيوخ السلطة. .. تواضع الشيخ يظهر فى رفضه الجلوس على مكتبه
حيث كان يترك المكتب ليجلس بينهم ليخلق هذه الحميمية والألفه والصدق ... الصدق أهم
مفاتيح شخصية الشيخ عماد عفت التى أبرزها الفيلم وتقديسه للعلم والرغبة الدائمة فى
التعلم والتواضع والكرم ..
تتسلل أغنية أحمد
الحجار وكلمات الشاعر على عفيفى مؤلف العمل عن الشهيد لتجسد حجم خسارة الأزهر ومصر
لرجل بحجم الشيخ عماد عفت .... تتردد
كلمات ( قبلة وداع على جبين الصبى ..نام
يا شهيد فى جوار النبى) .
أعتمدت المخرجة سهير
متولى أسلوب التحقيق التسجيلى العاطفى والإنسانى .... وربما كان من المفيد أخذ
جوانب أكثر عمقا وإختلافا فى الحوار مع زوجته لكشف مزيد من القبعات التى أمتلكها
الشيخ عماد.
عمل أشبه بمرثية
شاعرية لرجل جليل كان يكتب على الفيس بوك
أسابيع قبل إستشهاده ( صفحة الشهيد عماد عفت شهيد الأزهر ) رجل تمنى الموت فداءا
للوطن وللثورة وللحق فكتبت له الشهادة وكتبت له الحياة فى قلوب عشاق الوطن .
طموح كبير لأدارة السينما بالهيئة العامة لقصور الثقافة بمشروعها لتوثيق
بطولات وتضحيات شهداء ثورة 25 يناير .. الذى بدأ بفيلم شهيد الثورة اللواء البطران
ثم فيلم شهيد الأزهر الشيخ عماد عفت وفيلم شهيد الأسكندرية محمد رمضان .... وهو دور
كان يجب تلعبه مؤسسات متعددة كالمركزالقومى للسينما وقطاع الأنتاج ومدينة الأنتاج
الأعلامى وغيرها من مؤسسات تنتج أعمالا درامية كثيرة وتتجاهل حدثا تاريخيا هاما كثورة
يناير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق