السبت، 9 يونيو 2012

البطران فيلم تسجيلى يكشف أسرار أغتيال اللواء البطران مساعد وزير الداخلية ومخطط فتح السجون واشعال الفوضى !


نشر في جريدة المصري اليوم 6/6/2012
البطران فيلم تسجيلى يكشف أسرار أغتيال اللواء البطران مساعد وزير الداخلية ومخطط فتح السجون واشعال الفوضى !
80 سجين تم قتلهم كالكلاب فى 5 دقائق ولم يتم التحقيق فى الواقعة

معجزة آلهية الطب الشرعى يؤكد بقاء جثة الشهيد البطران على حالها بعد مرور 6 اشهر !وأى جثة تتحلل بعد 10 أيام !

البطران رفض فتح السجون فقتل بأوامر عليا !a

تهديدات بالقتل وخطف أبناء شقيقة البطران حتى تتنازل عن القضية !
النيابة تغلق التحقيق فى القضية 4 مرات وأخت البطران تلجأ للجنائية الدولية !

شهيد الثورة اللواء البطران أسم العمل التسجيلى الذى عرض بنقابة الصحفيين بالقاهرة وبمدينة الأسماعلية مؤخرا وسيقدم بدار الأوبرا المصرية ايام 18 و22 يونيو ثم يطوف عدة محافظات أخرى ..

الفيلم يعيد للسينما التسجيلية فى مصر دورها وأهميتها المفتقدة كأداة لكشف الحقيقة ووسيلة هامة للتوثيق التاريخى تقدم الإدارة العامة للسينما بهيئة قصور الثقافة عملا يسجل شهادات السجناء ود.منال البطران أخت الشهيد اللواء البطران لوقائع أغتيال اللواء محمد البطران مساعد وزير الداخلية ورئيس قطاع مباحث السجون بسبب إغلاقه لسجن الفيوم  ثم سجن القطا ومنعه خطة العادلى لفتح سجون مصر وإشاعة الفوضى ... يروى الفيلم كيف تمكن البطران من السيطرة على سجن الفيوم يوم 27 يناير وحمى مصر من هروب المسجلين خطر والذين كان من الممكن أن يبثوا الرعب فى منطقة الهرم وفيصل خلال ساعتين من هروبهم !ثم قام يوم 29 يناير بوقف محاولات فتح سجن القطا طريق المنشية بالقليوبية يوم السبت 29 يناير وهو السبب الذى تم تصفيته وإغتياله بسببه كما تروى د.منال شقيقته ...
يبدأ العمل بصور متتابعة لشهداء ثورة يناير مصحوبة بموسيقى سريعة موترة ودرامية توحى بخطورة ما ثم نرى صورا للواء البطران  بملابسه الرسمية وصور لملحمة الثورة المصرية فى يناير .. ثم تستعرض الكاميرا بشاعرية البيت الكبير لإسرة البطران فى نزلة البطران وهو منزل ريفى قديم بحديقة كبيرة وأسوار عالية يوحى بالعراقة والأصالة والهدوء ومع إنعكاسات ضوء الشمس من خلال أشجار الحديقة يأتى صوت د.منال البطران المحمل بالشجن والقوة والمسؤلية لتروى قصة اللحظات الأخيرة فى حياة اللواء البطران ففى أخر أتصال تليفونى معها أخبرها أن هروب المساجين من سجون مصر معناه كارثة مخيفة وأنه لن يسمح بذلك وصرخ قائلا (العادلى حرق البلد وعز خربها )... البيت الكبير لعائلة البطران يِأخذ أبعادا رمزية أشمل ليصبح رمزا للوطن عندما تروى أخته أنه حكى لها كابوس مخيفا قبل 5 أيام من وفاته بالتحديد يوم 24 يناير وقبل قيام الثورة بيوم واحد ... حلم البطران بهجوم مجموعة أسود على أسوار البيت الكبير وأنه كان نائما وأن أخته هى من رأت الأسود فأيقظته من النوم فأسرع اللواء  البطران بإعطائها بندقية من طراز خاص قادر على قتل أقوى الحيوانات المفترسة وطلب منها فى الحلم التصدى للأسود !أخذت البندقية وتحركت لفتح أبواب البيت والتصدى للأسود ! ينتهى الحلم عند هذه النقطة ولكن الواقع يقول أن محاولات فتح التحقيق فى مقتل اللواء البطران توقفت أربع مرات مما دفع د.منال لحمل البندقية فى الواقع حيث توجهت  للجنائية الدولية التى قبلت التحقيق !الخطير الذى يكشفه الفيلم شهادة السجناء التى تشير إحداها الى أن قتل البطران تم بطلق نارى أطلق من الأبراج العالية فوق أسوار السجن (التى تعادل أسوار البيت الكبير فى الكابوس ) اهذه الأبراج التى لذى أمر البطران حراسها عند دخوله سجن ( القطا)  بعدم أطلاق النار منها  تحت أى ظرف!  .. ثم تم قتله برصاصة أثبت الطب الشرعى أنها اخترقت القلب من أعلى لأسفل كما يكشف الفيلم عن كارثة وفضيحة مسكوت عنها إعلاميا الأ وهى قتل أكثر من 80 سجينا فى لحظات قليلة ولم يتم التحقيق فى قتل هؤلاء ايضا وكأنهم 80 كلبا !يرى مؤلف الفيلم الأستاذ على عفيفى أن الأمر الخطير هو أنه حتى الأن لا توجد قضية أسمها قضية فتح السجون فقد فتحت السجون لإشاعة الفوضى والقضاء على الثورة ولكن لم يفتح التحقيق حتى الأن فى هذا الملف !
تروى د.منال البطران فى الفيلم تعرضها لتهديدات بالقتل وخطف أبنائها أذا لم تتنازل وتبتعد عن فتح التحقيق وتؤكد انها ووأولادها فداء للشهيد البطران وللوطن .
أخذ الفيلم طابع التحقيق  التسجيلى فى كشف أسرار الحادث ومحاولات طمس الأدلة بطلاء جدران السجن لأخفاء الأدلة لجنائية قبل عمل المعاينة التى تمت بعد مرور 4 شهوركاملة  من الحادث !!كما تم توزيع السجناء والذين شهد 7 منهم بالفيلم بوقائع خطيرة على عدة سجون فى مصر لإضاعة أدلة الأتهام كما تم حرق مركز المعلومات التابع لمصلحة السجون عمدا حتى لا يتم الوصول لأسماء هؤلاء السجناء ..أن كانوا على قيد الحياة حتى الأن !
تم إغلاق التحقيق أربع مرات ! ورفضت جهات التحقيق تقديم المسئولين فى سجن القطا للتحقيق كمتهمين ولاحتى كشهود !
ثم تأتى معجزة آلهية متمثلة فى أن  تقرير مصلحة الطب الشرعى الذى تم بعد 6 شهور من معاينة جثة الشهيد اللواء البطران ليؤكد أن الجثة كانت فى حالة من النضارة وكأنها دفنت منذ يوم واحد فقط !وهذا ماذكره رئيس مصلحة الطب الشرعى د.إحسان كميل جورجى مع العلم بأن مرور 10 أيام فقط كافى بطمس معالم أى جثة !
ينهى المخرج الشاب المتميز أحمد القلش  التحقيق التسجيلى الذى مزج بين المعلومات والشهادات والتصوير مع المساجين فى أماكن وقوع الجريمة والتصوير فى البيت الكبير لعائلة البطران  الذى أخذ معنى رمزيا لمصر كلها مع الكابوس لذى حلم به اللواء البطران ...ينتهى العمل بأغنية أحمد الحجار وأشعار مؤلف العمل على عفيفى وهى تودع شهيد مصر بينما الميدان يمتلئ بالمتظاهرين تعبيرا عن إستمرار الثورة بينما اللحن الحزين يتسرب لوجدانك وكلمات ( قبلة وداع على جبين الصبى ..نام  يا شهيد فى جوار النبى) تأبى أن تفارق ذاكرتك .
الفيلم لم يعرى فقط  خطط الثورة المضادة ومؤمرات النظام القديم ولكنه يمثل ملفا خطيرا يكشف أسرار ما عرف بالطرف الثالث 
واللهو الذى لم يعد خفيا على أحد . . ربما فقط قضية مقتل 80 سجينا التى ذكرها أحد السجناء فى الفيلم مرت سريعا فى العمل ولم يتم التركيز عليها وكشف ملابساتها وكانت تحتاج مزيدا من الشهادات  والمعلومات حولها ... وربما تحتاج لإنتاج  فيلم تسجيلى مستقل عنها

يمثل الفيلم تحديا إنتاجيا فقد أنتجته الإدارة العامة للسينما بهيئة قصور الثقافة بمبلغ 8 آلاف جنية فقط ! ويقول مدير إدارة العامة للسينما الكاتب على عفيفى أن الإدارة لا توجد بها كاميرات !وهو أمر عبثى !رغم الموافقة الكتابية بصعوبة على شراء كاميرا واحدة !الإ أن هذا لمن يتحقق حتى الأن و أن ميزانية إنتاج الأفلام وكافة الأنشطة هى 200 الف جنية فقط سنويا ! وتسأل  الأستاذ عفيفى أين دور المركز القومى للسينما بوزارة الثقافة وقطاع الإنتاج  لتوثيق الثورة المصرية فى أعمال تسجيلية وروائية وهى جهات تملك أموالا وإمكانات إنتاجية كبيرة !.. والحقيقة أن السؤال يمتد ليشمل شركة صوت القاهرة ووحدة الإنتاج المتميز بقطاع النيل المتحصصة ومدينة الإنتاج الإعلامى .. فتوثيق الثورة المصرية مسئولية وطنية هامة ولا يمكن السكوت عنها .
فيلم شهيد الثورة اللواء البطران عمل ينتمى للسينما التى تحارب الفساد والتحقيق السينمائى الكاشف للإسرار ولكنه مزج بين ذلك وبين الرمز والجوانب الإنسانية وفى النهاية يمثل الفيلم ملفا موثقا يمكن تقديمه للنيابة العامة كمستند قابل للتحقيق فى وقائعه....
جسد العمل مخاوف مخرجه المتميز أحمد القلش وكاتبه على عفيفى على مستقبل هذا الوطن .
فيلم شهيد الثورة اللواء البطران وفيلم أخر عن الشهيد عماد عفت  وثالث عن شهيد الأسكندرية  محمد رمضان سيتم عرضهم يوم 4/6 بقصر ثقافة دمياط 7 مساء .يوم 7/6 بقصر ثقافة الطور بسيناء و. .يوم 18 /6 بالمسرح الصغير بدار الأوبرا .ويوم 28/6 بمركز الأبداع بدار الأوبرا .
طارق عبد الفتاح




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق