نشر في جريدة المشهد يوم 3/6/2012
الصفقة مستمرة !
ليس لدى شك الأن أن
شفيق هو الرئيس الكارتونى القادم ! فى الأيام التى تلت نتيجة الجولة الأولى عشت
حالة من الحيرة التى عاشها الكثيرين بين مرسى وشفيق !..ثم وصلت لقناعة نهائية بعدم
التصويت لأى منهما سأذهب لأصوت لإستمرار الثورة
! الأن تكتمل قطع الصورة إكتمال المؤامرة ذاتها منذ تم الإعلان عن تخلى مبارك
و(تكليفه )! للمجلس العسكرى بتولى شئون
البلاد ! ثم رحيل الشعب من الميادين ! ثم الإعلان الدستورى ثانى لغم فى طريق
الثورة بعد التكليف !والأستفتاء عليه ودور الإسلام السياسى فى توظيف الدين للسقوط
فى اللغم الفخ !ثم تلك الصفقة السرية التى أسميت بالنموذج الباكستانى! لا نعرف ما
يحدث فى الكواليس ولكننا وجدنا إنسحابا
وتخليا عن الثورة من الإخوان وتركيزا على الانتخابات !
يقضى النموذج
الباكستانى بدعم المؤسسة العسكرية لبرلمان يدعى الإسلام مع وجود رئيس بلا صلاحيات
أو بصلاحيات محدودة على أن تكون المؤسسة العسكرية الحكم والمرجع التنفيذى الأخير !
أتصور أن شفيق هو الرئيس الذى سيحكم من خلاله
المجلس العسكرى على أن يشكل البرلمان الحكومة مع إبقاء وزارات كالدفاع والخارجية
والداخلية تحت تصرف شفيق واجهه وماريونيت المجلس العسكرى !
فهل دخل الإخوان
المنافسة الرئاسية للتمويه !وهل تم تقسيم
التورتة وفقا للنموذج الباكستانى !وأن لم يكن الأمر كذلك وحاول البرلمان الأخوانى تشكيل لجنة كتابة دستور تنزع صلاحيات الرئيس و تحول
النظام برلمانيا حال وصول شفيق للرئاسة فهذه الفرضية مردود عليها بأن المحكمة
الدستورية قضت ببطلان تشكيل لجنة كتابة الدستور من قبل ومن السهل تحريك المحكمة
مرة أخرى أذا حاول البرلمان تحويل نظام الحكم الى نظام برلمانى !.. وفى حال تكرار
المسألة وتعطيل كتابة الدستور سيلجأ المجلس العسكرى لوضع (مينى دستور) يحدد للرئيس
صلاحيات الهيمنة على وزارتى الدفاع والخارجية .. وهكذا يستمر حكم المجلس العسكرى
من خلال رئيس دفع به ! بينما سيكون أمام الإخوان التمتع ببرلمان وحقائب وزارية محددة ولكن هل ستكون وزارتى الإعلام والداخلية من نصيب
الإخوان أم الرئيس الكارتونى !لا أدرى ! ولكنى متأكد أن وزارتى الدفاع والخارجية
ستكونا تحت سيطرة الرئيس الكارتونى .
هناك نقاط التقاء بين
النموذج الباكستانى والسيناريو الرومانى !
حمى الجيش ثورة ضد
تشاوشسيكو بعد حكم ديكتاتورى استمر 25 عاما!ونفذ حكم الإعدام ضد تشاوشيسكو وزوجته
!وتولى مساعده (ايلون اليسكو ) الحكم وأشاد بالثورة !ثم بدأت حملة شيطنة الثورة
الرومانية وإقناع الشعب الرومانى بأن الثوار عملاء لصالح أجندات أجنبية ثم أكتشف
الرومانيون أن اليسكو وراء أحداث الفوضى
الأمنية وإرتفاع الأسعار ! وتم تسليح عمال المناجم وقتل العديد من الشباب الثورى !أنتفض
الثوار فزعا عندما شعروا بسرقة ثورتهم ولكن
تم التنكيل بهم وتضليل الشعب إعلاميا!
الفارق بين الثورة
المصرية والرومانية هو وجود فصيل منظم هم الإخوان ساهموا فى طعن الثورة !والمتغير
الأهم هو إستفادة الثورة المصرية من ثورة وسائل الأتصال وما صار يعرف بالإعلام
البديل ! وسيعرقل هذا من مخطط التضليل
الإعلامى المطلوب ! كما لا يمكن إغفال تيار ثورى مدنى يتسع ويتمدد وظهرت قوته فى
نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة والمتغير الأكثر أهمية فى تقديرى هو أن جسد
الثورة صار له رأس واحد محدد هو السيد حمدين صباحى ... كل هذه عوامل سوف تؤدى إلى
إستمرار الثورة ولكن الطريق طويل وتغيير النظام القديم سوف يستغرق عدة سنوات
وللأسف أرى فى طريق الثورة عقبات كثيرة ودماء سوف تراق وآلام تعز على الوصف أو
التصور! ومصير مصر سيمر بطريق الآلام ولكن الخلاص سيأتى كثمرة وعى ونضال سيستغرق
سنوات من التنظيم والكفاح وربما يتمكن النظام القديم من النجاح فى جولات قريبة
ولكنه سيسقط عندما تصطف القوى الثورية المدنية خلف أهداف وبرنامج محدد وقائد معبر عن أمانى الثوار والقطاع الأكبر من الشعب
المصرى المدنى الوسطى فى تدينه ...ما أراه إيجابيا عبر فترة إنتقامية دموية هو
إزاحة رأس النظام وإسقاط مشروع التوريث للأبد ونجاح الثورة فى أن تجد لها رأسا
ملائمة .
إسقاط نظام مبارك هو الخطوة
الأولى الأهم فى طريق الثورة وتحققه سيسمح بإستكمال باقى اهداف الثورة .
صفقة الإخوان مع المجلس
مستمرة و الثورة أيضا مستمرة .
الثورة هى الحل .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق