الخميس، 10 مايو 2012

شيزلونج أسترخي وأضحك علي مأساتك السياسية !


نشر في جريدة المصري اليوم 12/5/2012

شيزلونج أسترخى وأضحك على مأساتك السياسية!

عناوين :

شيزلونج كوميديا تفضح الخلل فى حياتنا السياسية !
عرض شاب يصرخ بحثا عن طوق نجاة لمصر !
شيزلونج عمل مسرحى يسخر من البرلمان والحكومة والمتأسلمين !
شيزلونج جريدة مسرحية ساخرة من أوضاع ملتبسة وعبثية تسود المشهد السياسى المصرى الحالى قام بها طلاب جامعة عين شمس من خلال ورشة تجارب فرقة الشباب .. يبدأ العمل بسخرية مريرة من سيطرة المنتج الصينى على السوق المصرى ... ثم للتعبير عن الخلل فى حياتنا السياسية  يقوم ممثلان بدور سيدتان تعكسان وجهتا نظريهما فى الحياة السياسية و الإنفلات الأمنى بشكل ساخر لا يرحم المتواطئين والمرشحين المنتمين لتيار الإسلام السياسى ومجلس الشعب ! وتزداد السخرية بتخيل سيطرة جماعة الأمر (بالمعروف والنهى عن المنكر) على الأمور وكيف سنقع تحت رحمة أفكار جامدة وأناس جهلاء ! يتفجر الضحك مع تحريمهم  دراسة اللغة الأنجليزية لغة الفرنجة !!
تتواصل اللوحات الساخرة لتتعرض لمأساة زملكاوى محروم من فرحة الفوز من البطولات ! كان المشهد  يصلح كأطار لفضح النظام القديم الذى أستخدم الكرة كمخدر للشعوب ! ولكن السحر أنقلب على  الساحر وتحول مشجعى الكرة الى ثوار حقيقيين ساهموا فى إسقاط نظام المخلوع ! كان من المفيد فضح دور نظام مبارك فى إشعال خلاف مفتعل بين مصر والجزائر بسبب الكرة ولأهداف سياسية تصب فى مصلحة الوريث ! ومر العرض على مذبحة بورسعيد سريعا منتصرا للكوميديا على حساب فتح الجروح !

فى مشهد جميل ينتقد النظرة العنصرية تجاه أهل النوبة ولذوى البشرة السمراء بشكل عام ! فمنهم الطبيب والعالم والمهندس ومن تم تكريمه من دول العالم !ولكن مازال البعض يتصور أن  أصاحب البشرة السمراء هم من يقومون بالأعمال الدنيا فى المجتمع ! رغم أن هذه الأعمال لها أهميتها العظيمة فى أى مجتمع متحضر ! ولكن من الغريب  أن ينتقد العرض التقليل من أصحاب البشرة السمراء ثم يسخر منهم فى نفس العمل على طريقة المسرح التجارى ! فيقول الممثل الأسمر بأنه أتحرق ! والحقيقة أن لون البشرة الأصلى للمصريين الفراعنة هو اللون الأسمر الذى لم يتغير عبر العصور فى جنوب مصر البعيد عن المستعمريين وهو اللون الذى يربطنا بجذورنا الأفريقية الحقيقية .
أحلام الشباب الضائعة لها مكانها فى العرض نحن أمام  فتاة ينفر منها العرسان لبدانتها ! وكان من الأفضل طرح مشكلة العنوسة بشكل عام وإرتباطها بنهب مصر على مدى ثلاثين عاما مضت!
رغم أن عروض مسرح الدولة المصاب بالشيخوخة وتصلب الشرايين الفنية تتعدى ميزانية العرض الواحد فيه ملايين الجنيهات فقد  تم إنتاج هذا العمل ب50 ألف جنية فقط !وهى حقيقة يجب أن تحفز وزير الثقافة الذى شاهد  العمل المسرحى وأشاد به أن يتبنى سياسة إنتاجية مختلفة تعتمد على الشباب المبدع فى الجامعات وكافة المحافظات وبميزانيات محدودة ومتوسطة مع الإبقاء على فرقة مسرحية واحدة لأنتاج الكلاسيكيات العالمية  بميزانيات كبيرة فى حال وجود نجوم حقيقيين قادريين على إجتذاب الجمهور.

محمد الصغير شاب واعد أستطاع أن يقود فريق عمل كبير تجاوز ال 23 فنان وفنى  إلى تقديم رؤية شبابية طازجة لإحوالنا  السياسية المختلة بقدر كبير من المتعة والكوميديا .
يحتاج العمل الى (الدراماتورج ) وهو ناقد ومبدع مسرحى يتابع مع الشباب التدريبات ويقوم بإعادة صياغة الإرتجالات وربط المشاهد الدرامية وبعضها بما له من خبرة فى التأليف ورؤية فنية تتفاعل مع رؤية فريق العمل .
تميزت مواهب متعددة فى العمل منهم حمدى أحمد ومحمد أنور فى دور السيدتان زيطة وزمبليطة بتفاهمهما وإرتجالهم التلقائى المصدق الذى فجر الكثير من الضحك ... أيضا مصطفى خاطر فى دور المريض وأدوار أخرى كوميديان ثابت وراسخ على خشبة المسرح وموهبة واعدة.. وبسام عبد الله فى عدة أدوار ! ووليد الهندى فى دور مريض الكورة الزملكاوى طاقة كوميدية كبيرة وإرتجال لحظى بديع وسامح عبد السلام فى دور الطبيب ضبط إيقاع العرض وهناك مواهب مثل رانيا عبد المنصف فى دور الفتاة البدينة كممثلة ومطربة و أمنية وسارة درذواى ووليد الهندى يتمتعون بأصوات جميلة معبرة .
مهندس الديكور يمكنه أن يغنى المسرح اكثر بأفكاره رغم ضعف الميزانية كما يحتاج المخرج لتوظيف درامى أكبر للإضاءة .
الموسيقى لتامر سنجر وإستعرضات فاروق جعفر وظفت بشكل جيد دراميا
عمل متميز فنيا أدعوا لأن يطوف هذا العرض محافظات مصر وأدعوا الفنان والممثل والمخرج الشاب شادى سرور للإستمرار فى تجربة الورشة المسرحية وتقديم عروض جديدة متميزة .
تحتاج وزارة الثقافة لتغيير سياساتها تجاه هذه العروض وتبنى فلسفة دعم للفرق الحرة والفرق المستقلة وفرق الشباب والهواة فهم الأمل للخروج من نفق مسرح الدولة المظلم .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق