نشر ة المقالة في جريدة المشهد 13/5/2012
المهانة والمرجعية
المالية !
تواجه الثورة المصرية
تحديا حقيقيا يتمثل فى معاول هدم أصحاب المصالح المالية المحليين والإقليميين
والعالميين .. دولة الفساد التى أنشأها مبارك تمتد من مصر الى السعودية وقطر
والإمارات الى إسرائيل وأمريكا وأصحاب المرجعيات المادية الأكثر إستفادة هم رجال
نهب الأموال من رجال مبارك ثم رجال أعمال الإسلام السياسى ومرجعيتهم المالية
النفطية ثم رجال أعمال تمتد مصالحهم الى إسرائيل وأمريكا وتتشابك مصالح اصحاب
المرجعيات المالية بشكل معقد مع رجال السلطة الحالية فى مصر ربما تتجلى أهم صوره
فى رفض إقرار الحد الأقصى والأدنى للأجور ورفض إلغاء سبوبة المستشاريين العسكريين
المنتشريين فى مفاصل الجهاز الأدارى والذين يكبدون خزانة الدولة المليارات سنويا
!وعدم إسترداد ثروات مصر المنهوبة حتى
الأن !
فى الإسبوع الماضى
توالت المشاهد المهينة من وفد الذل والمهانة لتبويس الأيادى واللحى السعودية
!ذهبوا إلى الباب العالى للأموال والدعم السرى ! هرولوا إلى قصر الخلافة السعودى !
وهناك أختفى العلم المصرى وهم يتناولون قطع اللحم والكبسة ! لا أعرف لماذا أرتبط
فى ذهنى سفر وفد الذل البرلمانى بمشهد فى
طفولتى لبعض الحواة المعدمين يقدمون ألعابهم
المبتذلة تحت مساكن بعض الخليجيين فى القاهرة لقاء حسنة !
الزند شارك فى تبويس رأس
السفير السعودى !مازلت أتذكر كلماته المتعالية (المصرى تصور أن له (حصانة) بعد الثورة !) ربما أراد
أن يقول (تصور أن له (كرامة )! )
مشهد أخر مثير للشفقة !
أمام مقر السفارة بالقاهرة وبوسترات ولافتات ضخمة صرف عليها الكثير ومجموعة معدمين
ترفع أعلام السعودية ويحملون صور الملك بالبروايز والزجاج !بينما يشى
مظهرهم بالبؤس الشديد !
المهانة تتجلى أيضا فى
لقاء المشير بالسفير ! لماذا كل هذا؟ ما الذى جرى ! ماذا سنفعل لو كانت مصر تعتذر
لتسببها فى قتل عدة مواطنيين سعوديين بالخطأ مثلا !
مصر تعاقب على ثورتها
وأعتزازها بكرامتها !
مهانة أخرى أن ترفع
أعلام تنظيم القاعدة وأن يتم الهتاف لإسامة بن لادن !
لابد أن يسن قانون يجرم
رفع أعلام أى دولة أخرى فى مصر لأى سبب كان ولكن أذا كان أعضاء مجلسى الشعب
والشورى و رئيسهم قبل أن يجلس وعلم مصر قد
رفع من خلفه !
أتحدث عن لوبى سعودى من المصريين متمثل فى صحفيين
وقنوات تليفزيونية إخبارية ودعوية بالإضافة إلى شركات الإتجار فى العمالة المصرية !
والمتسعودين ممن قضوا سنوات طويلة فى صحراء السعودية وكنزوا أموالا بطعم الذلة
والمهانة وعادوا محملين بأفكار البداوة وتطرف الوهابية ينضم لهم تيارات متأسلمة
لطالما رفعت علم السعودية فى ميدان التحرير مشهرين ولائهم لمرجعيتهم المالية
وتبعيتهم السياسية الوضيعة بالإضافة إلى سماسرة الحج والعمرة الذين أفسدوا فريضة
إيمانية روحانية جليلة وأوصلوا أسعاره لإرقام فلكية مستغلين رغبة المسلم قى التطهر
وأن من يطلب الجنة سيدفع كل ما يملك!
المرجعية المالية أخطر
المرجعيات التى تؤثر سلبا فى الثورة .. لدينا أخوان وسلفيين بمرجعية مالية سعودية وقطرية وإمارتية ! والإ من
أين لهم بملايين الجنيهات المنفقة على الرشاوى والدعاية الإنتخابية البرلمانية والرئاسية وعلى تأسيس مقار أحزابهم فى محافظات مصر ! ماذا عن
بوسترات شفيق القادمة من السعودية ! وماذا عن إعلانات الرئيس التى اقامها (جيمس
بوند سليمان) ثم باعها لشفيق وماذا يفعل عمر سليمان فى السعودية أصلا ؟ وهل يوجد
فى تاريخ الثورات رئيس مخابرات أسقطته الثورة يبقى حرا طليقا بل ويترشح للرئاسة !
اللوبى السعودى طابور
مدمر للثورة ينضم له تجار لهم مصالح تجارية مع السعودية ووزارة خارجية لا تعنيها
كرامة المصريين ويحرص دبلوماسييها على مصالحهم المالية والتجارية !
لماذا لم تسحب السعودية
سفيرها من أيران التى أتهمتها بتدبير محاولة لإغتيال سفيرها !وعندما خرجت مظاهرة
تندد بسجن المصريين بدون وجه حق غضبت المملكة وسحبت سفيرها وأغلقت سفاراتها
وقنصلياتها ! يا سلام ! هل إهانة الملك (التى لم تحدث ) من المحامى الشاب الجيزاوى
أخطر وأشد من إهانة الرسول(ص) من دول أوروبية متعددة نشرت رسوما مسيئة للرسول عليه
الصلاة والسلام ولم تسحب السعودية سفيرها ولم تحرك دولة الحرمين والأراضى المقدسة ساكنا !هل يوجد
أخطر من إهانة الرسول(ص)
وفد الذل لم يذهب ليعيد
أحمد الجيزاوى ليحاكم فى مصر أن كان مذنبا ولكنه عاد بأحمد القطان السفير السعودى
!
الثورة بدأت فى يناير
2011 ولم تستكمل دورتها تكتمل الثورة بالإرتقاء بقضية الإستقلال الوطنى بإعتباره
أهم مطلب للمصريين فى كل ثوراتهم السابقة منذ ثور 1801 1805 إلى ثورة عرابى وثورة
1919 وثورة 52 وثورة يناير 2011 تعود الأن لترفع نفس ى .. نعود الأن لترفع نفس
المطلب الإستقلال الوطنى من التبعية الإميركية الإسرائيلية النفطية !
الثورة هى الحل .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق