نشرة المقالة في جريدة المشهد يوم 6/5/2012
تشربها عسكرية ولا
دينية!
يتم أمنيا تسويق فكرة
أنك أيها المواطن لا خيار لك سوى الحكم العسكرى أو الدولة الدينية ! باع مبارك هذا
الوهم للعالم كله وأستخدم فزاعة الإسلام السياسى ليستمر فى الحكم 30 عاما ثم روجه
مرة ثانية لتمهيد الطريق لخلافة أبنه على
عرش مصر !ولكن المؤلم أن يتم تسويق الفكرة نفسها الأن بنفس الطريقة وبعد كشف المواطن البسيط لإنتهازية وكذب الأخوان وهوس
السلفيين ومتاجرتهم بالدين وظهر جليا ملايين الجنيهات التى أخذوها لتمويل حملاتهم
والسيطرة على الحكم !
أنتهز حملة المباخر
العسكرية مخاوف المجتمع من أفكارهم الوهابية السعودية المتطرفة وعدائهم للفن وكراهيتهم
للثقافة ولقيم الديمقراطية !أنتهزوا الفرصة وأخذوا يحذرون الناس ويقدمون لهم
البديل العسكرى الجاهز والناجز والضارب فى الحكم منذ 60 عاما !
وأهو اللى تعرفه أحسن
من اللى ما تعرفوش !مع بعض قفزات
لم يتم حبكها مع هيئات
المجتمع المدنى ! إلى فرقعات من قبيل ها نكسر رجل من يقترب من حدودنا ! ومين
يعادينا هه ها ! إلى وقف إضطرارى لمد إسرائيل بالغاز !
ولماذا هو إضطرارى يا
صاحبى ؟ لأنه تم ضرب خط الأنابيب 14 مرة يا محترم !وكل مرة يتم الإصلاح السريع
بالملايين من أموال الشعب الغلبان ! وينضرب ويتصلح ! فى شكل هزلى فاق حتى عنتر
الذى أخذ 7 صفعات على وجهه من لبلب على غفلة !
ولأن إسرائيل رفضت أن
يكون لنا تواجد عسكرى حقيقى لحماية خط الأنابيب وفقا لأتفاق العار المسمى بكامب
ديفيد !فهى تريد أن تبقيك بلا سيادة
حقيقية على أرضك !
ولأن موقف المجلس
العسكرى أصبح مخجلا فهو مطيع للغاية يقوم
فورا بإصلاح الخط حتى لا يغضب السيد الإسرائيلى والأمريكى !
ولكنه أدرك وهو يقوم
بإصلاحه أنه سيتم تدميره صبيحة اليوم التالى فتم تسويق وقف الغاز بإعتباره موقفا
وطنيا !علشان برضك فى الأخر ما يكونش قدام جنابك غير أنك تشربها عسكرية أو تطفحها
دينية وأنت حر بقى !
وكأن قائمة المشروبات
أنتهت ! مفيش مشروب أسمه ثورة ولا مدنية ولا تيار ديمقراطى ولا يسار كله بخ !هى
عسكرية يا دينية وأذا كان عجبك !
والأفضل ليك عسكرية
وأنت حر برضك ! أديك شايف السلفيين والإخوان بيعملوا فيكوا أية دلوقتى فما بالك يا
مولانا لما يمسكوا الحكم !
عايزين يرموا عادل أمام
والفنانين فى السجن والبدرى بيقولك ها نلغى الفن !والشحات بيقولك أدب نجيب محفوظ أدب
دعارة ! وها يشوهوا تراثنا السينمائى بحذف
مشاهد من روائع الأفلام العربية القديمة ! وها يغطوا التماثيل الفرعونية ! يمكن يكسروها ما أخوانهم كسروا تماثيل بوذا فى أفغانستان !
يا لطيف ! و قال أية ممكن تضاجع زوجتك الميتة ! أه بجد والله مش هزار ! ده طبعا
غير أن زميلتك فى العمل ممكن ترضعك وأنت كبير هلف ! هيص ياعم !
وقانون تانى فى مجلس
الإخوان علشان تتجوز بنت عندها 12 سنة علشان متحرمش نفسك لو بتحب العيال !
وأيام سودا ها نعيشها
بقى ! ونبقى سودان متقسمة أو صومال متمزعة أو أفغانستان جهل وتخلف ! هو ده الدين؟
تقوم تعمل أيه يا سيدنا
؟على طول فورا تهتف يحيا المشير وعايزين حكم عسكرى وتسقط الدولة الوهابية !
مهو زى ما قلنالك (المنيو)
مفيهاش غير مشروبين واحد عسكرى بارد بقاله
60 سنة !والتانى ديني طازة سخن
مولع ها يحرق البلد ! قلت أية يا بشمهندس ! زى بالظبط لما كان نفس الجهاز الأمنى
بيروج لنا فكرة أنه مفيش بديل لمبارك ؟ وبعد ين لما حسوا أن الفكرة كلت مع الناس قالك
خد جمال ده واد كويس وعلى الأقل فهم الحكم
وشبعان! وشاب صغير وفكر جديد! والحاجات الوسخة دى! أنتوا نسيتوا ولا أيه ؟ شغل
مباحث أمن دولة على مخابرات ! نفس السيناريو شغال ؟ وأذا فكرت فى تيار مدنى ؟
يطلعلك مطبوعات فى الشارع وصحافة وتلفزيون وخبراء إستربتيز ! وبتنجان يقولك أصل
البرادعى عميل وعايز يدمر مصر بعد ما دمر العراق ! ويشتموا علاء الأسوانى وبلال
فضل وحمدين صباحى وأبوتريكة كمان ويتم تشويههم
مرة دول عملاء وخونة !ومرة دول كفرة وبيهيجوا الناس وعايزين البلد تولع !
فى النهاية مش ها تلاقى
غير مشروبين أتنين بس وأنت حر !
والحقيقة فى أوجه تشابه
كبيرة بين المشروبين أولا الأتنين عندهم:
سلاح والأتنين عندهم ميلشيات وجنود مدربين
!
مش ها أعيد كلمة (الاتنين
) ماشى خد عندك : فلوس كتيرة – السمع والطاعة - الشهوة والرغبة فى السلطة – إيديهم
متلطخة بدمك –كدابين – أبواق إعلامية ضخمة – أجهزة أمنية مخابراتية –على علاقات
مشبوهة سرية وعلنية بالخارج – ملوك الصفقات ولحس الكلام – يهمهم مصلحتهم قبل مصلحة
الوطن – ميفهموش كلمة ديمقراطية وحرية رأى وتعبير – سبب تخلفنا وأرتمائنا فى أحضان
أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية الخليجية العميلة للدول دى فى المنطقة – الأتنين
بيحتقروا المرأة وبيخافوا منها !لإسباب سيكوباتية!
أدينى نسيت وقولت
(الأتنين) تانى !
فى النهاية الأمر متروك
ليك وأنت حر تحب تشربها أية عسكرية باردة ولا دينية سخنة !
الإ إذا ها تحضر مشروب
الثورة الجديدة .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق