الأحد، 8 أبريل 2012

السيناريوهات المحتملة

مقالة:طارق عبد الفتاح من جريدة المشهد 8/4/2012
السيناريوهات المحتملة
ماذا سيحدث فى الشهور الفاصلة القادمة؟ سؤال يشغل المصريين والعالم كله فمع وفرة المرشحين المحتملين للرئاسة توجد بضع سيناريوهات مستقبلية محتملة ربما تجيب عن سؤال هل ستفلت البلد من مطرقة العسكرى وسندان الأخوان والسلفيين ؟
  النموذج الباكستانى:
بمقتضاه يستولى تيار الإسلام السياسى على البرلمان ويشكل الحكومة مستحوذا على أغلب الحقائب الوزارية وأن يكون النظام ( برلمانى رئاسى) فى مقابل دعم تيار الإسلام السياسى لمرشح رئاسى يرضى عنه المجلس العسكرى وتكون وزارتى الدفاع والخارجية  تحت سيطرة هذا الرئيس  !..و الشق الأول من الإتفاق تم بتأمين وصول تيار الإسلام السياسى للبرلمان بنسب لم يكونوا هم أنفسهم يحلمون بها !
وزير الدفاع الامريكى ناقش إمكانية تطبيق ما يسمى بالنموذج الباكستانى فى لقائه بالمشير .. ثم بعد لقاء جيمى كارتر بالمشير صرح  بأن المجلس العسكرى سيسلم الحكم لسلطة مدنية ولكن ليس بشكل كامل ! وعبارة بشكل غير كامل ماهى الإ ترجمة للضمانات الدستورية التى يريدها المجلس لمؤسسته العسكرية وللنظام الإقتصادى داخل المؤسسة ولوضعية رجال المجلس أنفسهم ببقائهم فى مناصبهم دون محاسبة .
أيضا طلب الإخوان من منصور حسن الترشح كرئيس توافقى ! ولكن لأن الخلافات مستمرة والأطماع حاضرة والفترة مضطربة وغائمة سحب الإخوان تأييدهم السرى لمنصور !
بل أن تحركات الشاطر بين مقابلة للسناتور جون ماكين ومقابلة سرية  مع المشير وعنان (أعلن عنها د.عمار على حسن) تدفع بالشكوك حول إمكانية أن يكون  الشاطر الرئيس التوافقى الجديد !
سيناريو الصدام :
  أن يتحدى الأخوان  المجلس العسكرى وينطلقون بالقطار بدون قضبان فى إتجاه وضع الدستور بلجنة معيبة وسحب الثقة وتشكيل حكومة جديدة والدفع بالشاطر مرشحا رئاسيا ! وبالطبع لن يعلنوا عن الدستور حتى يتضح لهم الخيط الرئاسى الأبيض من الأسود! ويرون نجاح مرشحهم الرئاسى  بأعينهم ! وهنا تظهر أهمية سحب الثقة من الحكومة ! فرغم فشل حكومة الجنزورى فأن السبب الجوهرى هو أن تجرى  إنتخابات الرئاسة تحت أشرافهم وبحكومة يشكلونها هم !
ولعل التشكيك الأن فى إحتمالية تزوير الإنتخابات الرئاسية يثير العديد من علامات الأستفهام  فبرعاية المجلس العسكرى حصل تيار الإسلام السياسى على الأغلبية ! فلماذا يشعر الأخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية بالقلق الأن من إنتخابات الرئاسة !!
ولكن مخاطر هذا السيناريو هو إمكانية أن يحرك المجلس  العسكرى المحكمة الدستورية لقبول الطعن فى البرلمان وتضيع  أحلام الأخوان فى السلطة وتفسد الطبخة تماما !
سيناريو الخطر الخارجى  :
 إختلاق مؤثر  خارجى مفتعل يدفع المجلس العسكرى لحل البرلمان وإعلان الأحكام العرفية لفترة لا يعلمها الا الله !…
ولكن هذا السيناريو يبدو أشبه بافلام الكاوبوى الأمريكية ويتطلب حبكة متقنة بحيث يصدقها المشاهد وينفعل بها ويتوحد مع البطل الوطنى الذى سيكون هو المجلس العسكرى فى مواجهة الخطر الخارجى !! ولكن إنكشاف هذا المخطط  وعدم تصديق المشاهدين له سيطيح بمصداقية الأبطال ولن يكونوا قادرين على رفع رؤوسهم مرة أخرى ! كما أن الطرف الخارجى المطلوب منه لعب هذا الدور قد يندمج فى الدور وينقلب السحر على الساحر !
سيناريو المرشح العسكرى:
أن يستثمر المجلس حالة الإضطراب والمخاوف المتزايدة من سيطرة الأخوان والسلفيين على مؤسسات الدولة ويدفع بمرشح صريح سواء أكان عمر سليمان أو أحد رجال المجلس العسكرى الحاليين !
سيناريو الثورة :
توحد القوى الوطنية وإنفجار موجة عارمة من الثورة تطيح بأبطال المشهد السياسى الزائفين لتضع نصا جديدا يتلائم وطموحات مصر فى دخول العصر الحديث بكل إرثها الحضارى والتاريخى العظيم .
هذا السيناريو ليس خياليا لأن مقومات إندلاع الثورة باقية تحت رماد وجمر 25 يناير أهمها دخول (الأولتراس) كقوة ثورية طليعية وهم قوة منظمة تعمل بروح الجماعة وشرسة فى القتال ومدربة على حرب الشوارع ..وهى تحارب الأن من أجل قضية حقيقية وليس من أجل مباراة كرة .
يقف معهم على نفس خط المواجهه وبنفس درجة الألم أسر الشهداء والمصابين بنارهم التى تزداد إشتعالا .
ولا يمكن إغفال دخول  أطراف أخرى للميدان هم طلاب المدارس و الجامعات والعمال والإعتصامات الفئوية وتحرر الأقباط الكامل من سلطة البابا السياسية بوفاة قداسة البابا شنودة الثالث ويخطئ من يرى فى مليونية الأقباط مجرد جنازة وتوديع !... كل هذه  منابع ستزيد من زخم الميدان وفوران الموجة القادمة من الثورة .
أن الإبقاء على الدستور قيد الكتابة متعمد فأذا فاز الشاطر يكون نظام الحكم رئاسى أو رئاسى برلمانى !
أما أذا فاز مرشح أخر فسيكون نظام الحكم برلمانى !
سلوك أقرب للعبة الثلاث ورقات !
أتصور أن السيناريو الأقرب للحدوث هو تقديم الإخوان لتنازلات وقبولهم بتقسيم التورتة مع المجلس !مما سيتسبب فى إحباط شعبى رهيب سيقود البلاد إلى ثورة عارمة ستطيح بكل اللاعبين السياسيين واللاعبين بمقدرات ومستقبل  مصر.
عند نشر هذا المقال ستكون هناك جمعة غضب ثانية أنطلقت من يومين !ترفض وجود دستور وإنتخابات رئاسية تحت حكم العسكر والنظام الذى لم يسقط .. فهل بدأ سيناريو الثورة ؟


طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق