الخميس، 25 يونيو 2015

الورم الغامض

الورم الغامض 


نشر في جريدة المشهد 

الطريقة الوحيدة لمعرفة نوع الورم هي استئصاله ثم تحليله ,
لهذا أجري جراحة غدا بعد أن قمت بعدد من الإشاعات في أكبر مراكز الإشعات في مصر ومتأكد أن من قام بها غير متخصص فهو ممرض أو فني أو موظف لا علاقة له بالطب .!عجز أحد أطباء الإشعة عن شرحها  !وجاء تقرير العينة من معهد السرطان مناقضا لكل الإشعات .! وهناك لم يعطونني إيصالا دالا علي دفع مبلغ 220 جنية نظير التحليل .! مما دفعني لعدم  الإعتاد بهذا التحليل , ولفت انتباهي جماهير غفيرة يكتظ لها المعهد من المصابين بالمرض اللعين .!
وإذا كنت بصعوبة وبتوصية وبدفع أجر كامل لم الق اهتماما حقيقيا وأستغرق كشف الطبيب أقل من 3 دقائق .! فما هو حظ هؤلاء البسطاء جميعا .!لك الله يا شعب مصر , اكتشفت عبثا بأن حجزي بالمستشفي حجرة بسريرين وهذا هو الترتيب الوظيفي لمن تكون درجته المالية كبير مقدمي برامج بدرجة مدير عام.! هكذا بعد رحلة العمر والعطاء الممتدة لأكثر من 20 عاما .! لا تكون لك حجرة علاج مفردة .! وسيكون بجواري مريضا أخر لا اعرفه أو يعرفني .! وتذكرت وقتها طبيبة كوبية التقيت بها أثناء انتدابي للعمل في تنزانيا كخبير إعلامي ,عندما ذكرت لي بأن نظام التأمين الصحي في كوبا يتيح لأي فقير أن يجري أي جراحة حتي وان  تكلفت أكثر من مليون دولار دون أن يدفع مليما .! طبعا فهذا بلد شيوعي كافر.!
الحمد لله أننا مؤمنين ورأسماليين .! هل نحن رأسماليين .!لا أتصور.!فأوباما ارتكزت حملته الانتخابية الدعائية علي إدخال مئات الآلاف من المواطنين إلي مظلة التأمين الصحي  .! ووقتها أتهمه منافسه بالشيوعية , وحولها أوباما إلي نكتة وسخر من منافسه .!ثم سرعان ما خاطب الرئيس الأمريكي مواطنيه مقنعا إياهم بضرورة فرض ضرائب أعلي علي الأثرياء حتي يستطيع الاستثمار فى مجالات الزراعة والصناعة والتجارة .! يحدث هذا في معقل الرأسمالية ! 
في بلد يذهب فيه المواطن للمستشفي ولا يعرف أذا كان سينجو من الموت أم لا يوجد مستقبل .! لا أعتبر إجرائي الجراحة نوعا من الشجاعة ,ولكنه مقارنة بين أخطار الجراحة وبين الإبقاء علي ورم غامض , لم يستطع الطب في مصر الوصول لكنهه دون استئصاله واخترت الخطر الأول .!
اخترت شهر رمضان تيمنا وحتي يكون لقائي بالله في شهر كريم مبارك , لم تعد الحياة في مصر بالنسبة لي ممتعة ,لولا رغبتي في الاطمئنان علي صغيري.!
ولم أكن أرغب في الموت المجاني بسبب خطأ طبيب تخدير أو جراح أو إهمال ممرض .! أتمني الموت شهيدا في موجة ثورية ثالثة أراها تقترب رويدا  لاستئصال ورم واضح
- See more at: http://al-mashhad.com/News/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%85%D8%B6-/1020503.aspx#sthash.w8msUD3T.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق