الخميس، 19 مارس 2015

الدورى العام للدم !

طارق عبد الفتاح يكتب : الدورى العام للدم !

16-3-2015 | 15:31
طباعه
 6 G+0  0  6 
نقطة نور
مازالت مافيا كرة القدم تصر على استكمال الدورى العام لكرة القدم، دورى يلعب فيه اللاعبون بجماجم ضحايا استاد الدفاع الجوى الذين تم حبسهم فى قفص حديدى شائك وقتلوا علنا فى مذبحة شبيهة بمذبحة استاد بورسعيد، مافيا الكرة لا يعنيهم إلا تجارتهم، وسمسرة بالملايين يتحصلون عليها من صفقات بيع اللاعبين هى صناعة وتجارة تدر ربحا رهيبا خاصة مع هذا الهوس الشعبى برياضة كرة القدم، التى حولها المجرمون إلى ساحات قتال وتصفية حسابات سياسية، ودار الصراع بين الألتراس بجماهيره العريضة وبين الشرطة وبين تجار الكرة، حتى أن رئيس نادى توعد الألتراس بمفاجأة قبل مذبحة استاد الدفاع الجوى، ولعب إعلام رجال المال دورهم فى تزييف الوعى، فركز على موقف اللاعب عمر جابر، وهل هو بطل أم مدعى للبطولة برفضه لعب المباراة بعد سقوط الضحايا ؟ وهل كان لاعبو الزمالك على علم بسقوط ضحايا عندما لعبوا المباراة ؟وهكذا لعب إعلام رجال المال مباراته فى أدمغة الناس وصرفهم عن دماء وأرواح 24 أو 40 شابا فى رواية أخرى وحتى إذا افترضنا أنهم قتلوا نتيجة التدافع فهذا لا يعفى أحدا من دمائهم! أنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟ أن قتل شيماء الصباغ وقبلها 25 متظاهرا فى الذكرى الرابعة لثورة يناير والدماء التى تنساب من سيناء ومن ليبيا لجنودنا من القوات المسلحة، ودماء رجال الشرطة الشرفاء، ودماء من يعذبون فى السجون وآخرهم المحامى الشهيد كلها تستصرخنا طلبا للعدالةـ
بدأ الدورى العام للدم بغياب العقاب لمن قتلوا شهداء يناير، فتدفقت دمائنا جميعا، وتداعت دوائر الدم، وأصبحت هناك عدة فرق قاتلة تلعب فى دورى عام للدم المصرى، أولهم نادى الإخوان الدموى ومن لف لفهم من فصائل تكفيرية، ثم نادى شرطة العادلى، ونادى الإهمال القاتل الذى يركز عملياته على الأطفال والطلاب فى المدارس والطريق العام، ونادى الفشل المرورى، ونادى الطرق والكبارى للقتل العشوائى والحوادث ونادى الفشل الكلوى ونادى فيرس سى، ونادى الأطباء للقتل السريع، نادى الأدوية الفاسدة ونادى الغلاء المميت، ونادى الطعام الفاسد على الأرصفة، والدورى به أندية كثيرة، نادى تلوث مياه الشرب، ونادى الفساد.
مسلسل الدماء بدأ عندما اختطف الفساد والاستبداد الوطن منذ أربعين عاما، وعندما ارتمت مصر فى أحضان أمريكا وإسرائيل، بدأ بدماء طلاب الجامعات اليساريين بأن أطلق عليهم السادات وحش الجماعات الإسلامية بجنازيرهم ثم التف الجنزير على رقبته فى النهاية، الدورى العام للدم له منظروه ومفكروه من كتاب الجماعة الإسلامية، الذى هو دستورهم إلى الفريضة الغائبة، ومعالم فى الطريق وآلاف الكتب التى تتبنى الفكر الداعشى، نادى الأزهر الشريف لتغييب الدين الوسطى، ونادى انهيار التعليم ونادى وزارات الترهل وغياب التعليم، فلا غرابة أن تموت كل يوم( يارا طارق) وأن تسجن (يارا سالم) وأن يسقط لوح زجاج على رأس طفل أو يقتل مدرس داعشى طفلا آخر لأنه أخطأ فى حفظ آية واحدة فى القرآن !!وأن يسحل الشيخ شحاتة حتى الموت لأنه شيعى! وأن يذبح ويعذب كلب ! مجتمعى دموى بطبعه !
إن الدورى العام للدم استمر عندما اختطف التنظيم الدولى ميدان رابعة، وقام بأكبر عملية احتجاز للرهائن فى التاريخ ! واستخدم السلاح رافعا شعار يا نحكمكم يا نقتلكم ! ثم التعامل المرتعش المتأخر مع الاعتصام الذى أدى إلى صعوبة فضه بالقوة دون خسائر كبيرة، ثم تقارير لجان تقصى الحقائق وحقوق الإنسان التى أشارت إلى استخدام الإخوان للقوة المسلحة والعنف، وإلى الإفراط فى استخدام القوة من جانب الشرطة، الدماء تنزف وتسيل انهارا، دون عقاب، وهذا سر استمرار هدرها  لأننا عطلنا شرع الله فى القصاص، الذى هو دواء شافٍ لاستقرار المجتمع، ولأنه صار لدينا شهيد مميز، وشهيد بشرطة وشهيد درجة تالتة، ولأن قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار !! ولأن استرخاص الدم صار القاعدة وصار مقتل طفل أو شاب أو شابة خبرا عاديا لا يثير شهيتنا لقراءته ! ستصيبنا لعنة الدماء وسيحل الطاعون بالمدينة، اتقوا الله وأوقفوا الدورى العام لدماء المصريين، فلا أحد سيفوز فى هذه المسابقة الملعونة كلنا خاسرون كلنا خاسرون.
خبير إعلامي
Tarekart64@hotmail.com



من العدد المطبوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق