الاثنين، 2 فبراير 2015

ذقن توت عنخ وتخريب آثارنا

ذقن توت عنخ وتخريب آثارنا

فى المقال السابق إستعرضنا مؤامرة المتحف الكبيرة وكيف أن حواس( على حد تعبير الأستاذ نور عبد الصمد مدير التوثيق  بوزارة الأثار )  بعد تقاضيه 6 مليارات جنية يسعى لوضع موطىء قدم دولية للوصاية على الآثار المصرية المنقولة من المتحف المصرى (الإنتكخانة) إلى المتحف الكبير .!
المفاجأة الحقيقية فى قصة كسر ذقن توت عنخ آمون ثم إعادة لصقه بمادة الأيبوكسى الغير ملائمة ,لا يعبر فقط عن كارثة وفضيحة عالمية ولكن المؤلم أن صح  هو ما يراه بعض المتخصصون فى الآثار الذين يتشككون أصلا فى أن قناع توت آمون المحفوظ بالمتحف هو القناع الأصلي, حيث يرى البعض أنه تم استبداله !وهذا ليس بمستبعد لأن معظم الآثار الموجودة بمخازن الآثار كما يؤكد  اللواء عبد اللطيف البدينى رئيس مباحث الآثار السابق من أن أغلب الأثار الموجودة بسقارة هى مقلدات وليست قطعا أصلية !!وهو أمر ينسحب على معظم مخازن الآثار فى مصر !
الفساد يمتد إلى الترميم الجائر فهرم زوسر تم إسناد ترميمه 
لشركة الشوربحى وهى شركة غير متخصصة فى أعمال الترميم .فكانت النتيجة كارثية تشوه الهرم وأستخدمت فيه مواد من الحجر الجيرى تساعد على تأكله وليست من أصل مادة بنائه وأصبح قاب قوسين  أو أدنى من الأنهيار !
هذا بعد ان حصلت الشركة على ملايين الجنيهات !نفس الامر ينطبق على تشويه هرم أوسر كاف ...المنطقة كلها معرضة لأخطار المياة الجوفية ولم يتحرك أحدا لأنقاذها !
منطقة السرابيوم من اجمل المقابر المخصصة لدفن العجول المقدسة تم تغيير أرضيتها بأرضية خشبية قيل أنها تكلفت 18 مليون جنية !! ومثلت تشويها حقيقيا للمنطقة !أن المنطقة كلها وقعت بين انياب الإهمال والمياة الجوفية وتراكم القاذورات وتخريب شركات النهب التى تدعى الترميم !!الأثار تغطيها الرمال أيضا ولا توجد أى صيانة لها ....!!!..التخريب والإهمال يمتد لكل أثارنا ..فمنبر قاينباى الرماح تمت سرقته فى أواخر عام 2010 ..بعد أن صمد طوال قرون ...شملت كوارث وثورات وإحتلالات من مستعمرين وفوضى أمنية ...لم يسرق هذا المنبر الضخم ويفكك وينقل الإ فى زمن التحلل والإضمحلال زمن مبارك ! وهناك منطقة عرب الحصن فى المطرية وعين شمس (مدينة أون القديمة ) أقدم مدينة فى التاريخ الإنسانى تحولت بسبب الإهمال إلى خرابة ووكر للمدمنيين ونمت الحشائش التى احترقت وطال الجريق أثارنا المتروكة فى العراء
لتتحول منطقة المسلة الى مقلاب للزبالة وهى مسلة تعود لعصر سنوسرت الأول !...تمتد يد الإهمال والسرقة إلى الأزهر الذى جددت أرضيته بالبورسلين !وسرقت نقوشا من الجامع ..أما قبة الغورى والوكالة فهى مازالت تقام فيهما ورشا وعروضا فنية مما يعرض هذان الأثران للتشويه والتدمير البطىء !كنيسة مارى جرجس لم تسلم ايضا من التشويه بالترميم الخاطىء من شركات مقاولات غير متخصصة فتم تخريب الأثر وخروجه من إصالته ...حيث تم الكشط وسفع الرمال بريقة دمرت الأثر !
الحل يكمن فى تشكيل مجلس قومى للأثار يتبع رئاسة الجمهورية بشكل مباشر تكون مهمته التنسيق بين الجهات المعنية بالأثار ويكون له قرارات بقوة القانون وعمل دراسات متكاملة لمشاكل الأثار بكل مصر ...وللحديث بقية الأسبوع القادم أن شاء الله .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق