الخميس، 29 يناير 2015

الإفراج عن الثورة

الإفراج عن الثورة

28-1-2015 | 22:02

الأخبار المتداولة عن الإفراج عن بعض المحبوسين ,تثير الشجن على حالة الثورة نفسها أهدافا ومصيرا , فالشباب الذي قاد الثورة , تعرض لعمليات تشويه ممنهجة , ثم تم حبس بعض المتظاهرين لمخالفتهم للقانون المعيب الخاص بالتظاهر ,وبدت الصورة متناقضة فرموز مبارك خارج السجن ومن قام بالثورة ضده دخلوا السجن فى لعبة كراسي السجن , كما أن لعبة كراسي السلطة أخرجت الإخوان وأقعدتهم على كراسي الحكم ثم أعادتهم مرة أخرى للسجون ! واللعبة تدور , وتكثر العبر ويقل من يعتبر , وتتجلى كلمات الأبنودى (الثورة نور واللى طفاها خبيث يرقص ما بين شهدا وبين محابيس ! يادى الميزان اللى طلعت لفوق بينزلوك بالقوة أو بالذوق دول مش بتوع العدل فى الموازين ), ويبقى السؤال هل تستطيع مصر في خطفة زمن أن تسترد الثورة , وتقيم ميزان العدل مرة أخرى , وهل يضحك مساجين الثوار أخيرا , هل يتبسم وجه مصر المكدود .؟ الإجابة عسيرة لأنها ممتدة في الزمن ’ لكن الإفراج عن المحبوسين يتطلب فورا إلغاء قانون التظاهر المعيب , وإشراك شباب الثورة فى تحمل مسئولية حكم البلاد , وإعادة صياغة مؤسسات الدولة كلها , بمعنى تطهيرها من الفاسدين والمنتمين للتنظيمات الإرهابية ومن الخلايا النائمة للإخوان , ثم التخلي الفوري عن المعايير الأمنية في اختيار جميع القيادات فى كل المؤسسات واختيار الكفاءات الحقيقية ,معركة بناء الوطن ليست سهلة وهى تبدأ بثورة في كل المؤسسات , مع ترشيد للإنفاق الحكومي , وضمان استقلال مؤسسات خطيرة كالقضاء والأزهر والجامعات والتليفزيون والصحف القومية , وتحرير هذه المؤسسات من قبضة الدولة , هو حماية للدولة , ومحاربة الفساد بقوة القانون وسرعته وتنفيذه , والالتفاف حول مشاريع إنتاجية , فإقامة الطرق وشق القنوات والكباري والأنفاق هي مشاريع هامة ولكنها لا تقيم اقتصاد ولا تسهم في تنمية حقيقية , مطلوب مشاريع تنموية إنتاجية , كمشروع إنتاج القطن الذي تم اغتياله مؤخرا , وكمشروع الثروة السمكية , والمشاريع الزراعية , وبناء المصانع , وتطوير القطاع العام ,ونقل التكنولوجيا الحديثة , والاستفادة من تجارب النمور الأسيوية في التنمية والتقدم , ووضع إستراتيجية تعليمية تتبنى أفكار طه حسين فى كتابه مستقبل الثقافة فى مصر , لابد أن نضع إستراتيجية جديدة فى الثقافة والإعلام والفنون , وأن تدخل الدولة كمنتج فاعل للمسرح والسينما وأن تفعل قطاعات الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج ,وأن تنشط حركة الترجمة , باختصار نحتاج لثورة ثقافية  وتعليمية ودينية وفنية , ولابد من وجود مشروع قومي يكون الشعب أمناء له وعليه , هل احلم ؟ ربما ..عموما الحياة حلم , وفى يدنا أن نجعله واقعا جميلا أو يأخذنا إلى عالم الكوابيس المخيفة , والاختيار في أيدينا . ..جميل إن نفرج عن شباب تظاهر من أجل مستقبل أفضل والأجمل هو الإفراج عن الثورة نفسها .
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق