إعلام الأمن والمال !
22-8-2014 | 10:00
بقلم: طارق عبد الفتاح
أنفردت لاميس على ( السى بى سى) بخبر لم يسبقها إليه الأوائل وهو خبر حرق المجمع العلمى ( قبل أن يحرق !) بحوالى 12 ساعة وصرح (أحمد موسى ) بأن إتهامه بالعمل لحساب أمن الدولة شرف كبير له ! ويعرض (الإبراشى) مشاهد لبعض الإرهابيين وهم يقومون بجرائمهم وتقترب الكاميرا من وجوههم ثم يطلب من الجمهور الإدلاء بمعلومات تفيد فى إلقاء القبض عليهم ! أن ما يفعله الإبراشى بالتأكيد هو عمل لا ينتمى للإعلام قدر إرتباطه بالعمل الأمنى !ثم أن (عكاشة ) نفسه كظاهرة ووصوله لأحداث قبل أن تحدث يمثل تساؤلا مماثلا عن الحدود الفاصلة بين العمل الأمنى والإعلامى !وأصابته بتسمم أثارت شكوكا كثيرة !وهناك تسجيلات عبد الرحيم الرهيبة !والغياب القصرى للصحفى رضا هلال نائب رئيس تحرير الأهرام زمن مبارك يثير نفس التساؤلات ؟
والحقيقة أن بعض الوثائق المتسربة بعد إقتحام مبنى مباحث أمن الدولة أفادت بتعاون سياسيين وإعلاميين فى مشروع التوريث! كما أن ترقيات أغلب القيادات فى كل مؤسسات الدولة على رأسها الجهات الإعلامية تخضع كلها لتقارير أمنية دقيقة ! وهناك بند نثريات ومصروفات سرية فى بعض الأجهزة الأمنية يصرف لبعض الإعلاميين المتعاونيين !.. وفى زمن مبارك ظهر مصطلح شهير هو ( مذيعو الهواء الأمن !) وهم مذيعيين بماسبيرو يصرح لهم وحدهم بالظهور على الهواء مباشرة فى تغطية الأحداث المهمة والحساسة وذلك لإطمئنان الأجهزة الأمنية لهم أكثر من غيرهم !...أن إعتراف العادلى بالتصنت على الكثيرين وبأنهم كانوا ينصحون بعض النساء المتورطات أخلاقيا بالإبتعاد عن هذا السلوك !هو إعتراف خطير ..معناه أن التنصت كان أحد وسائل التجنيد أذا أستعصى التجنيد طوعا ! وهل قصة (سعاد حسنى ) ببعيدة وكيف تم توريطها للعمل المخابراتى الأمنى !وهل قيامها بتسجيل ذكرياتها بكل إعترافاتها وصراحتها مع إعلامى قام بنقل هذه التسجيلات لوزير الإعلام وقتها !..والتى طالته إعترافاتها ..ثم مقتلها الغامض بعد ذلك !وتمت مكافأة هذا الإعلامى بمنصب كبير فى ماسبيرو إليس هذا دليلا على تجنيد ليس فقط الإعلاميين ولكن بعض الفنانيين أيضا .... هذا عن الأدوات الإعلامية المجندة أما الإعلاميين الذين يتصادف أنهم حققوا بعض النجاحات ولم يعملوا مع الأمن أبدا فهم تحت سيطرة ومراقبة الأجهزة الأمنية وأى شطط يمكن إبعادهم بسهولة..فرجال المال ملاك القنوات لن يضحوا بعلاقتهم ومصالحهم المالية الضخمة مع النظام من أجل مذيعيين أو إعلاميين يمكن الإتيان بغيرهم بسهولة ولك أن تتأمل كيف تم إستبعاد دينا عبد الرحمن و أمانى الخياط ورانيا بدوى وأختفت ريم ماجد وإستبعدت جيهان منصور إيمان عز الدين.!
كل هذا يرتبط بالضرورة أيضا بسيطرة رأس المال على القنوات الخاصة وخطورة ذلك فى تشويه الحقائق وتزييف الوعى وتبنى قضايا بعينها وإستبعاد قضايا أخرى ...ففى ظل معركة بعض الوطنيين ضد عناصر وخلايا الإخوان داخل ماسبيرو زمن مرسى وبعد 30 يونيو أحجمت قنوات خاصة وصحف خاصة كثيرة عن مناقشة أخونة ماسبيرو! ونشرت صحفا أخبار قصيرة بإقتضاب ثم توقفت سريعا عن النشر !وذكر لى إعلامى شهير أن مالك القناة الخاصة لا يريد أن يغضب السيدة درية شرف الدين وزيرة الإعلام وقتها ويرفض مناقشة أخونة ماسبيرو .!
وفى نفس هذه القنوات الخاصة يتم الدفاع عن مصالح رجال المال فيرفض قانون الضرائب التصاعدية !ويصور على أنه كارثى على مستقبل الإقتصاد المصرى .!
توجد إدارة الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية ويمكنها تنتج رسائلها الإعلامية الموجهة وتقوم بإذاعتها عبر وسائل الإعلام المختلفة هذا سيعطى مصداقية أكبر للمحتوى المقدم ..ويحسن من علاقة الأجهزة الأمنية بالمواطن.
الإعلام المصرى كله يحتاج إلى نقابة قوية منتخبة وميثاق شرف إعلامى ....حرروا الإعلام من قبضة السلطة وأمنها ومن سلطة رأس المال ومصالحه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق