من نصح محلب برفع أسعار الوقود هو شخص أحمق أو متآمر
يرغب فى إشعال النار فى البلد والشعب والرئيس معا ! نعم الرئيس طلب تخفيض حجم
العجز فى الموازنة ولكن هل طلب أن يتم ذلك من جيوب الغلابة والطبقة المتوسطة التى
تعيش على الصراط وتمشى على الأحبال وتمارس العاب الحواة حتى تبقى على قيد الحد
الأدنى الكريم للحياة ! بالتأكيد الرئيس لم يطلب ذلك ؟ ولكن حكومة محلب تحقق ما
عجزت الإخوان وتنظيماتها الإرهابية ومن لف لفهم على تحقيقه ! وهى تقوم بتحضير
أسباب الثورة القادمة فعندما تلتقى الأسعار المرتفعة مع الإحتقان الحادث لفشل
الموجة الأولى للإنتفاضة الشعبية فى 25 يناير ..مع إحتقان أسر الشهداء والمصابين !
ومع إقصاء الشباب و بطالتهم ! ومع تشويه الثوار وسجنهم بتهمة خرق قانون التظاهر
..مع الإحساس بالإحباط والإستغفال وبأن هناك من صفعهم على قفاههم !ولم يحصد المصريين من ثورتهم سوى
الموت الخراب والدمار وتعطل المصالح وأن هناك من تآمر عليهم وإعادهم بصنعة لطافة
إلى يوم 24 يناير2011 ..ستتفاعل كل هذه المشاعر الساخنة السريعة الإشتعال أكثر من
الوقود نفسه !وهنا لن تفلح أى آلة قمعية فى قمع شعب غاضب ثائر جريح مخدوع مستغفل
..لأنه هذه المرة لن يكون غضبه سلميا حضاريا ولن يستثنى أحدا من غضبه ...وربما لن
يشفيه سوى الإجراءات الإستثنائية والمحاكمات الثورية التى تم خداعنا من العالم كله
بأنها سوف تضر بشكلنا الحضارى وسوف تؤخر حصولنا على أموالنا المهربة ! لماذا لم
تبذل حكومة محلب وكل الوزراء (المحلبيين ) فى حكومته جهدا لإستعادة هذه المليارات
المنهوبة ! لماذا لم يحاول أى محلب الحصول على أموال الحيتان المتهربين من الضرائب
؟ لماذا لم يتم إقرار الضرائب التصاعدية حتى الأن ؟لماذا لا يرفع الدعم فى
الكهرباء والوقود عن المصانع والشركات التى تدفع أثمانها بالإسعار المحلية
المدعومة المفروضة على المنازل ..رغم أن هذه المصانع والشركات تبيع لنا بضائعها
بالسعر العالمى ؟ يضاف إلى البنزين ضرائب إضافية تم فرضها على دخول الموظفين
وأبناء الطبقة المتوسطة !
الشعب قام بثورة ولم تمنعه القبضة البوليسية الجبارة لمبارك
وبعده مرسى هل تراهنون على أنكم قد خدعتم الشعب عبر فضائيات رجال مبارك ؟ وأنكم
غسلتم مخه وأن الشعب صار ناقما على الثورة
ويريد الإستقرار بأى ثمن ؟ سأفترض أن هذه حقيقى ولكنكم لم تمنحوه أى شىء ؟ (الشعب
مازال لم يجد من يحنو عليه) !! أنكم تزيدونه قهرا لأن القهر هو الفقر والفقر هو
القهر ! كان من الممكن أن يقبل الشعب بكم ويكفر بالثورة فى حال نجاحكم التام فى
إستئصال شأفة الإرهاب ...وحال تحسين أحواله المعيشية وأحساسه بأنه أمن على بيته
وعرضه وأملاكه ومستقبل أبنائه !ولكنكم نجحتم فقط فى تشويه الثورة والثوار ,,وظل
المواطن خائفا من الإرهاب ويرى رجال الشرطة والجيش يتساقطون قتلى يوميا !مما يرسخ
فى وجدانه الأحساس بعدم الأمان فأنتم غير قادرين على حماية أنفسكم فكيف تدعون قدرة
على حماية الشعب ! ثم أنكم أفقرتموه أكثر وسلختم جلود الطبقة المتوسطة ...فلماذا
سيقف معكم وكم من الوقت سيصبر عليكم !تراهنون أذا على أن الشعب أرهق ولم يعد قادرا
على الإستمرار فى الثورة ؟ هذا صحيح إلى حد كبير ولكن السؤال هو إلى متى سيظل
مرهقا ؟ شهر أثنان ستة أشهر ...عام كامل ...لن يصبر أكثر من ذلك وهو يرى الأغنياء
يزدادون تخمة والفقراء يجوعون ويموتون والطبقة المتوسطة تنهار ...سيخرج عليكم خروج
الوحوش الجريحة فى أقل من عامين وسوف أعيد نشر هذا المقال بنفس العبارات لأؤكد لكم
أنه أشبه بتوقع علمى مدروس .....أيها المحلبيون ...الثورة لم تمت هى فى هدنة مؤقتة
وأنتم تلقون الحطب على جذوتها المتقدة وتسكبون البنزين على نار ستطالكم أول ما
تطال ..أتقوا الله فى الشعب والثورة .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق